أسوأُ مافيكِ
أنَّكِ أحببتِ
حُباً هُلاميَّاً
لم تُدّرَكْ مَاهيتُه
ولم تُمُيّزْ مَعَالمُه
وحينَ نأى كَاهلُكِ عنْ حملِهِ
وطاش عقلُكِ عنْ كُنهِهِ
وذابت نفْسُكِ في لوعتِهِ
صنعتيه نَصْلاً من إِِفكٍ
وقبضتِي نصابَه بكفٍ
لم تجدْ زندَ وفاء
وارسلتِهْ في صهوتي
حِينَ عَدَوتُ بكِ
نحوَ النَّقاء
فتفجأك طعنتُك
متجهةً صوبَ صدرِكِ
مسافرةً
بين أكتافيْ
ظاهرةً
بين أزراريْ
واقفةً
عند نحرِك
وساعتَها
كنتُ دونَكِ أكابدُ
إنقاذَ الغريقِ
وإطفاءَ الحريقِ
وخذّلانَ الصديقِ
فماكانَ من إفككِ
إلا أن هذَّبَ نفسي
وكساها البياض
وتَعلَّمَ قلبي
كيفَ ينسى
وتعلمَ
كيف يمحو
فعشقتِ
الجثومَ
على صدّرِي
منبهرةً
حائرةً
مقهورةً
تعاودينَ طعني بنصلِ البهتانِ
فَأُقَبِّلُ كفّيْكِ بشفتي الغفرانِ
وأَحمي وجهَكِ من لعنةِ عدنانِ
وتغارينَ أَنْ أَكونَ لغيرِك .. !!
وأحَتارُ هل سأَكونُ لكِ ..؟!!
إِلى أنْ عاودَكِ الوهمُ
بأنَّكِ سرابٌ أطردُه
وأنَّي مُتُ في قلبكِ
الذي قد سُسْتُه
وَعَرَفتُ
من أينَ تَنهلُ أوردتُه ؟!
وإلى أين تُغدقُ شرايينُه ؟!
فثقتي فيهِ عمياءُ
فوهبتُه روحي
وثقتُكِ فيهِ جَوفَاءُ
فقتلتيهِ بالنوحِ
دَعِيهْ يحلّقُ
بعيداً عن صدرك
ميْمماً
شطر يَديَّ الداميتين
فلايعزفُ
إلا على
أناملي
المبتورة
ولاينتشي
إلا تحت أهدابي
المحروقة
ولايرتمي
إلا في جيدِ حناني
البَاكي
ولايرتوي
إلا من ثَغْرٍ
يَسَّتَاكُ البشَامَ
ثناءً ودعاءً
/
\
/
عائض القرني