موضوع جدير بالقراءة نقلته للفائدة بإذن اللهلها أون لاين
أختكم
بنت البحر
كثر الحديث عن الخطاب الإسلامي وضرورة مراجعته مراجعة شاملة، تشمل أساليبه ومضامينه على حدٍ سواء.
واختلف المؤكدون على هذا الموضوع فيما بينهم، فمنهم من يبالغ حتى يطالب بنسف كثير من المضامين حتى لو كانت ثابتة بالشرع من أجل مسايرة العصر، ومنهم من اعتدل وطالب بإزالة ما تراكم من الاجتهادات الخاطئة أو الخرافات التي تأصلت بمرور الزمن مع الالتزام بثوابت الشرع.
وعلى الرغم من أنَّ هذه القضية بدأت مع بواكير عصر النهضة في العالم العربي، إلا أنها ما زالت تأخذ حيزاً كبيراً من طروحات المصلحين والمثقفين.
ولعل السبب في ذلك أنَّ الخطاب الإسلامي ما زال يتقاسمه فريقان، فريق أسس خطابه على معطيات التراث الإسلامي وتعمَّق فيه، ولكنه لم يتعامل مع الواقع بالطريقة نفسها، بل اكتفى بالملامسة دون الدخول، بل ربما نظر إليه من علو، والفريق الآخر وقف في الشق المقابل تماماً، فقد عرف واقعه جيداً، لكنه أهمل التراث، مما أدى به تضخيم الذات واحتقار الآخر.
والخطاب الإسلامي للمرأة يمثل نموذجاً واضحاً لحالة الخطاب الإسلامي، فهو لا يزال يناقش قضايا المرأة من خلال النظر إليها من زاويتين متقابلتين دون الجمع بين النظرتين، فتظل المرأة المسلمة بسبب ذلك مشدودة بين خطابين، خطاب يخاطب قلبها ووجدانها من خلال التأكيد على ثوابت الدين الذي آمنت به، وخطاب يخاطب عقلها وفكرها من خلال مناقشة قضاياها الواقعية ومحاولة البحث عن حلول لها.
فمتى يدرك المصلحون أنَّ المرأة لن تعيش حالة الفصام هذه طويلاً؟ وأنه لا بدَّ لها من يوم تتخذ فيه قرارها، إما إلى هذا وإما إلى ذاك. فرفقاً بالمرأة ولا تجعلوها بين خيارين أحلاهما مرٌّ!