أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فضاء أينشتاين (بين القصة والخاطرة)

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Feb 2023
    المشاركات : 49
    المواضيع : 22
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي فضاء أينشتاين (بين القصة والخاطرة)

    فضاء أينشتاين (بين القصة والخاطرة)
    إبراهيم أمين مؤمن/ مصر
    مقدمة: لعل هذه القصة أنموذج جديد من نماذج السرد؛ فهي قصة متكاملة أركانها لكن أحداثها سُردتْ بأسلوب الخواطر.
    ***
    فضاء أينشتاين
    إبراهيم أمين مؤمن
    القصة
    سرت بكِ على الدرب، ملك بصولجان، واثق الخطوة، تخشع لي الكائنات.
    توجتك ملكة على عرشي، ألبستك الإستبرق والسندس، جعلت راحتي يدي بساطا لقدميك، وقدمي قبلة اختيال خطواتك، فلا في جب سحيق تهوين، ولا في بيداء الوحوش تتوهين.
    أضيء لك دربك بمشكاة تُضاء من أجنحة الملائكة، فسيفساء نورانية تتبهرج، يخشع نوره عبدا تقيا بين لهيب عينيك النجمية واختيال خطواتك الطاووسية، درب تختال فيه الأزاهير وتُروى من أنهار سلسبيل، تصدح البلابل على خرير مائه، ويتردد على سمعك كتراتيل داوود.
    استرققتِ الكائنات بوحي من دساتير حبي.
    وأسكنتك قصرا، دارت الكواكب في فلكه بعد أن عقت شمسها بإعلان يوم الاستقلال.
    ***
    عفت الفردوسَ على دقات طبول ومزامير محفل شيطاني، ليخرجوا سمفونية باسم: لا أحبكَ، الرحيل.
    فتحتْ كتابا لتملي عليّ طلاسم شيطانية.
    تتأرجح على حبل البهلوان لتعبر جسر الفراق.
    أسمعتني موسيقىً شاحبةً متهدلةً، كصيحة زلزلتني، فغرقت في دموع حسرتي، فهل من يد تمتد لغريق؟
    شاغبتني بسيف شعشعني، فكيف أرد سطعه قبل أن يفجر نور عيني؟
    زفير أنفاسها يحرقني، فأنى لي من ماء يطفئ نارا شبت في هيكل قلبي؟
    ***
    سارت تترنح، فأمسكتْ بعصا الرحيل واتكأت، تكبو وتنهزم.
    قلت: لم تختم أكتافنا بوشم الهجر واليباب؟! ألم يؤنسك حبي؟
    ولِمَ الرحيل وفيه اتكاء وانهزام ؟! ألم تسترقي الكائنات؟
    ولم الزهد؟ لمْ ينضب زيتي ولم ينطفئ مصباحي، ولم يسقط صولجاني.
    أتريدين أن نُحدّقا معاً في وجه الفناء؟!
    وننظر في أناملنا التي تلمستْ عمياء في بصمة من الجحيم؟!
    أتظنين أن هناك ماءً أعذب من مائي ؟!
    ودربًا أخصب من دربي؟!
    ونورًا أسطع من نوري؟!
    وصرحًا أعلى من صرحي؟!
    تالله لن تجدي غدًا إلا أن تقضمي مخالبكِ، وتأكلي صغارك، وتكون وثبتك وثبة العجائز، وتعيشين في لُجج من ظلمات بعضها فوق بعض.
    فصرعتني، فنهضتُ وجاوزتها، وقفتُ تلقائها وصرختُ برماد صوتي المحترق: انزعي عن جسدك ثوب خطتك العمياء، لا ترحلي، سأحترق، سأتمزق، سأنهدم.
    ونكست رأسي تحت قدميها، وسفحت الدمع على موطئها، وقلت: سترحل الملائكة على مطايا حمام قصركِ، سوف تهجر الطيور أوكارها، وتجف الأنهار، وتتصلب الحياة، وتخبو المشاعل، ويهوى القصر فوق كل الأبرياء.
    وتذهب كل أحلامي سدى.
    فسخرت مني سخر العدا، وأطاحت برأسي ووطئتها حتى جاوزت باب الرحيل.
    ***
    قلتُ قد ترجع، ولزمت فناء القصر.
    بين الجنة والنار ينتظر جسدي طرح يديها.
    تأخذني الثواني وتجرني على نسيج من جمر نضيج من صراط الانتظار، وبريق دمي يلطخ الزهور التي تساءلت: بأي جريرة أعاقب؟
    ولاذ كل حي من ضجيج صراخ أعظمي.
    تمنيتُ: يا ليت الرياح تحمل أنفاس رجائي إليها.
    يا ليتها تحمل النار التي شبت في جسدي إليها.
    ***

    لم تعود.
    انكمش الكون تحت قدمي في ثقب كسم الخياط.
    التهم كل ما حولي، ولم تسمع أذني سوى لفح نار تأكل بعضها بعضا.
    وتحول كل شيء إلى أطلال.
    ولم أجد سوى مركبة الأحزان، أقلتني نحو أفق حدثه، ووقعت تحت جاذبية الثقب.
    تباطأ الزمن، فهرمت قبل أن ألقي حتفي فيه، ثوان مرت، فلما حملت على أكتاف أينشتاين أخذت من عمري سنين.
    شابت عواطفي، فهرمت وتساقط شعري وانحنى ظهري وتدلى جفني وترهل جلدي وضعفت عظامي أمام ثقب تكون من نيران الرحيل.
    وذهب العمر هباء، وما كان وعدها إلا شبحا، ولم أدرك نفسي إلا عندما خُبّرتُ بأني في الجحيم.

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 920
    المواضيع : 188
    الردود : 920
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    ١. حقيقة .. قرأت عدة مرات ،السرد المعبأ بالالفاظ والصور المتداخلة والتعبيرات المركبة ، التي يملكها الكاتب ، كي افهم كنه الصراع بين الشخصيتين، فلم أجد ثمة صراع، سوى الرفض من ناحيتها لكل ما قدمه الراوي، بدون أي مبرر لرفضها جنته المعروضة باستفاضة.ثم إذ هي ترفضه بقسوة .. !!
    ٢. أرى أنها مجموعة من الخواطر المصاغة بأسلوب أدبي وتصوير عال، وزخرفة لغوية لا تنقصها البراعة، رغم أن قد شابها عدة أخطاء في فهم بعض الكلمات ومدلولاتها :
    (مطايا حمام قصرك).
    (أن نحدق معا .. ليس نحدقا).

    ٣. كما أن استخدام نظرية الثقب لاينشناين، رغم جدته في الفن الروائي إلا أنه لم يوظف في أحداث قصة تتفاعل بها عدة شخصيات.
    كل ذلك لم يوظف في قصة لها شخصيات محددة، واختيارات منطقية مبررة ، ينتج عنها صراع قم نهاية.
    ٤. القماشة السردية جيدة، ومسيطر عليها بذكاء، لكنها، تطل مادة خام ، لم توظف في حبكة قصصية محكمة في فنون وأشكال القصة القصيرة.
    ٥. كان يمكن أن تستخدم تلك الخواطر في حوار داخلي مونولوج للبطل ،، أثناء تتابع أحداث القصة التي لم توجد أصلا.
    أ. ابراهيم أمين
    جهد كبير ، وثروة لغوية وقدرة تصويرية وصفية عالية، لكن ليتها كانت في نسيج حبكة قصصية ذات شخوص ومكان وزمان.
    والاختلاف لا يفسد للسرد قضية
    تحياتي و دمت مبدعا.
    م. نديم

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Feb 2023
    المشاركات : 49
    المواضيع : 22
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    1. حقيقة .. قرأت عدة مرات ،السرد المعبأ بالالفاظ والصور المتداخلة والتعبيرات المركبة ، التي يملكها الكاتب ، كي افهم كنه الصراع

    بين الشخصيتين، فلم أجد ثمة صراع، سوى الرفض من ناحيتها لكل ما قدمه الراوي، بدون أي مبرر لرفضها جنته المعروضة باستفاضة.ثم إذ

    هي ترفضه بقسوة .. !!


    شكرا على حضورك أخ نديم، نحن هنا للنقد والنقاش.
    مبدئيا، خطورة كبيرة قد تكون محمودة أو غير محمودة أن أدمج فننيين معا من فنون الأدب في نص أدبي وهما: القص والخاطرة.
    وردي على تعليقك أيضا ليس أكثر من وجهة نظري، ومحاولة أيضا لإيجاد ما غفلتَ عنه.
    الرد على (بدون أي مبرر لرفضها جنته المعروضة باستفاضة ): هو يحبها، وفعل لها كل شيء من أجل حبه، تجد ذلك في المقطع الأول.
    افتتحت المقطع الثاني ليبدأ الصراع، تجد فيه سبب رحيلها بقولي: عفت الفردوسَ على دقات طبول ومزامير محفل شيطاني، ليخرجوا

    سمفونية باسم: لا أحبكَ، الرحيل.

    ***

    ٢. أرى أنها مجموعة من الخواطر المصاغة بأسلوب أدبي وتصوير عال، وزخرفة لغوية لا تنقصها البراعة، رغم أن قد شابها عدة أخطاء

    في فهم بعض الكلمات ومدلولاتها :
    (مطايا حمام قصرك).
    (أن نحدق معا .. ليس نحدقا).
    الرد: يبدو أني فشلتُ في وضع بعض الزخرفة التي تتفاعل مع الحبكة، وقد يكون غير ذلك، فالتراكيب اللغوية حمالة الأوجه وليست محبذة في

    الأساس في الفن القصصي عموما وبالطبع الروايات أولى، والتركيبة اللغوية عندما تكون مباشرة وواضحة تضفي جمالا على النص الروائي،

    نلمس ذلك في كتابات نجيب محفوظ، فقلما تجد مثل التراكيب التي استخدمتها أنا لسبب بسيط جدا كما قلت لك، بإنها غير جيدة بتاتا إذا استخدمت

    في الروايات، ولو قرأت لي مقاطع رواية قنابل الثقوب السوداء لن تقف على جملة واحدة مركبة تركيبا معقدا كمثل التي رصدتها عيناك الثاقبتان

    أيها الشاعر الخلوق:نديم"

    ***
    ٣. كما أن استخدام نظرية الثقب لاينشناين، رغم جدته في الفن الروائي إلا أنه لم يوظف في أحداث قصة تتفاعل بها عدة شخصيات.
    كل ذلك لم يوظف في قصة لها شخصيات محددة، واختيارات منطقية مبررة ، ينتج عنها صراع قم نهاية.
    الرد: لا توجد شخصيات في الرواية سوى البطل والبطلة، فقط.
    وأختلف معك اختلافا كليا في أني لم أوظف نظرية أينشتاين.
    -في علم النفس قد تهرم ملامح الإنسان نتيجة حزن شديد.
    -من خصائص ثقب الأسود هو جاذبيته الشديدة لأنه مواده بالأساس منضغطة انضغاطا متناهيا (تصور أن كوكب الأرض لو تحول إلى ثقب

    أسود يكون بحجم الكرة، لكنه لن يتحول بالطبع)... ويتباطأ الزمن عند الجاذبية الشديدة، وتمر الثانية دهرا.
    نأتي هنا للحبكة: وقع الحزن على البطل فشاب فيه، وتخيل أن كل ما حوله تحول إلى عدو يريد التهامه،
    وقد حققت نظرية الثقب الأسود عندما قلت:
    شابت عواطفي، فهرمت وتساقط شعري وانحنى ظهري وتدلى جفني وترهل جلدي وضعفت عظامي أمام ثقب تكون من نيران الرحيل.

    ٤. القماشة السردية جيدة، ومسيطر عليها بذكاء، لكنها، تطل مادة خام ، لم توظف في حبكة قصصية محكمة في فنون وأشكال القصة

    القصيرة.
    الرد:
    طبعا، كلام مضبوط، يكفي أن التراكيب اللغوية والكلام غير المباشر يعرقل حركة النص وقد يخرجه وبقوة عن الأحداث فضللا عن أنها تطيل

    القصة بلا مبرر.
    لكنها جماهيريا قد تنجح وبقوة، لأن للأسف الناس تحب االبهرجة.

    ٥. كان يمكن أن تستخدم تلك الخواطر في حوار داخلي مونولوج للبطل ،، أثناء تتابع أحداث القصة التي لم توجد أصلا.
    الرد: سيظل الاختلاف بين وجهتي نظريتنا شديدا لأنك ترى أنه لا صراع، والصراع موجود تجده متدرجا في المقاطع.
    مقطع 1: حبه لها وما قدمه لها
    مقطع2 : سبب رحيلها عنه
    مقطع 3: وجدها ترحل بإصرار مع شدة تعبها من ذلك. ولذلك اشتد الصراع بينها وبينه، هو يحاول إقناعها بشتى الطرق عن عدم الرحيل وهي لم تسمع له لأنها لا تحبه.
    مقطع 4: يتمسك بالأمل في عودتها
    مقطع 5: وهو نهاية الصراع، تحول كل ما حوله لثقب أسود التهمه في النهاية، وقد تم الربط بين نظرية في علم النفس ونظرية أينشتاين (الثقوب السوداء)


    أ. ابراهيم أمين
    جهد كبير ، وثروة لغوية وقدرة تصويرية وصفية عالية، لكن ليتها كانت في نسيج حبكة قصصية ذات شخوص ومكان وزمان.
    والاختلاف لا يفسد للسرد قضية
    تحياتي و دمت مبدعا.
    م. نديم
    الرد: كيف ذاك أخي نديم؟
    المكان محدد وهو القصر وفنائه.
    والشخصيات: البطل والبطلة.
    والزمن: مبهم تماما لأننا لا نحتاج إليه أصلا.