اجتهد ولو كنت غبيا

أخطر شيء عرفته في اللغة العربية هي أن الفطرة أقوى من العلم وهذا شيء يعرفه الجميع لكن الشيء الذي لايعرفه الجميع أو لايطبقه الجميع هو أنك إذا تأملت في مسألة أقفلت كتاب العلم وفتحت كتاب الفطرة في النفس وبدأت التأمل .
أنت الآن تصنع ماصنعه علماؤنا الذين أسسوا العلم والمعرفة الذين حولوا السليقة العربية الى علم فلاتعجب ان كنت يوما ستقترب منهم ولا أقول مثلهم لأني أعرف أن الفكر الانهزامي قد تسرب لتفكيرنا وأصابنا بالإحباط واستصغار أنفسنا ولا أستغرب أن تكون الدولة الصهيونية خلف ذلك لأن هذا بالظبط الذي نشرته وتنشره بطرقها الخاصة في المجتمعات العربية أن جيش اسرائيل لايقهر وأنه يملك قنابل نووية وأن أمريكا تدعمه كأنه جيشها . نفس الفكرة .
يقولون: ماذا ترك السابق للاحق . هذي مثلها لكن لكي أكون عادلا هذه الكلمة قديمة جدا قبل وجود الدولة الصهيونية بقرون لكن نحن نفهمها خطأ .
فالمعنى ليس هو أن الذين سبقونا قد قالوا كل شيء بل غير ذلك .
لاحظ أن الأسلوب استفهام والاستفهام قد يخرج من الحقيقة الى الأغراض الإنشائية مثل التعجب وهنا القائل يتعجب من كثرة العلم الذي أتى به السابقون حتى أن من أراد أن يأتي بجديد واجه صعوبة شديدة وهذي الصعوبة الشديدة هي التي جعلت القائل يبالغ في معنى التعجب.
المهم أخطر شي أيضا هو أنك لاتحتاج أن تكون متخصصا في اللغة العربية فقط يكون عندك إلمام بالأساسيات وحتى لولم يكن عندك إلمام بالأساسيات يمكن أن تطبق الطريق إذا كنت تعرف كيف تفكر وأنت تتأمل في فطرتك واذا كنت تعرف أكيد أنك ستستفيد ان شاء الله يعني تفهم النحو والبلاغة اللذين الكلام عليهما .
لكن لاتحتقر نفسك ولاتغتر بها .
احتقار النفس أقصد به أن تحتقر عقلك وتفكيرك أقسم بالله أن شيخ البلاغيين رئيس قسم البلاغة في الأزهر يقول :
( اجتهد ولو كنت غبيا)
يقصد أنك أحسست بمسؤولية تجاه الأمة فحملت الراية وخضت المعمعة وأنت تعرف أنك غبي لكن لما وجدت الأذكياء قد احتقروا عقولهم فأحجموا اظطريت اظطرار الشاعر :
نازلت كبشهم ولم
أر من نزال الكبش بدا
فخضت معمعة الاجتهاد ولما خضتها بإخلاص فإن الله سبحانه وتعالى سيعطيك وهذه مسألة لاتتعلق بالذكاء والغباء ولكن بالإخلاص ولتعرف أن هناك علما لايأت بطلب العلم في الكتب وعند العلماء أو أني أتصور ذلك وليس بصواب مثل العلم الذي يعطيه الله للمخلصين والمجتهدين الذين بذلوا كل مابوسعهم ومثل العلم في هذه الآية :(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) لتصبح من المحسنين حتى تحوز هذه الحكمة وهذا العلم وأعتقد أن الآية واضحة في المعنى الذي نخوض .
الغبي المخلص الذي بذل كل مابوسعه يعطيه الله ويفتح له أسرار العلم والذكي الذي لم يبذل كل مابوسعه لن يحوز من أسرار العلم مثل هذا الغبي .
لا تحتقر عقلك ولو كنت غبيا فالمسألة هي إخلاص وبذل الجهد لا عقل يفكر مثل أنشتاين .
والله أعلم

العلم رزق ..و الرزق يأتي بالسّعي ..و إذا أردنا نيل المعارف نخلص و نجتهد ..
بورك الفكر و النّبض ..أستاذ خالد ..
تحيّتي و احترامي