طوق نجاة
سيد يوسف
قال لى
لابد من علاج الفساد الذى تتردى فيه بلادنا : مصر يا صديقى
قلت : ماذا نفعل ؟؟
قال: سأحادث نفسى وضميرى وقدراتى
ومن اقتنع بى فليفعل مثلى
وغدا قد تمتد ايادينا لتشتبك فى يد بعض
وعسى
واول الغيث قطرة
قلت: هات ما عندك لعل وعسى
قال: اجد لزاما على ان اقوم بالآتى:
1/ أن احب مصر بالعمل
2/ أن اكون مواطنا صالحا
3/ أن اصلح فيما حولى
4/ أن اشجع المصلحين من حولى وان امد يدى اليهم
5/ أن ادعو ربى دوما
6/ألا أبث روح اليأس فيمن وفيما حولى
7/ أن اثق فى الله وفى النصر وفى الناس وفى مصر
8/أن أبث روح الامل فيمن حولى
9/ أن أربى اولادى وفى طلابى حب الخير وحب مصر
قلت: هذا كلام فضفاض تعتمد فيه على الزمن
وبلغة مبتذله اسمح لى ان اقول لك
(موت يا حمار)
يا سيدى ان الوعظ لا يجدى مع نفوس بليدة
ثم ان كلامك كلام وسيم يفتقد الى الكيفية
كل الناس يمكنها ان تقول كلاما فضفاضا جميلا مثلك
عش الواقع قبل ان يلفظك دعاة الواقعية
هذا كلام يصلح لتسكين ذوى البلادة او يصلح للدردشة بين الاصحاب فى النوادى
قال: أفرغت من كلامك؟؟
قلت: نعم
قال:
اما كيف نحب مصر فنحبها كما كان يقول مصطفى امين
تناسيت ابتسامتى الساخرة ودفعنى الفضول وقلت: كيف؟
قال:
نحبها كما نحب ابناءنا وامهاتنا وزوجاتنا ونفكر فى مصلحتها كما نفكر فى مصلحتنا
فاذا رأينا مالا يسرق منها صرخنا وكأن هذا المال يسرق من جيوبنا
قلت: صدقت ان من السفاهة ان نصرخ لو سُرق من احدنا حذائه ولا يحرك ساكنا حينما تسرق امته ودينه وحريته
قال: وكما يرى عمنا مصطفى اذا كان العاشق يتعطر للمرأة التى يحبها فعلينا ان نتعطر بالعرق من اجل مصر التى نحبها
قلت: صدقت ان مجموع ساعات عمل المصرى 27 دقيقة يا للاسف!!!
ثم استأنف صديقى كلامه وعمنا مصطفى يقول علينا ان نكتب لمصر خطابات غرام مترادفاتها
العمل,الانتاج,الابتكار,الن اهة
اذا رايت صاحب سلطة يظلم مواطنا نشعر ان قدما تدوس عنق المرأة التى نهواها ،وكانها تدوس عنق بناتنا
ان الدولة العظيمة صنعها عشاق عاملون واضاعها كسالى متفرجون
قلت وقد بدا على الاهتمام
اليست هذه مثالية؟؟
انفعل صديقى قائلا:
أمثاليةان نتقى الله فى عملنا؟؟!!
أمثالية ان تقول للظالم كف عن ظلمك؟؟؟
أمثالية ان تتقن عملك؟
يا سيدى يا صديقى ارجو الا تنسى فى زخم الحياة ان المثالية حلم مشروع انها ليست اثما نتحرج منه
قلت: ثم ماذا؟؟
لا يخلو انسان من خطأ فاذا اخطأت فلا تعالن بمعصيتك وخطأك لئلا يقلدك الجاهلون وعسى ان تلحق الخطأ بتوبة فتصير مواطنا صالحا
قلت: ثم؟؟
قال: لا يكفى الحق ان يكون وسيما حتى ينال الاعجاب لابد للجمال من لسان يتحدث عنه ويدعو اليه
لا يكفى ان تكون صالحا فى نفسك
لابد ان تدعو من حولك لما انمت عليه من حق
اصلح نفسك واصلح ما حولك
على قدر امكاناتك
ولكن
اعرف حجمك جيدا فلا تهمل قدراتك ولا تضخم فيها ولا تهرب من مسئولياتك
فقط نظف قدر ما تتمكن فيما حولك
قلت: جميل ثم ماذا؟؟
لم لا تمد يد العون للحركات الاصلاحية؟؟
شجع كل مصلح فهم معك التقوا حول الاساسيات ودعوكم من الفروع لئلا تختلفوا فتختلف قلوبكم
شجعهم بالدعاء وبالدعوة لفكرتهم وبالانضمام اليهم وبالتعاون معهم ثم
قلت: ثم ماذا ؟؟
قال ثم تحمل واصبر من سياط ومعتقلات النظام
ستلاقون سخرية ليس لها إلا رجال
الا تحب ان تكون من الرجال؟؟؟
قلت: اصلحك الله ثم ماذا؟؟
قال: كل عمل استعنت فيه بقوتك وعقلك فهو الى فشل محقق
قلت: لا افهم!!
قال: لذ بالدعاء يا صديقى فى صلواتك ،الست تصلى؟؟
ضم الى العقل والعلم الايمان بالله وبقدرته على النصر
لا تدع الله ان يخفف عنكم بقدر ان تدعو الله ان يعينكم على حمل الامانة
ادع لاهل مصر بمثل هذا الدعاء
اللهم اجعل مصر بلد امن وامان
اللهم ارفع الظلم عن مصرنا الحبيبة واجعلنا سببا فى رفع هذا الظلم عنها
قلت: اكرمك الله ثم ماذا؟؟
قال صديقى اياك وبث اليأس فى نفوس الناس بشرهم بالنصر واستعن بالله فى ذلك
انك شئت ام ابيت تمثل ايحاء ما لبعض معارفك فلا تشيع روح اليأس فيمن حولك لا تزد السواد حلاكا
استفد من عيسى بن مريم حينما مر واصحابه على كلب اسود منتن الريح فقالوا ما انتن هذه الريح فقال عيسى بن مريم ما اجمل بياض اسنانه
دع عنك عبارات
(مفيش فايدة/ الباكل هيدوم/ عمر البلد دى ما هتتصلح)
يا صديقى ان لم يسع صدرك ان تعيش الأمل فى النصر فليسع عقلك وايمانك ان النصر لاهل الحق
واسترشد بالتاريخ قطز/ وصلاح الدين
لا تكن ممن يقال لهم
(لا خيرك ولا كفاية شرك)
استبشر بالنصر ان مع العسر يسرا
ان النصر مع الصبر
انظر لابنائك وابناء غيرك واخرج من نظرتك بان الامل فى المستقبل
لا تسىء الظن بالمستقبل ان فاتك الحاضر ان رحمة الله لا تنفد
قلت: قد اطلت ولكن ثم ماذا؟؟
قال صديقى: ثق فى الناس لانك منهم ومعهم ان لم تثق فى نفسم فهلا وثقت فى الله ثم فى الذين يهبون لنصرة هذا البلد
ثق ان مصر التى خلدت بالقران انما تداعت عليها الامم لانه يناط بها امر جلل خطير
ثق فمصر ما تزال مصنعا لتفريخ العلماء والمفكرين والمجاهدين والعلماء
ثق فى مصر فقد وثق النبى محمد فى جنودها وما جنود مصر الا بعض بنيها
واخير رب فى اولادك نزعة الخير وحب الوطن وعلمهم ان حب الوطن من الايمان ورب فيهم ومعهم طلابك وجيرانك حب مصر بالطريقة التى عرضناها انفا
خاطب جوانب الفطرة فيهم تنجح
علمهم ان ما اتخذ قوم بعضهم بعضا عبيدا الا كان بعضهم لبعض عدوا
فعلمهم حب الحرية ورب فيهم كره العبودية والذل
قلت: صديقى رغم ان طريقك طويلة وشاقة الا انها لو طبقت حتما سوف تنجح
طريقتك سوف تجنبنا دماء يمكن ان تسيل ودماء المصريين غالية علينا وان هانت على حكامنا
عموما حتى يقضى الله امرا كان مفعولا
هاهى يدى امدها اليك وعسى ان تمتد اياد اخرى الينا