لَـــكَ الــحُــبُّ مِــنِّي لَا أَرَقَّ وَلَا أَرْقَــى
وَلِــي مِــنْك مَــا شَاقَ الفُؤَادَ وَمَا أَشْقَى
لَـــكَ الــمَــجْدُ وَالــمِيعَادُ وَالــعَهْدُ وَالــهَوَى
وَلِــلْــمُعْتَدِينَ الــنَّــفْيَ والــسَّبْيَ وَالــسّحْقَا
تَــــئِــنُّ لِــــيَ الأَيَّــــامُ طِــفْــلًا لِأُمِّـــهِ
بِـــأَنَّ غُـــرَابَ الــبَــيْنِ أَوْجَــعَهَا نَــعْقَا
وَأَنَّ سِــنِــينَ الــضَّبْحِ فِــي صَــدْرِ غُــرْبَةٍ
تَــصُــبُّ أَنِــينَ الــبَوْحِ فِــي أَدْمُــعٍ دَهْــقَا
وتَــهْذِي لِــيَ الــذِّكْرَى بِأَحْلَامِ مَا مَضَى
بِــهِنَّ حَــنِينُ الــقَلْبِ أَو بَــعْضِ مَا أَبْقَى
فَــلِلْصَّمْتِ مَا يَسْري بِهِ النَّبْضُ وَالجَوَى
وَلِــلــسَّمْتِ مَــا عَــاقَ الــوَتِينَ وَمَــا عَــقَّا
كَــأَنَّ الــمُنَى فِــي العَيْنِ وَالأَيْنَ فِي النَّوَى
شَــآبِــيبُ صَــخْــرٍ تَــلَّــهُ الــشَّوْقُ فَــانْشَقَّا
فَــيَا وَطَــنِي الــمُحتَلّ مَــا زِلْــتَ فِــي دَمِي
بَــــيَــارِقَ فَــخْــرٍ لَا أَمَـــلُّ بِــهَــا خَــفْــقَا
تَــنَــازَعَكَ الــعَــادُونَ مِـــنْ كُـــلِّ مِــلَّةٍ
وَأَنْـــتَ لَــنَــا وَعْــدٌ مِــنَ اللَّهِ أَنْ تَــبْقَى
وَدَنَّـــسَ فِــيــكَ الــعَــهْدَ خَــانٍ وَخَــائِنٌ
وَطُــهْرُكَ بِــاسْمِ الــحَقِّ يَــصْعَقُهُمْ صَعْقَا
فَــمَاذَا انْــتِجَابُ الــدَّرْبِ فِــي حَقِّ عَوْدَةٍ
بِــــرَأْيِ حَــكِــيمٍ قَـــدْ تَــغَــالَبُهُ الــحَــمْقَى
وَمَــاذَا احْتِسابُ الأَوْبِ مِنْ بَعْدِ كَبْوَةٍ
إِذَا انْــتَابَ أَسْبَابَ النُّهُوضِ مَنِ اسْتَلْقَى
وَمَــنْ ظَــنَّ أَنَّ الــنَّصْرَ فِــي كَــفِّ خَاتِرٍ
كَــمَنْ ظَــنَّ أَنَّ الْــحُوتَ يُــنْقِذُهُ الــغَرْقَى
وَمَـــا يَــنْصُرُ الــمَقْهُورَ حَــقَّا سِــوَى يَــدٍ
تُــقِــاوِمُ مَـــنْ يَــعْــدُو بِــقَبْضَتِهَا الــوُثْقَى
تَــأْمَّلْ خَــبَايَا الـطَّبْــعِ فِي أَنْفُسِ الوَرَى
وَلَا تَــأْمَلِ ابْــنَ الــمَيْنِ أَنْ يُنْجِبَ الصِّدْقَا
فَــإِنَّ الــذِي فِي القَاعِ مَنْ يَفْرَكُ الذُّرَى
وَإِنَّ الــذِي فِي الضَّحْلِ مَنْ يَتْرُكُ العُمْقَا
وَإِنَّ دَنِـــيءَ الـــدَّأَبِ يَــسْــتَصْغِرُ الــعُلَا
وَإِنَّ غَــلِــيظَ الــقَلْبِ يَــسْتَسْخِفُ الــرِّفْقَا
أَلَــمْ تَــرَ كَــيْفَ اخْــتَالَ مِــيزَانُ مَــنْهَجٍ
وَكَــيْفَ تَــوَلَّى الأَمْــرَ مَنْ أَرْهَبُوا الخَلْقَا
أُولَــــئِــكَ أَرْبَــــابُ الــضَّــلَالَــةِ كُــلَّــمَا
سَــعَوْا فِــي سَــبِيلِ الــرَتْقِ أَرْكَــسَهُمْ فَتْقَا
تَــدَاعوْا إِلَــى النَّجْوَى وَمَالُوا عَنِ الهُدَى
وَصَــلُّوا عَلَى الطَّاغُوتِ وَاسْتَمْرَأُوا الفِسْقَا
وَجَابُوا جِهَاتِ النَّدْبِ شَكْوَى وَشَوْكَةً
فَــمَــا قَــيَّــدُوا غَــرْبًا وَلَا حَــرَّرُوا شَــرْقَا
وَمَـــا ثَــمَّ إِلَّا الــسَّلْبُ وَالْــغَصْبُ دوْلَــةٌ
فَــهَــلْ عَــاقِلٌ مِــنْ بَــعْدُ يَــسْأَلُهُمْ رِزْقَــا
وَلَــوْ حَـــجَّ لِــلأَلْــبَــــابِ قِــسْطٌ وَمَــنْطِقٌ
لَــذَاقُوا وَبَــالَ الــخِزْيِ أَوْ أُعْــدِمُوا شَنْقَا
طَــرِيــدًا كَــمُــوسَى أَوْ غَــرِيــبًا كَــصَالِحٍ
يَــكونُ الــذِي يَــرْقِي الــقُلُوبَ لِكَيْ تَرْقَى
أَمَـــا كَـــانَ أَوْلَـــى بِــاجْــتِبَاءٍ وَرِفْــعَــةٍ
وَقَــدْ جَــاءَ مِــنْ أَقْصَى الفَضِيلَةِ بِالأَتْقَى
فَيَا مَنْ عَلَى السُّخْطِ ارْتَدَى بَسْمَةَ الرِّضَا
وَجَــلَّ عَــلَى مَــا الــدَّهْرُ أَبْــقَى وَمَا أَلْقَى
أَتَــيــتَ شَــرِيــفًا فِـــي زَمَـــانٍ مُــذَمَّــمٍ
وَأَحْـــرَى بِــمِــثْلِكَ بــالــتَّذَمُّمِ أَنْ يَــشْقَى
تُــنَاهِضُ مَــا يَــكْبُو وَتَــدْعُو إِلَــى النَّدَى
وتُــسْــرِجُ قِــنْــدِيلَ الــضَّمَائِرِ كَــيْ تَــنْقَى
وَتَــمْلَأُ صَــحْنَ الــرَّأْيِ مِــنْ نُــضْجِ حِكْمَةٍ
وَتَسْقِي عُطَاشَى الحَرْفِ أَعْذَبَ مَا يُسْقَى
وَبِالفَضْلِ قَبْلَ العَدْلِ تُسْدِي مَنِ افْتَرَى
جِــبِــلَّةَ مَـــنْ يَــعْــفُو وَقَـــدْ عَــلِمَ الــمَذْقَا
فَــيَا مَــجْدَ أَرْضٍ أَعْــشَبَتْ فِــيكَ حُــبَّهَا
وَيَــا سَــعْدَ أُنْــثَى أَنْ تَــذُوبَ بِهَا عِشْقَا