أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة.

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2024
    المشاركات : 19
    المواضيع : 9
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.42

    افتراضي رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة.

    آخر حاجة كتبناها منذ نحو عام ..
    أما النور فظل كما هو، فتعجب جاك وسأله عن ذلك.
    قال فهمان: «أرادت الملائكة الحضور لكن الشيطان كان أسبق منها، وهي لا تجتمع مع الشيطان في مكان واحد أبدا.»
    رصد فهمانُ الشيطان وهو يتقبل القربان، فعلم أنّ خلف هذا الثقب يسكن الجنّ ويعيش على أرضه حيث إنّ هذا ثقبهم الممتدّ من بُعدهم إلى بُعدنا، ثقب مصنوع فقط من الطاقة ولا تدخله المادة كما أنّ الجنّ ليست مواد بل مخلوقة من نار والنار طاقة، النار لا تتحوّل إلى مادة لأنّ هذا مستحيل.
    يتحوّل الفوتون، يتحوّل الجرافيتون، لكن النار لا تتحوّل إلى مادة.
    وتقبّل الله قُربانَهما لأنهما صالحان، تقبّله من المسلم والمسيحيّ عندما صدقت القلوب.
    خرج فهمان من الفقاعة، قال: «عرفنا الآن بعده، علينا بإجراء آخر خطوة للعبور.»
    قال جاك: «ليس النجاح في العبور فحسب، بل أثبتنا صحة نظرية الأوتار الفائقة التي لطالما حيرت العلماء على مدار قرون طوال.»
    قال فهمان:«ما وصلنا إليه هو الوتر الناري المهتز، أحد الأوتار الفائقة، وقد طرقنا بوابة الجن، وأكيد رصدونا.»
    قال جاك: «المهم أن تتمكن من العبور بأمان، فأنا متأكد أن ملوك الجان رصدونا وهم بانتظار اختراقك، أسأل الله نجاتك يا فهمان.»

    الجزء الذي يليه.......................................... ..........

    لقد لحظ مخابرات الجانّ للملوك السبعة محاولة تسلُل أحد البشريين إلي عالمهم من البوابة الرئيسة التي يدخل ويخرج منها بنو جنسهم إلى البشر، فهرعوا جميعا لإخبار ملوكهم.
    وكانت مخابرات إبليس الأسرع على الإطلاق في نقل الخبر المدوي الذي لم يحدث منذ موت سليمان ابن داوود -عليهما السلام-.
    دخل رئيس المخابرات على إبليس، قال في دهشة: «سيدي الإله، ثمة خبر عجيب.»
    رفع إبليس رأسه وقال بصوت خفيض: «ما هو؟»
    أجابه: «يحاول أحد بني البشر الحقراء الدخول إلينا.»
    هبّ إبليس -من فوق عرشه الذي يطفو على الماء- فزعا: «ماذا تقول؟ هل أرسل الله سليمان آخر إلينا؟»
    قال رئيس المخابرات: «لا أدري، لكن في كل الأحوال علينا بتوخي الحذر.»
    - «كيف عرفت ذلك؟»
    - «يحاول فتح الانطواء المعكوف ليلج بوابتنا من خلال ثقبٍ ناريّ، وقد ألقى طعاما لبعض من بني جنسنا فأكلوه، لكنه لم يفلح في العبور حتى الآن.»
    سكت إبليس لحظات يتدبر فيها الأمر، ولما تفحصه جيدا وأمعن التفكير فيه تبين له أن هذا البشري لن يكون نبيا على كل حال، وإنما هو عالم من علماء بني آدم له حظوة من العلم لم يصل إليها أحد من قبل، أو قد يكون له حظوة علم الخضر في زمان موسى.
    وقال وهو يهمس بصوت يكاد لا يخرج من فيه: «النبي يعبر بكلمة من الله ولا نبي بعد محمد، أما هذا الآدمي يعبر من خلال علمه، يريد أن يعبر خط التماس المنطوي المعكوف الذي يفصل بيننا وبينه من خلال علمه.»
    رفع سبابته في حالة غضب وقال: «من هو هذا الطيني يارئيس مخابراتنا؟»
    أجابه متمتما: «لم أسأل رئيس الحرس، وإنما جئت أخبرك كي تدبر أمرك، فلعل الله أحيا سليمان ليقبض عليك ويسلسلك، أو أنه أرسل نبيا جديدا ليجعل الجن تحت سخرته.»
    قال إبليس في حالة غضب وزمجرة: «أيها الأبله، لا نبي بعد محمد بن عبد الله، على الأرجح إنه عالم من علمائهم لا نظير له، أريد أن أعرف من هو، ومن قرينه من الجن؟»
    أرسل رئيس المخابرات إلى رئيس الحرس فأتاه في الحال، كلمه بضع ثوان ثم صرفه.
    قال رئيس المخابرات: «أخبرني رئيس الحرس أنهم تمكنوا من التواصل مع قرينه، اسمه هادر.»
    قال إبليس: «ماذا قال لهم هادر؟»
    قال رئيس المخابرات: «أخبرهم هادر بأن قرينه البشري يدعى فهمان فطين المصري، وقد تمكن من ابتكار مختبر رهيب تحت الأرض يبلغ طوله قرابة 100 كيلومتر وقد أسماه مصادم الهادرنات المستقبلي الثاني FFC-2، ومن خلاله تمكن من طرق البوابة، وأنه لا نظير له في العلم.»
    فكر إبليس قليلا وقال: «وليكن، لا يمكن أن يخترقنا وحده، ربما أحد الجان يساعده على الاختراق، أريد أن أعرف من هو هذا المرتد المارق العاق الذي ساعد البشريين علينا.»
    قال رئيس المخابرات: «هو كذلك بالفعل أيها الإله، يساعده آدمي آخر يدعى جاك، بلغ من علم الفلك ما لم يبلغه غيره.»
    قال إبليس: «كيف عرفت؟»
    أجابه: «أخبر أحد الجان الذي يحاول إغواء هذا الجاك رئيسَ حرس البوابة بأنه شاب مسيحي، قويّ لا يخاف أحدًا ولا يهاب أحدًا، يكافئ فهمان في العلم، يحمل همّ إنقاذ العالم من الثقب الأسود الذي نصبه كون الآلات لاتخاذه معبرا لحكم كوكب الأرض.»
    قال إبليس: «سيتمكن من العبور ما دام اتحد المسيحي مع المسلم للنيل منا.»
    وأخذ يفكر إبليس تفكيرا عميقا ورئيس المخابرات يرقبه ويحدث نفسه: تُرى في ماذا يفكر هذا المجنون؟
    قال إبليس: هل وصل الخبر إلى محرز ملك الجان الأحمر؟»
    قال رئيس المخابرات: «أكيد أيها الإله.»
    قال إبليس: «اسمع يارئيس مخابراتنا، خذ فرقة من جنودنا الخلّص، ومن بينهم ابني سارخ، يتسللون عند مكان البوابة حتى لا تراهم مخابرات الجان الآخرين، فإذا عبر فاقبضوا عليه وأتوني به على الفور، ولا يمسه أحد منكم بسوء.»
    سكت برهة ثم قال: «وليكن سارخ على رأس هذه الفرقة.»

    ***

    وقد دار حوار بين ملك الجان الأحمر الملك محرز -الذي يدعى الملك الصالح وهو عدو إبليس اللدود- ورئيس مخابراته أشبه بحوار إبليس مع رئيس مخابراته.
    وقد أصدر الملك محرز أمرا إلى قادة جيوشه بأن ينتظروا فهمان عند البوابة المعكوفة، ويظفروا بإحضاره قبل أن يظفر به إبليس.
    وعلل الملك محرز ذلك بأن فهمان قد بلغ من العلم قدرا قد يحتاجه في حروبه الدائرة بينه وبين إبليس.
    وبعد أن أصدر أمره رجع إلى نفسه وقال: الأمر شورى فلم إذن أصدر أمرا دون أن أشاور بطانتي الصالحة.
    لذلك التفت إلى شمهروش قاضي القضاة وقال: «أتظنني جانبت الثواب؟»
    أجابه: «أصبت ولا ريب أيها الملك العادل، وليوفقك الله في سعيك.»
    قال محرز وهو يهز رأسه بصوت غير مسموع: هذا رأي الدين، فما رأي العلم إذن؟
    لذلك التفت إلى وزير العلوم والتكنولوجيا وقال: «وما رأيك أنت؟»
    فردّ عليه الوزير: «سيدي الملك المعظم، بعد الاطّلاع على ملف الآدميّ فهمان أرى أنّه إذا انضمتْ علومنا إلى علومه فقد نبتكر أسلحة جديدة تكون لها الكلمة العليا في حروبنا الدائرة ضد إبليس الملعون.»
    قال محرز: «إذن قُضي الأمر، اذهبوا بالجيش هناك، ولتكن معركة من أجل إحضار ابن الرجل الصالح فطين المصري.»

    ***

    ذهب رئيس ناسا إلى المرصد ليتابع تطورات الثقب.
    فور أن وصل أرسل في طلب بعض الطعام، ثم جلس يفكر لحظات في شأن القنابل.
    قال: لقد هدأ الصراع بين أمريكا واليابان، لكني لن أترك اليابان دون عقاب.
    وأحمد الرب أيضا أن الصراع بيننا وبين الكتلة الشرقية انتهى، وأتمنى أن يتحقق حلمي وحلم جاك في إنهاء الصراع على حكم العالم بعد أن لطمهم هذا الرابض في السماء لطمة إفاقة أعلمتهم حجم قدراتهم رغم ترسانات النووي الضخم التي يمتلكونها.
    ووصل الطعام، ومد يده ليلتهم أول ساندويتش وهو يقول: والآن لننظر في الثقب.
    ومضغ أول لقمة دخلت فمه، وبينما هي في طريقها إلى البلعوم وقفت، ثم لفظها في فزع بالغ وقال: رباه ماذا أرى؟!
    وأخذ يسعل سعلا شديدا، فمد يده إلى كوب الماء بيد مرتعشة وهو لا يزال ينظر إلى الثقب، فضربت الكوب فانسكب على الماء فلم يكترث لذلك، حيث إن الفزع أنساه من هو.
    قال: أهذا ثقب سحابة أورط أم لا؟ يا للمسيح.
    أرسل يستدعي صور الأقمار الصناعيّة الموجّهة عليه لرصده وكذلك المراصد الموجودة على المركبات الفضائيّة.
    ثم هاتف بك ليحضر بسرعة.
    وجاء بك بصور الأقمار الصناعية.
    قال بك: «إنه هو ثقب سحابة أورط.»
    قال رئيس ناسا: «لكن حجم الثقب كان أصغر بكثير من قبل.»
    نظر بك إلى الصور وقال له: «انظر ماذا رصد القمر الصناعي، إلتهم الثقب جرما كبيرا، جذبه الثقب عندما وقع في أفق حدثه.»
    سكت بك لحظة يزفر زفرات ضيق، ثم قال: «وهذا التضخم قد يحدث تغيرا في نسق المجموعة الشمسية.»
    قال رئيس ناسا: «حلل بقية صور الأقمار الصناعية.»
    نظر بك في أكثر من صورة، قال: «هو بالفعل أحدث خللا في نسق المجموعة الشمسية، كوكب، كوكب بلوتو بدأ يتأثر بجاذبية الثقب نتيجة لتوسع أفق حدثه فقلت سرعته بمقدار واحد من ألف، وبالتالي قل عدد دورانه، ولم يسلم أيضا من جاذبيته كوكب نبتون، ولو تضخم فقد يمزق كلا الكوكبين.»
    نكس بك رأسه في الأرض، أما رئيس ناسا فزفر غاضبا وهو يقول: «وأين ابن الكلب الآن؟ تركنا وراح يتنطع مع هذا الفهمان.»
    ورفع سماعته وهاتف جاك وطلب منه العودة بالأمر بعد أن أخبره بأمر الثقب.
    بعدها قال: «يا بك، لتسلط كل تلسكوباتنا ومراصدنا نحو الثقب والكواكب الشمسية، أريد تقريرا كل ساعة عن التطورات التي أحدثها ذاك الملعون الرابض في السحابة.»

    ***

    حزن جاك حزنا شديدا بعد سماع خبر تضخم الثقب الأسود، وكتم حزنه بداخله وآلى على نفسه أن يتحمل ذلك دون مشاركة فهمان في مشاعره الحزينة حتى لا يؤثر على حالته النفسية فلا يتمكن من العبور.

    ***
    اِستأنفا التجارب بعد مكالمة رئيس ناسا مباشرة، وكرّرا التجربة هي هي لتحديد موضع ثقب البعد الشيطانيّ، وتمّ حساب الطاقة اللازمة لتوليده من خلال خوارزميّات معقّدة جدًا وتبيّن أنّه يحتاج إلى طاقة 411 تيرا إلكترون فولت بالضبط.
    تمّ إنجاز التجربة على هذه الطاقة لتوليد ثقب الشيطان.
    قام جاك بتوسعته بضرب ذرات الرابيديوم المبرّدة المتمركزة في وسطه بوساطة حزم الليزر، وتقدّم فهمان واجتاز حتى عبر، وقبل العبور مباشرة قال له جاك: «هذه هي رسالة الربّ يا فهمان، هذا هو تفسير الحلم الذي كنتَ تراه في حياتك، هذا هو سمّ الخياط، هذه هي حضارة النار، وسوف تنجّيك لفافة النّور من جآنٍ صالح ، سوف تحيا بعد عشر سنين ،، سوف تموت عشر سنين، سوف تحيا بعد عشر، تموت وتحيا، تموت وتحيا.»
    رفع جاك يده اليمنى، ظهرها في مواجهة وجهه، يحرّكها يمنة ويسرة ببطء شديد كأنّه لا يقوى على تحريكها ويقول والدمع ينهمر من عينيه: وداعًا إلى الأبد يا أغلى الناس، وداعًا إلى حين نلتقي في جنّة الربّ يا أطيب الناس، وداعًا يا فهمان.
    وشعر جاك بأنّ نصف جسده قد انسلخ عن النصف الآخر وأنّه واقف على قدم واحدة، انكبّ على وجهه بعد أن وهنت قدماه، ثم انتفض عندما تذكر كارثة الثقب، فخرج في التو متوجها إلى ناسا.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,137
    المواضيع : 318
    الردود : 21137
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    تخوض في مواضيع خطيرة ومخيفة بثبات وتمكن..
    لا أعرف مدى شرعية تخيلاتك وكأنك تحوم حول الشبهات
    ولكني استمتع بقصتك التي تابعت كل حلقاتها السابقة في رحلة تجولت فيها
    بين حروفك وقد ابدعت بلغة علمية راقية وجميلة، وببلاغة في التعبير
    وها أنت تسترسل في نص شيق سرده، بديع بيانه ، عميقة أفكاره
    سلس أسلوبه، معبر بمفرداته.
    نص منسوج بحرفية مميزة تثير الذائقة فتقف إعجابا وتقديرا.
    أهلا بك مرة أخرى في واحتك.
    ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2024
    المشاركات : 19
    المواضيع : 9
    الردود : 19
    المعدل اليومي : 0.42

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    تخوض في مواضيع خطيرة ومخيفة بثبات وتمكن..
    لا أعرف مدى شرعية تخيلاتك وكأنك تحوم حول الشبهات
    ولكني استمتع بقصتك التي تابعت كل حلقاتها السابقة في رحلة تجولت فيها
    بين حروفك وقد ابدعت بلغة علمية راقية وجميلة، وببلاغة في التعبير
    وها أنت تسترسل في نص شيق سرده، بديع بيانه ، عميقة أفكاره
    سلس أسلوبه، معبر بمفرداته.
    نص منسوج بحرفية مميزة تثير الذائقة فتقف إعجابا وتقديرا.
    أهلا بك مرة أخرى في واحتك.
    ولك تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ==========================
    سيادتك النور الذي يضيء الواحة بكل صدق// استاذة نادية.
    ونظرا لشغفك بقراءة الرواية سوف ارسل لك الان نصا تاليا للنص السابق.
    ولا تنسي استاذة اني احب النقد واحب ان يبصرني القراء والنقاد بعيوبي.
    وشكرا لك يا شمعة الواحة. تحياتي وتقديري.