الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفي وبعد

إن الأمورَ العظيمةَ تحتاجُ الهممَ الكبيرةَ والجهودَ المكثفة ، كي تصبح حقائقَ على الأرض . وهذه الجهودَ لا يُمكنُ أن تُبذلَ بشكلٍ مستمرٍ وحيويٍ إلا بدافعِ الإيمانِ الذي لا يداخله شكٌ أبدا .


وكلَّما عظمُ الهدفُ كلَّما احتاجَ إلى المالِ والجهدِ والوقتِ الكافي المناسب لتحقيق ذلك الهدف. فإذا كانت الطريقةُ تتناسبُ مع الغايةِ وتكافئُها ، اعتبر الأمرُ في حكمِ المقضيِّ في عرف الناس ، ولهذا يعتبر الواثقون بنصر الله حقا الخلافةَ مسألة وقت ، ومن أراد الوصولَ إلى الغاياتِ الكبيرةِ دون إعدادٍ حقيقيٍ ، يتناسبُ ومستوى تلك الغايات ، اتهم في صدقِ عزمه واعتبر مدعيا كذابا .


فبناءُ عمارةٍ كبيرةٍ ممكن، وليس خيالا، ولكن إقامتَها على ارضِ الواقعِ يحتاجُ جهودا وأموالا لا بدَّ من توفيرِها . فمن تقاعسَ عن تحضيرِ ذلك، ونام يحلمُ ببنائها ، فإنها تُبنى ولكن في خياله .
وكذا الخلافة، فانَّ من أرادَ إقامتَها حقا ، عليه أن يضحيَ بالغالي والنفيس وفق طريق مخصوص يتناسب وهذه الغاية الكبيرة الجليلة ، ويتفق مع سُنَن الحياة وسُنن التغيير التي لا تتخلف .


انَّ من سعى للخلافة سعيها واعدَّ لها عُدتَها اقامَها ، ولكن مَن أتبَع نفسَه الامانيَ ، واكتفى بالحلمِ بها والغناءِ لها فإنها لا تقوم على الأرض وان أقيمت في الخيال . وعليه فان إقامةَ الخلافةِ وبناءَ الدولِ أمرٌ ممكن، وليس مستحيلا ، فالتاريخ يحدثنا عن دول كبرى أقيمت وأخرى اندثرت وتلاشت .
ولكن هذا الممكن لا يمكن أن يتحققَ بسهولة
[ .... لا بدّ ان تتم اعمال عظيمة قبل قيام الدولة ، وان تبذلَ جهودٌ جبارة لاستئناف الحياة الاسلامية .ولذلك لا يكفي مجردُ الرغبةِ والتفاؤلُ ليجعل الدولةَ قائمة . ولا مجرد الحماسةِ والامل ليحقق استئنافَ الحياة الاسلامية . فكان من أوجب الواجبات أن تقدرَ العوائقُ الضخمةُ التي تقف في وجه الاسلام حقَ التقدير ، للتمكن من إزالتها ،وكان من الزم الأشياء أن يُنَبهَ المسلمون إلى ثقلِ التَّبعيةِ التي تنتظر من ينهضون لهذه الغاية ، وان يُلفتَ نظرُ المفكرين بوجه خاص إلى المسئوليةِ الكبرى لكل رأي يعطى في مثل هذا الأمر المهم ، حتى يكون القولُ والعملُ سائرا في طريقه السوي بوعي وإرادة وحزم وإقدام ، ولا بدّ أن يُعلمَ أن السائرين في طريق استئناف الحياة الإسلامية إنما ينحتون طريقَهم في الصخرِ الأصم ، .... ]انتهى اقتباس من كتاب الدولة الاسلامية إن النحت في الصخر الأصم رغم صعوبته لا يجعل الممكن مستحيلا ولا الحقيقة خيالا، فإذا غُرست الفكرة الاسلامية في القلوب ، وتغلغلت في النفوس وتجسدت في المسلمين، فأصبحت إسلاما حيا يعملُ في الحياة ، وإذا كثرَ الطيب وظهر ، ارتدَّ الخبيثُ واضمحل . واذا كانت إرادةُ الأمةِ الإسلاميةِ فوقَ إرادةِ الكفرِ وأهلِه أصبح الحلمُ حقيقةً والبعيدُ قريبا ، ولهذا قال ربّ العزة لمن تساءل مشفقا مستبطئا النصرَ لا منكرا حاجدا ، متى نصر الله ؟ ألا ان نصر الله قريب ، وكل آت قريب ، ولكن لا بدّ من نصر الله لينصرْنا ، فقد شاءت إرادة الله تعالى أن لا ينتصر منهم إلا على يـدّ الامه .قال تعالى: { ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوّ بعضكم ببعض }محمد 4 وقال: { يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصُرْكم ويثبتْ أقدامَكم } محمد 7 .


ولكن يحلو لبعض الناس ونتيجة لأسباب شتى أن يزعموا أن انتصارَ الإسلام بعيدٌ بل مستحيل .


ان الكفار عند ضعف المسلمين يستندون إلى قوتهم فيهزؤون بالثلة المؤمنة أن تحقق انتصارا ولكن بعد ازدياد قوة المؤمنين لثباتهم على المبدأ واستمدادهم العون من الله واستعدادهم التضحية بالغالي لإعلاء كلمةِ الله ورفعِ رايته يلجأون إلى التضليل والإرجاف كمحاولة أخيرة لتثبيط الهمم وتخذيلِها وإثارةِ الشك بمعاني الإيمان، فيزعمون ان هزيمتَهم مستحيلة لعلهم يشككون الثلةَ المؤمنة بقوةِ الله والثقةِ المطلقة به ، فيضعف إيمانُهم ولو في اللحظة الحاسمة الأخيرة من الشدّة والكرب ، فلا يستحقون نصرا لذلك .قال تعالى :
{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ }11 الحجر


ولكن إذا تغلغل في الأمة الإخلاصُ الخالصُ ، ولم يفتنها الترهيب أو الترغيب ، وبقيت متمسكةً بدينها واثقةً بنصر ربها متوكلةً عليه ، تعرف اللهَ في الرخاء ليعرفَها في الشدّة ، فلا تلبث أن ترى نصرَ الله واقعا من حيث لا تحتسب قال تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }
وقال تعالى : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ 92 عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ 93 فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ 94 إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 95 الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ 96 وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ 97 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 98 وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } 99 الحجر
ويعزف لحن الكفار هذا ويلحق بهم أذنابَهم من المنتفعين الذين ما عادوا يفكرون على أساس الإسلام ، ولا على مستوى الأمة وقدراتِها ، وما حباها اللهُ به من نِعَم جليلة ، فأحالوا قوتَهم - لو عقلوا - ضعفا يومَ مزّقوا أمتَهم بالوطنياتِ التي جعلت الولاءَ للمزقِ الجغرافيةِ ، والقومياتِ التي جعلت الولاءَ للعنصرية فكانوا عبيد سايكس و بيكو ، فوقعوا في النتن الذي حذرنا منه رسولُنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم .
قال تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } 22 المجادلة


وهؤلاء رغم اعترافُهم بالضعف والاستهداف ، وقلةِ الحيلة والعالةِ على الأعداء ، لا زالوا يستمدون العونَ منهم ، ويوالونهم ، يبتغون عندَهم العزّةَ ، فلا يُحصّلون الا المزيد من الذل والهوان .
هذه الفئة على قلتها لا نأبه بها ولا تعنينا ، فهي رجعُ صدى أعداءِ الأمة ، وهي في خندقِهم قلبا وقالبا ، تتوسلُ إليهم وتجعلُ أوراقَ حلولِ مشاكِلها كلِّها في أيديهم ، وتؤمن بالطاغوتِ والشرعيةَ الدوليةَ ، ولا يخطر على بالها نشور ولا حساب ، فالأمر الطبيعي ان تُخَذِّل وتُثبِّط ، لان الإبقاءَ على الأمر الواقع هدفُها وغايتُها .

ولكن الذي يعنينا، هم عامةُ المسلمين الذين يَشكّون في إمكانيةِ إقامةِ الخلافة ، ويَزعمون ان ذلك مطلبٌ خياليٌ ومثاليٌ ، وان تحقيقَه مستحيلٌ ، فما الذي جعل هؤلاء وهم مسلمون يحسبون ذلك .ما الذي جعلهم يسيرون على غير بصيرة فبدلوا تبديلا ؟ لعل ذلك يعود إلى الاسباب التالية :

1- ضعفِ الإيمان ، وعدمِ استحضار معانيه من مثل ان القوةَ لله جميعا ، وان اللهَ يمهلُ ولا يهمل ، وان الله يملي لهم حتى اذا اخذ الكفار اخذهم اخذ عزيز مقتدر .

2- الغفلةِ عن سنن الكون والتغيير ، فان الله جعل للتغيير سننا ، مَن تلبسَ بها وصلْ ، ومن غفلَ عنها عاشَ الذُّلَ والكدر .
من مثل قوله تعالى : {... ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ... }4 محمد ومثل قولِه تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ 20 كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } 21 المجادلة ومن مثل قولِه تعالى : { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ 45 وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ 46 لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } 47 التوبة

3- الوقوعِ في اسر الواقع نتيجة الجهل بالأحكام الشرعية وكيفية علاج الواقع بها .فقد أصبحت الدنيا اكبرَ همهِم ومبلغَ علمهم ، فغرقوا في الشهوات بعد ان وقعوا في الشبهات .

4- عدمِ استحضار يومِ الحساب وتصورِ الآخرة وما فيها من نعيم مقيم وعذاب اليم .
قال تعالى : { الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
ان يصدرَ استبعادُ اقامةِ الخلافةِ وعودةِ الأمةِ لاقتعادِ ذرى المجد ، مِن مسلمٍ موحدٍ أمرٌ مستهجن ، ولا يجوزُ أن يكون هذا الهاجسُ مجردَ خاطرٍ في داخلِ النفس ، فضلا عن البوحِ به أو الترويجِ له ، وذلك لانَّ :

1- الاسلامَ دينُ الله إلى قيام الساعة ، وليس لفترةِ النبوة ، أو الخلافةِ الراشدة الأولى مثلا فقط، فالزعم أن إقامةَ الخلافةِ خيالٌ ومثالٌ هو افتراءٌ على الواحد الديان .الذي ارتضى لنا الاسلام دينا الى قيام الساعة .

2- ولان هذا القولَ يتعارضُ مع الآيات القطعية التي تَعدُ المسلمين بالنصر والتمكين ما تمسكوا بدينهم حقا وصدقا ويتعارضُ كذلك مع الأحاديث الثابتة عن رسول الله تعالى . انّا لننصر رسلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد " ثمّ تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة "

3- ولان هذا الادعاءَ ناتجٌ عن تغلغل القدرية الغيبية في النفوس ، وهي التسليم للأقدار، وهي غير الايمان بالقدر ، فالله القوي العزيز الجبار المتكبر القادر القاهر اخبرنا انه جعل للحياة سننٌ لا تتخلف فمن قال : لا يحدث في هذا الكون الا ما يشاءُ الله وما يريد قال صوابا قطعا ولكن في المقابل : هل قال الله رغم هذا تقاعسوا أم قال جاهدوا وهل قال الله اقعدوا مع القاعدين ام قال اعملوا فسيرى عملَكم اللهُ ورسولُه والمؤمنون .

قال تعالى : { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ 21 قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ 22 قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 23 قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ 24 قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ 25 } المائدة

4- ولان الذنوبَ تجعل المسلمَ يخشى الموتَ خوفا من العذاب ، فيقع أسير الوهن -حبُّ الدنيا- فيحرصَ على حياة ، فلا يتلبس بأسباب العزة والكرامة والنصر ، فيسقطَ ما في داخله من آثام وذنوب على غيره، فيستبعد النصرَ واقامةَ الخلافةِ لأنها بالفعل لا تقام بيد أمثاله . بل تقام بامثال من قالوا لعدوِّ الله وعدوِّهم : {.. اقْض ما أنت قاض إنَّما تقض هذه الحياة الدنيا ...} ويجب ان يتجسد فينا يقينُ رسول الله وسكينتُه وتوكُله على الحي القيوم القاهر فوق عبادة .


عن خباب بن الارت قال : شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له : الا تستنصر لنا ، الا تدعو الله لنا ، قال : كان الرجلُ فيمن قبلِكم ، يحفرُ له في الارض ، فيجعلُ فيه فيجاءُ بالمنشار ، فيوضعُ على رأسه فيشقُ باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه ويمشطُ بامشاطِ الحديد ما دون لحمه من عظم او عصب ، وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمنَّ هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله او الذئبَ على غنمه ولكنكم تستعجلون "

كونوا الآن امّةً تعي أحكامَ ربها وتلتزمُ بها ، وتجعلُها مفاهيمَ تؤثرُ في السلوك ، فلا تخشى إلا الله ، يخرجُ منكم غدا خليفةٌ يحكمُكم بكتاب ربكِم وسنة نبيكِم ويُصلحُ بالَكم .


وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 25 وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 26 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 27 وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ 28 الانفال


قالت زينب بنت جحش :فقلت يا رسول الله أنهلكُ وفينا الصالحون ؟ قال : نعم " اذا كثر الخبث " وفي رواية الترمذي ، نعم إذا ظهر الخبث

وقياسا على ما مضى من واقع الأمة ، فان الطيبَ بفضل الله وحده ثمّ بفضل من سخرهم الله بفضله أيضا لإعزاز هذا الدين يزدادُ وينبأُ ان الاسلامَ سيعلو ، ولن يعلى عليه ، فالسعي المكثف والحثيث لتحكيم الإسلام أصبح مطلبا ملحا بل حاجةً ضرورية . ولكن لا بدّ من دفع الثمن على مستوى هذه الغاية ليصبح الامر في حكم المقضي في عرف الناس كما هو امر مقضي عند من يرى بنور الله .وعليه ، فان اقامة الخلافة ممكن بالعمل لها وخيال بالغفلة عن ذلك .

اسال الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى