خض بحر المعاني لعلت تراني ..... حبيبي أين أنت ؟

خض بحر المعاني لعلك تراني ولا تتسرع في الحكم فتنساني ....... حبيبي أين أنت ؟
جرب معي لمرة واحدة وحلق معي في خيالك .
عندما تتعانق القلوب وتتلامس الأرواح تلامس العاشق العطشان بمعشوقه الولهان وتتبادل الأجسام حظها من فن اللحظة الحمراء تبادل الهائم الغرقان . فهل أنت تحلق معي الآن ؟ لا تتسرع .
حلق معي بقلب له أجنحة تطير في أوسع عوالم الحب والصفاء والإخلاص حلق معي في عالم الملكوت الكوني المنير بنور جمال قمر الوجه الرقيق البهي .
حلق بقلبك وبروحك وبعقلك ولا تتوانى لحظة .
تخيل عميقا وقد أدركت محبوبك ببياض وحلاوة وبهاء ورقة وشوق وحب مجبول بكل تلك المعاني والصفات متجسدا أمامك واحدا لا اثنين أو اثنين هما في حقيقتهما واحد فهل حلقت معي وهل أنت قادر على التخيل والتحليق ؟
حلق وتخيل وغص بصحبتي بعيدا في الأعماق لعلك ترى وتسمع حقيقة لا خيال
ما الثمن الذي ستدفعه حينئذ وقد احتفلت اليد باليد والوجه بالوجه والعين بالعين والقلب بالقلب والروح بالروح واللللللللللللللللللللللل للللللللللللللللللللللللل لللل
حتى تحركت وثارت براكين قد أفرغت حمولاتها وهاجت وماجت جبال لطالما شدتك للصعود إلى عليائها ووديان طالما خطفت منك العقل والقلب والروح للتمتع في أحضان جمال طبيعتها الأخاذ وزروع قد شربت من نبع معين الحب الصافي بعد عطش دام وطال في أيام الصيف القاسي . فهل تحلق في خيالك معي ؟
هل تتكلم معه/ها من وراء حجاب هو في حقيقته قفل الأقفال بلا مفتاح ؟.
وهل تخلع عنه/ها كل ملابس ذاك البعد الظالم والحرمان عندئذ قف وفكر فهل أنت تحلق معي الآن ؟

نور الدين العزيز:
قرأت نصك الجميل ، فوجدتك فيه مبدعا تشق طريقك إلى عالم يليق بك، وملاحظتي التي أرى أن أذكرك بها بين يدي نصك ، أنك تلهث وراء السجع والتوازن ، وهذا مما لا يستحب في أيامنا هذه ، وقد مضى عصر السجع والتوازن ، وحل مكانه الاسترسال والطبع ..
سأتابع قلمك ؛ فتقبل مني خالص الود والتقدير

أشكرك على ردك الرائع والذي يدل على سعة أفق واتزان في الرأي والتحليل
ويشرفني دوام تعليقك بل مراسلتك أخي

سيدي الفاضل / نور الدين
الخيال يجمح واللغة تكبح
شأن الخيال أن يحلق بالكاتب للأعلى وشأن اللغة ان تحد من جموح هذا الخيال
جميلة هي فكرة التحليق في هذه القطعة الأدبية، وجمالها عائد لكونها مرتبطة بمعاني الإنعتاق والتحرر من كل القيود، والذي أراه هو ان نصك ايضاً كان يجب أن يكون منعتقاً هو الآخر من قيد الجرس الموسيقي الواحد، ,عليك أن تكتب بعفوية المشاعر، وأن تصغ جيداً إلى ما يمليه عليك صوت الوجدان بداخلك حتى وإن لم تكتبه فورا لأن مجرد الإصغاء لصوت الذات ينمي المخزون الوجداني لها، كما أن القراءة الجادة والدؤوبة في الأدب بكافة مشاربه تنمي المخزون اللغوي، أعود لأؤكد مجددا بأن فكرة النص جميلة للغاية كما أن هناك العديد من التعابير الوصفية الرقيقة (..عندما تتعانق القلوب وتتلامس الأرواح..) و (حلق معي بقلب له أجنحة تطير في أوسع عوالم الحب والصفاء) هذه تعابير رقيقة وسامية تنبيء بحس مرهف وخيال واسع..خالص احترامي وتقديري.