تمادى في الهوى
من غير ما قلقٍ
وأوصلَ عشقه الهاوي لمنزلةٍ
بها كانتْ
تدير مرافئ الحبِّ
وتسطو منه أوردةً
تكوّن من دماء العشق ريحانة
خريرُ الحبّ أرّقهُ
وأوصل همّهُ فرحاً
بها تتجلى أفراحٌ
لما قدْ عانى,
لا يدري
أكلُّ مواقد الذكرى
تهرول نحوه بالنّارِ
لا يدري
أكلُّ عواقب النشوى
تكون بكفّ عفريتٍ
يلملمها من العمرِ؟
ويرميها بوجه تعيسةِ الحظّ
ووجه تعيسِ ذكراهُ
بها قد همّ أن يمضي
إلى نهرٍ من الجمرِ
يصوغ بحبه العاتي
أساور من دجى الفجر
ويعلن موته الآتي
على لوح من الذِكرِ
بها قدْ همّ أنْ يؤوي
عواصفَ بحرهِ الهادي
وبركاناً من الدمعِ
ونَوحَ حمامةٍ ضلّت
طريق مدينة العُشبِ
وبوحَ زمانهِ الشاكي
وصوت نحيبهُ المرِّ
ويجمعها بلا قلقٍ
ليسحقها على الصدرِ!
..
ألا يدري
بأنّ الحبّ فتّاكٌ
ولوّاعٌ
ومَنْ يألفهُ قد يدري
يجرّ بنفسِ عاشقهِ
ويَسكبُ ظلمهُ الدامي
ليُبكي رغم ما فرحِ
خليلَ الليل والبدرِ
ألا يدري
بأن الضحكةَ الحلوة
بلحظاتٍ
تمرّ بحائطِ الكَسرِ
فتكسرُ نفسَ صاحبها
وتبعثُ وحشةَ القبرِ
لمَ الأقدار تمنحهُ
ملاذاً في صبى الصبرِ
ليكبر فيه محتسباً
على ما ضاع من عُمْرِ؟
لمَ الأشواق تقتلهُ
وتمضغ عظمهُ أملاً
بأن تحميهِ من شرِّ؟
ألا يدري؟
بأن الليل قدْ ولّى
ولكنْ دمعه الواقي
يُضيع ملامح الفجرِ
..
ولكنّ الذي أمسى
بحبّ أميرةِ البحر
يذيع بيانه الآتي:
((ألا يا بحرُ أغرقني
ألا يا موجُ كفنّي
ألا يا شاطئي امضي
فما قد ينفعُ العيشُ
بغيرِ شبيهةِ البدرِ
وما قدْ تنفعُ الروحُ
بدونِ خليلةِ الروحِ
وروحي لستُ أعرفها
لأنّ الحزن منفتحٌ
على بابٍ من العسرِ
وشمسي ليسَ تعرفني
لأن الصبحَ محبوسٌ
بوجه نظيرة الوجهِ
وحسنِ رقيقةِ النطقِ
وظلّ عظيمةِ القدرِ))
..
ألا يدري؟
بأن زيادة العشقِّ
تصيبُ مكامن القلبِ
بنوعٍ من صدى الشِعرِ؟
ورغم وفاءِ صاحبه
يظلّ العشقُ هدّاماً
لمبنى الليل في الشَعرِ!
ولكنّ الذي أمضى
سنين الحبّ لا يدري
فعذراً ليسَ يسمعني
لأن هواهُ قد نمّى
جنون العشقِ
لنْ يصغي إلى النُصحِ
ليبقى رغم صحوتهِ
غريقَ الحزنِ والبحرِ
...
إحسان