اخوتي الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و كل عام و أنتم بخير
أما و قد أوشك رمضان على الانتهاء فهو قاب قوسين أو أدنى
حزم حقائبه استعدادا للرحيل على أمل اللقاء بنا ثانية بعد عام لمن كتب له الله عز و جل ذلك . فقد طرأت لي بعض الأسئلة و الأفكار التي دارت برأسي .
هل صمنا رمضان حق الصوم أم كنا ممن لم ينلهم منه إلا التعب و الامتناع عن الطعام و الشراب ؟
و هل يتقبله الله منا ؟
و هل أدينا ما علينا تجاه الله عز و جل ثم تجاه أنفسنا ؟
ثم عودة للموضوع الذي أردت التحدث فيه و هو :
ماذا استفدنا من مسلسل هابط كمسلسل ريا و سكينة ؟
كنت أتابع بعض برامج التلفاز و قد لفت نظري هذا الكم الهائل من المسلسلات التي يتهيأ أصحابها و يستعدون بكل قوتهم لعرضها على أعييننا في رمضان و كأن شياطين الجن إذ صفدت أطلقت العنان لشياطين الانس لتعبث بعقولنا و ثقافتنا حيث تشاء و بالذات في هذه الأيام الكريمة التي يفترض فيها ان تكون العبادة خالصة لله على أمل أن يغفر لنا بعضا من ذنوبنا التي فاقت الجبال.
و كان من ضمن هذه المسلسلات التي لفتت نظري فتابعت (على قرف) بعض حلقاتها مسلسل ريا و سكينة .
المسلسل الذي يناقش هاتين الشخصيتين الاجراميتين اللتين عاشتا في مصر قبل قرن من الزمان فقتلتا و عربدتا ما شاء لهما أن تعربدان .
هاتان الشخصيتان ( ريا و سكينة ) تناولتهما السينما المصرية و المسرح المصري من قبل .
فما الجديد الذي يمكن أن يقدمه المسلسل لنا إلا تشويه صورة المجتمع المصري حتى لو كان ذلك من قبل مئة عام .
فمن واقع ما رأيته وجدت :
.. امرأتان فاجرتان تتفننان ( مع عصابة مكونة من أربعة أشخاص )في تعليم الناس :
الخمر
القتل
الحشيش
القوادة
السرقة
الغش و الخداع
الخيانة الزوجية
ارتكاب الفاحشة
الألفاظ البذيئة
السكر
العهر
و جميع أنواع الموبقات التي لا تخطرعلى بال بشر .
و سألت نفسي :
ما هي الرسالة الاعلامية التي يريد اعلامنا الهابط أن يوجهها لنا من خلال هذه الأعمال الهابطة ؟
انها مسلسلات لا تعلم متابعيها إلا الجريمة بشتى صورها و الانحراف عن مباديء ديننا القويم .
و رغم أن المسلسل تدور أحداثه قبل مئة عام فقد يتوهم البعض أن الصورة التي نقلت لهم عبره هي صورة المجتمع المصري بمعنى أن المصريين هناك يحيون هكذا في السكر و العربدة و الفجور و القتل إلخ .. و المجتمع المصري بريء مما يحاول هؤلاء السفلة تصويره به.
و ختاما أقول :
يا صانعي الأفلام و المسلسلات الهابطة اتقوا الله فينا و في أولادنا.
و يا وزارة الاعلام لا بارك الله فيك و لا في المسؤلين الذين سمحوا لهذه السفاهات أن تدخل بيوتنا و تدمي عيوننا ليل نهار .
و يا أيتها الفضائيات الكثيرة و التي يدعي بعض مالكيك الفضيلة فيبثون علينا بعض البرامج الدينية التي لا تتعدى مساحتها واحد في المئة من البرامج الهابطة الأخرى التي يعرضونها علينا .
ثم نجيء بعدها لنسئل لماذا كتب على أمتنا الضعف و الهوان و أحاقت بها الشرور و الأخطار من كل جانب .
إنها من أعمالنا
فمن أعمالنا سلط علينا
عذرا على الإطالة و دعوة للمناقشة
أخوكم د. جمال