أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فلسطينية وزوج أمريكاني

  1. #1
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي فلسطينية وزوج أمريكاني

    استطاعت المخرجة الفلسطينية، المقيمة في الولايات المتحدة، وعبر حكاية بسام ومريم، في فيلم «عرس في رام الله»، تحطيم حلم الإقامة في أميركا، والذي يراود الكثير من الفتيات الفلسطينيات وذويهن، الذين لا يترددون، في كثير من الأحيان، بالموافقة على تزويج ابنته بالعريس «الأميركاني»، وهو المصطلح المتعارف عليه محلياً لوصف الفلسطيني الحامل للجنسية الأميركية، ويقيم في الولايات المتحدة، من دون التدقيق كثيراً في مواصفاته.

    الانبهار برنين اسم «أميركا» كان الهاجس الذي يحرك مريم، التي مكثت قرابة تسعة أشهر تنتظر «الفيزا الحلم»، في حين لا تزال «سلفتها سنيورة” تنتظر منذ أكثر من سبع سنوات، لكن سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس، منذ اليوم الأول الذي وطأت فيه أرض الولايات المتحدة (الفردوس المفقود).

    يخرج بسام، الذي ذاقت مريم الأمرين لتعيش معه تحت سقف أميركي واحد، في الصباح المبكر، وما أن ينهي عمله الأول حتى يلتحق بالثاني، ليصل حوالي الساعة العاشرة مساء .. يخلع حذاءه، يتناول طعامه، ويغفو على الكنبة، بينما ينشغل المصارعون في ركل وضرب بعضهما البعض على شاشة التلفزيون.

    وفي هذا اليوم الطويل والمتكرر، لا تجد مريم، التي لا تجيد من الإنكليزية غير «أوكي»، ما يشغل وقتها، فتنظيف وترتيب المنزل لا يحتاج أكثر من ساعتين إلى ثلاث، فماذا عن العشر ساعات أو أكثر المتبقية للقائها ببسام، الذي لا يدوم أحياناً أكثر من نصف ساعة.


    بخار يتطاير

    في الأيام الأولى لمريم ابنة «دير عمار»، البلدة القريبة من رام الله، في أميركا، كانت منبهرة بالغسالة الاوتوماتيكية والنشافة، لدرجة أنها حدثت والدتها وشقيقتها عنهما، كما عانت من تشغيل المكنسة الكهربائية، والإضاءة، واخافها منبه المنزل، الذي يعمل بمجرد قيامها بالطهي، وتطاير البخار هنا وهناك... في تلك الأيام لم تكن مريم بتلقائيتها قادرة على أن تدير الأمور، لولا المخرجة شيرين، التي كانت ترافقها لساعتين يومياً، ترصد فيه يومياتها في «بلاد العم سام».

    المثير أن ما حدث مع مريم كان تجسيداً للمثل الشعبي الفلسطيني «رضينا بالهم والهم مش راضي فينا»، فعلى رغم ساعات الملل والحصار التي تعيشها يومياً داخل منزلها، وعلى رغم رغبتها العارمة بتغيير شيء من هذا الروتين القاتل، وعلى رغم تلاشي هذا الحلم الأميركي، وشعورها بأنها باتت تعيش قسراً في هذه البلاد الغريبة، ليس إلا لترى زوجها نصف ساعة أو أقل يومياً، يأتي مالك البناية التي يسكنان بشقة فيها، ليطردهما من منزلها، على خلفية أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، والتفجيرات التي طاولت نيويورك وواشنطن، لمجرد أنها ذوي أصول عربية.

    أما سنيورة، التي تزوجت الشقيق الأكبر لبسام، في وقت لم تتجاوز فيه الخامسة عشرة، وبعد زوجته الأميركية التي أنجب منها عدداً من الأطفال، فلا تزال تنتظر في منزل حماها منذ أكثر من سبع سنوات، فمهما كان الحلم بغيضاً، يبقى أفضل بالقرب من زوجها، الذي يتضح أنه لم يكن يرغب باصطحابها معه.. تقول سنيورة: كنت صغيرة، ولا أفهم شيئاً، ووالدي انبهر بعريس «أميركاني»، وأنا كذلك .. لكن أنظري ما يحدث بي وبابنتي.

    سنيورة تحتج مراراً على حالة «الزواج مع وقف التنفيذ»، التي تعيشها منذ سنوات، لكن «ما باليد حيلة»، فعلاقتها بحماتها متوترة، وزوجها لا يأبه بها، خصوصاً بعد أن اشترت «هاتفاً خلوياً» ولم تبلغه أو تبلغ والدته، حتى أنه ودعها بعد شهر من زيارته لرام الله، وبعد أكثر من سنوات من اليأس، وداعاً أكثر من بارد .. كان حلمها أن يمكث بقربها ثلاثة أشهر متتالية، واستطاعت تحقيق هذا الحلم أخيراً.


    مسكوت عنه

    الفيلم، الذي عرض في قصر رام الله الثقافي، مؤخراً، أثار ردود فعل إيجابية، بتسليطه الضوء على قضية «مسكوت عنها» داخل المجتمع الفلسطيني، بجرأة بالغة، وبلغة سينمائية راقية، والأهم أنها صادقة، فلم يكن بسام أو مريم أو سنيورة يضعون أقنعة أمام الكاميرا، فكانوا يتعاملون وكأن لا كاميرا تصور تفاصيل حياتهم اليومية، ولا مخرجة تعمل على نقل رسائل كبيرة إلى المجتمع الفلسطيني، عبرهم. نهاية الفيلم لا تجيب عن تساؤلات، ولا تقدم أي حلول، بل تكتفي بالإيحاء، فمريم عاشت حلمها الأميركي، وطردت من المنزل الذي كانت تعيش وبسام فيه، في حين كان أقصى ما حققته سنيورة إقناع زوجها بثلاثة أشهر متتالية من الإقامة بجانبها في منزل العائلة برام الله، بينما لا تزال مئات الفتيات الفلسطينيات ينتظرن «الفيزا القاتلة»، ويعشن على أمل نصف ساعة أو أقل قرب أزواجهن يومياً.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    أخي العزيز ، أ / عدنان الإسلام

    ما أتعسنا بتلك الحقيقة المؤلمة ... إننا نتعايشها في بلدنا هذا ... فالحلم الأمريكي يراود الأباء أكثر من الأبناء ... فيجبرون بل يتحايلون على أولادهم الذين لا يملكون من أمورهم شيئا ... وخاصة مع من كانت فتاة ساذجة غير ناضجة المشاعر والفكر .
    ولكني موقنه أن هذا لن يدوم؛ بعصر آت قريب ... ومن آباء نحن منه ، ومن شباب هم أبناؤنا الآن .
    إن غذا لناظرية قريب ، فسوف يختفي هذا الكابوس ، وهذا أمل ... بل أكثر من ذلك ... هو تأمل وإنتظار عن يقين لغد آت برفض كل ما هو آت من بلاد العم سام ... حتى ولو كان بكيس حلوى من هناك .

  3. #3
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    سيدتي الفاضلة الرائعة

    يسعدني أن تشرفيني هنا
    بارك الله فيك وأثني على ما قلت


    دمتي متألقةً رائعة

المواضيع المتشابهه

  1. صبرا أماه - مهداة لأم نضال فرحات وكل أم فلسطينية
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-12-2004, 04:21 AM
  2. لطفلة فلسطينية تبكي ....
    بواسطة أم محمد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 18-09-2003, 01:16 PM
  3. لكل ام فلسطينية حرة
    بواسطة صهيب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-05-2003, 10:40 PM
  4. تواريخ فلسطينية
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-04-2003, 06:55 PM
  5. دولة فلسطينية مقابل التنازل عن حق العودة .. فليخسئوا
    بواسطة روح في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-04-2003, 10:47 AM