العمر لحظة

	ستظلُّ جرحاً نازفاً.. قلباً ثائراً بحزنِ الأسف على تساقطِ بهاءِ القيم عند من كنت تظنُهم نبلاء؟ كنت مخدوعاً بقامةٍ جوفاء تدَّعي النُّبلَ والوفاء... النبيلُ لايلقي في نفوسِ الآخرين َالألمَ غيرة ًوحسدا .. النبيلُ لا يجهدُ لتحطيم شموخ إخوانهِ ببثِّ الشَّكِّ في قلوبِ من حولِهم وتسميمِ ينابيعِ الصفاءِ التي ينهلُ منها أصحابُهم خلقاً وأدبا كالأفاعي والعقارب الغادرة, ونسجِ الفتنِ بما يشبهُ الحرصَ عليهم وهو أشدُّ كرهاً لهم من كفِّ الضلال..النبيُل لا يقولُ إلا خيراً إيماناً واحتسابا..النبيل من يريكَ وجهَهُ وهو يكلمُك فليس فيه مايخجلُه .. مايجعلُه أضحوكةً أمام َالكرامِ مكشوفَ الأهدافِ بيِّنَ الطوية..النبيلُ من يحفظُ نفسَهُ من قُماماتِ الغِلِّ والحقدِ على الآخرين, فيرعى قدْرَها , ويصونُ شرفَها فلا يتطاولُ أمام القِمَمِ الشامخةِ بالنورِ, فيقذفها بمرارِ لؤمه وهو يعلمُ أنه فاشلٌ فلا يصيبُ منها شيئاً, فيجثو ذليلاً في قاعِ السقوط صاغراً محترقاً بحقدِه ِ يلعقُ صديدَالندمِ وحسرات الفشل .. بقلم بنت البحر

	سأرحلُ من سجن جراحِي الموجعةِ.. الملتهبةِ بقسوةِ الأغبياء أشدُّ الرِّحالَ إلى مشفى يعالجني بخير دواء..أحتضن فيه النور كما تعودتُهُ بهجةَ قلبٍ وأنيسَ وفاءٍ.. سأصحبُ معي النهر والبحر في أحداق الأمل مرآة صحو السماء..هناك سألقى في منابع النور ابتساماتٍ صافية كوجه أمي الفينيقية عندما كانت تعلمني كيف أكون روحاُ نقية دون زيف ..عابقةً بأريجِ الطهر أرفض لغير الرَّبِ طقوسَ الانحناء. بقلم بنت البحر

	أخيراً عرفتُ أنك زهرةٌ ذات أشواك سامة.. ندمت ولاتَ ساعة ..فأنا التي زرعتُك ِفي أرضٍ طيبةِ التربةِ .. رعيتُك فيها ..سقيتُك الماءَ العذبَ الزلال ...حجبتُ عنك العناكبَ والدبابيرَ ...فتحتُ للشمسِ نوافذَ واسعةً عاليةً تدخلُ منها إليكِ ..وقفتُ بجوارِك أرعى عودَك الطري , وأدعو الله أن يحميك من أذى العابثين..وعندما اشتدَّ عودك يازهرتي كان أول من وخزته أشواكُك السامةُ قلبي فسقاكِ الماء دما.. بقلم بنت البحر

سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

تحية تكتبُ عطرَها على صفحاتِ الحلـم

الغاليـة زاهيـة،

يبدو أنه فاتني الكثير طيلة فترة غيابي، قرأتُ هنا بعين القلب ما أدمعَ عينيّ، وما زرعَ الفرحة بين حنايا الروح، وما فتَحَ للخيال الناعس بأحلامي أنْ يحلّقَ إلى هناك، حيثُ القلبُ لاتسعه المسافاتُ ولا الأكوان..
مرورٌ هنا للتحيـة مرة أخرى، ولي عودة بإذن الرحمن بعد قليل..

لكِ خالص تحياتي وتقديري واعتزازي
وألف باقة من الورد والمطر

أسماء مساؤك ياسمينيِّ العبق ..أحب فيه نقاء زهرته وبهاء طلعته أعرف أنك تجدين هنا مايسعد نفسك المضاءة بالخير..
بانتظارك والوردُ معي
محبتك في الله
بنت البحر

"بعضُ الحزنِ يعلمَّك معنى الحياةِ, وكيفَ تشعرُ بطعمِهِ حلواً عندما يختلطُ بدموعِ الآهِ الحارقةِ, وهي تشقُّ الصَّدرَ أنيناً , وعذاباً لتقولَ لك: اصبرْ فبعدَ الفراقِ لقاءٌ, وبعدَ الموتِ حياةٌ, وبعدَ النارِ جنَّةٌُ."

هكذا قرأتُ حروفكِ، واقتطفتُ من شجرها الوارف حروفكِ تلك، ولوحـةَ وردةٍ دامعة، لأكتبَ على يديها حنّاءَ نبضٍ أورقَ هنا، فهل تأذنين لي بأن أشاطركِ حروفكِ؟؟؟

1-
قالوا لي قديماً: الحزنُ مقبرةُ الروح، إنْ رشفتِ عطرَه الوحيد، وسكنتِ ببيته المنفرد بأعلى الجبـل، واستقبلتِ زوّارَه بباقاتِ النبضِ والدمع، فستصيرينَ سجينةً بقلعته حتى آخر رمقٍ من حياتك.
وحينَ استعمرتْ حدائقي جيوشُ الحزن، وأحرقتْ سفائني وذخائري وأوراقي، أيقنتُ أنَّ الدمعَ المُهراقَ صارَ نديماً، والفرحَ صارَ أعزلَ، يتيهُ بالفيافي كالملك الضليل، يبحث عن شمسٍ ضاعتْ ملامحُـها، وعنْ دفءٍ ارتحلَ إلى بلادِ الصمت ..
لكنني في غفلةٍ من الحزن، قطفتُ وردةً وخبّأتُها بأدراجِ البوح، لكنَّ دموعَها فضحتْ شجوني، فوقفنا على أطلالِ الأحبـة ننشد شعراً ونحلـم..بلقاءٍ قريبٍ هنــا أو هنــاك..

----------

زاهيـة، لكِ قلبي ووردة

	وكما هو سجنُ القلبِ حزنُه فهو محررُهُ من معتقلاتِ التبعيةِ لفرحٍ كاذبٍ يكبِّلُ أحاسيسَنا في بواتقِ الأملِ الخادعِ بمعسول ِأفواهٍ ضالةٍ..الحزنُ يحررُنا من شبهِ ضوءٍ تلعبُ به الريحُ ..يغسلُنا بدفءِ الدَّمعِ من وهمٍ محدقٍ بنا يجبُ القبضُ عليه ودحرُه ُخارجَ مملكةِ الحقيقةِ..ماهمُّنا لوبكينا فالدمعُ يجلو العيونَ من الغبشِ فتصفو الرؤية من ترهاتِ الخيال ..الحزنُ رفيقُ الإنسانِ المخلصُ له إن عرف كيف يحسُّ به وإلى ما يوجهُهُ انقلبَ فرحاً حقيقياً يدخلُ عالمَ الرؤيةَ الواضحةَ لمعارج الروح.. بقلم بنت البحر

	مما يثيرُ الحنَقَ في بعضِ الأحيانِ..أن نجدَ أناساً يتسلقون الشهرةَ على أكتافِ الناجحينَ من البسطاءِ, وهم براآءُ من مقوماتِ النجاحِ ..أمثالُ هؤلاءِ البشرِ يشتدُّ لمعانُهم كالنجومِ في ليلٍ صحوٍ , بينما يزدادُ نجمُ المبخوسِ حقَّه بَهَتا.. ولكن اللمعانَ الكاذَب سرعان مايخفتُ نورُهُ عند أولِ فرصة يُمتَحنُ بها سارقُ الفضلِ من أهلِهِ ,فيهوي إلى وادٍ سحيق..فلنكن على حذرٍ , فانتقامُ الرَّبِ شديد .. بقلمِ بنت البحر

كتاب جميل لاغير نتابع بشوق للجديد كل مرة الحياة ملونة

	وكما لحبِّ الخيرِ سماتٌ بيِّنة ٌ, فللحسدِ وللغيرةِ سماتٌ أكثر وضوحاً لذي عقلٍ رشيدٍ.. الحاسدُ مكشوفٌ مهما حاولَ تغطيةَ نفسِهِ بأوهامِ خباءٍ آنيٍّ , لأن تصرفاتِهِ الفوضويةَ غيرَ متزنةٍ لتشتُّتِها بالحيرةِ , والقلق , فإنَّها تسحبُ عنه الغطاءَ المزيفَ بطريقةٍ فجَّةٍ كنفسِهِ اللزجةِ بعفنِ الغيرة , وصديدِ الحسدِ القابعِ فيها, فتؤذيه أمامَ المراقبينَ لما يحدثُ , وما النارُ التي تأكلُ داخلَهُ إلا حصادَ يديه .. بقلمِ بنت البحر