كأني بهم في غابة تكتظ بذوات الأربع.. غبي وذكي.. متهورٌ وحكيم.. قلب ينبض بالحب والرحمة، وآخر لايعرف سوىالشهوة لمزيدٍ من الدما.. صغارٌ وكبار.. صخبٌ وهدوء.. زواحف تملأ بطنها بصيد اعتداءٍ, وأظافر وأنياب تمزق بوحشية أجسادًا بريئة، تسلخها عن ثدي أمها.. جوع من الخوف.. تخمة من البطش, والتحكم بلقمة الضعفاء.. ظلام ٌيملأ القلوب رغم سطوع الشمس المبهر..
وهناااااك فوق زيتونة مسنَّةٍ قديمةٍ بقدم التاريخ، كانت تقف عصفورة رقيقة, تزقزق بصوتٍ ساحر رغم امتزاجه بعواء الذئآب, وزئير المفترسين, ونباح الدون من سكان الغابة.. عصفورتي الجميلة مازالت تغردُ, والصباح يعانق شمسه بعيون المشتاقين لرحمة ٍ تحملهم لبر السلام, أمن الغابة, واقتلاعِ الوحوش الضارية عن وجهِ الأرض.
بقلم
زاهية بنت البحر