إغتيال ألإبداع في مصطفى العقاد . بقلم : جاسم الرصيف

جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــ
إغتيال ألإبداع في مصطفى العقاد
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
لايحتاج المرء شهادة متقدمة في فقه الدين ليميز في سلوكه اليومي بين الخطأ والصواب ، ولا يحتاج إلى مرشد ديني في كل لحظة من لحظات حياته يفسر له بديهية الحياة التي لاتحتاج إلى شرح معقد ولا إلى تفسير طويل لماهو جميل وقبيح فيها . وحدهم يشذون عن البشرية أولئك الذين فقدوا القدرة على ألإتصال بواقعهم بشرا بين بشر ، ووحدهم يخلقون مرضى بالغريزة خارج بديهية الخلق ألإنساني ، يعانون الحياة لمجرد أنها حياة ، ويعادون ألإنسانية لمجرد أنها إنسانية يرونها من زاويتهم المظلمة وحدها لا من فضاء ألإنسانية الرحب ، الواسع ، والجميل !! وإذا كنا ، في العالمين العربي وألإسلامي ، قد ( إعتدنا !! ) في سهو متعمد عن بشريتنا ، طائعين أو مرغمين ، أن نقتل علمائنا ومبدعينا وأن نهجرهم تحت طائلات الظلم وإحتقار إنسانيتهم ، خلافا لما جاء به ألإسلام ، وخلافا لتقاليد العرب الذين أسسوا ( بيت الحكمة ) في بغداد للإنفتاح على ثقافات العالم قبل أكثر من ألف عام ، فمن حق العالم غير ألإسلامي أن يرمي بوجوهنا شتيمة التخلف ألان ، وشتيمة الشذوذ عن ديننا في آن .

هل إندحرت اميركا في مقتل المخرج العربي العالمي المرحوم مصطفى العقاد ؟!
لا !! إجابة بسيطة وبديهية . لقد خسرنا رجلا قدم للعالم فيلم ( الرسالة ) عن ظهور ألإسلام ، فأوصل بمنجزه هذا ماعجز عن أيصاله ألوف من علماء المسلمين ، مجاهدين وغير مجاهدين ، وكان وما زال هذا سببا في أن يمنح المسلمون لهذا الرجل ــ إن إستطاعوا ــ من أعمارهم عمرا مضافا ليبدع المزيد لا أن يقتل في غفلة عنه ، وفي غفلة عن التأريخ المر لهذه ألأمة التي تسيدها السفهاء الشاذين بقوة السلاح وليس بقوة الحجة وقوة المنطق وقوة العدل والحرية والمساواة !! وقدم للعالم فيلم ( عمر المختار ) فأوصل لعشرات الملايين من الناس أنصع صور النضال العربي من أجل الحرية ، في وقت مازالت فيه الشعوب العربية تبحث عن حريتها بين أقدام حكامها المسلمين العرب وعمامات رجال دينها ، و في وقت عجز فيه عرب ومسلمو هذه ألأيام عن جمع مبلغ تافه ، إذا ماقيس بأموالنا البترولية ، لتمويل فيلم عن ( صلاح الدين ألأيوبي ) تبنى إخراجه المرحوم !!

هل حررنا المسلمين والعرب بمقتل العقاد ؟
لا ! فارقت المسميات معانيها على أجنحة هذا النوع من ( الجهاد ) ، وضلت الكلمات مغزاها على طول وعرض الوعي السليم للإسلام وألأمة العربية مادامت تستهدف في المقام ألأول أبرياء أيا كانوا ، أينما كانوا ، ولأي سبب حضروا عن براءة !! لقد أثبت لنا ، من قبل ، وفي هذه المرة هذا النوع من ( الجهاديين ) أنهم أقسى على المسلمين من غير المسلمين ، وأنهم لايقلون خطرا عمن يدعون القتال ضدة ، وأنهم لايختلفون في أجنداتهم السياسية عمن فجروا تمثال المنصور لأنه بنى بغداد ــ مع ان التمثال مجرد رمز يمكن أن يعوض بأفضل منه ــ وأنهم لايختلفون في حقدهم عمن سرقوا آثار العراق ونهبوا مكتباته التأريخية بدلالة إغتيال هذا المبدع الكبير الذي قدم للمسلمين والعرب ما يمكن أن يفخروا به ، وما يمكن أن يقدم دون مؤاخذات تكاثرت عن المسلمين والعرب للعالم تعزيزا لأواصر ألإنسانية التي يفتتها منظمو هذا ألإجرام الذي يحصد ألأبرياء مجانا !!

لايعد هذا نصرا للزرقاوي ، ولا شهادة للمنفذين ، ولايعد فتحا ولا غزوة إسلامية أيا كانت مبرراتها ، في خسارتنا لمصطفى العقاد !! ولايعد إنجازا للمسلمين أن تقتل واحدا من أبرع الناس الذين خدموا المسلمين على صعيد عالمي بالفن الخالص والروح ألإنسانية المتآلفة مع نفسها ومع كل ألأديان !! هذه مزايدة إعلامية لإرهاب حقيقي دفع ثمنها بشر أبرياء قال فيهم الله سبحانه تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) فعن أي نوع من المسلمين تدافعون بهذا النمط من التفجيرات الدموية ؟؟!!

arraseef@yahoo.com
arraseef.blogspot.com
jarraseef.blogspot.com

نعم هي مؤامرة

لقتل الأخيار الفاعلين

في حياة الأمة

قتلوه كي لاينجز فيلم صلاح الدين

بعد الرسالة

وعمر المختار

قتلوه حقداً وانتقاماً

لأنه أوصل صوت الإسلام صافياً

نقياً للملايين من الناس في كل أرجاء المعمورة

قتلوه والسينما صارت للفسق والمجون

قتلوه ولكنهم لن يقتلوا أفلامه

وذكراه التي ستظل عابقة بالخير

والدعوات له بالجنة

افيقي ياأمة تستلذ بقتل أولاده المحبين

رحم الله المخرج المجاهد بأفلامه

مصطفى العقاد

بنت البحر

رحم الله المخرج الكبير مصطفى السباعي وبقية الضحايا الأبرياء
وجازى الله من كانوا وراء هذا العمل الإجرامي الجزاء الذي يستحقونه
وإنا لله وإنا إليه راجعون