سعادة الأخ الكريم / د. سعادة خليل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
حقيقة كان للصدفة دور كبير في أن أطلع على موضوعك القيم ( التعلّم ملح الدماغ )
شرف كبير لي وأنا تلميذ أبحث عبر صفحات ( جوجل )عن دراسات تدعم بحثي الذي أقوم عليه منذ فترة ليست بالهينة :


"ظاهرةُ تدني دافعيةِ التعلم ودور الإرشاد التربوي في استثارةِ دافعيةِ الإنجاز لدى الطلابِ".


، وقد وجدت ضالتي بين سطور دراستك وفي نقطة مهمة ومهمة جداً ، تأخرت في الإطلاع عليه لكن لن يفوتني المشاركة في الإطراء عليه لما يحتوية من أفكار وأمور علمية قمية :

" .... نستخدم أدمغتنا في التفكير كما نستخدم معداتنا في تغذية أجسامنا معتقدين بأننا نفهم كلتا العمليتين جيدا وكأنها من المسلمات. ولكن مع الاكتشافات الجديدة والدراسات والأبحاث التي ساعدت على فهم أفضل نظم التغذية خلال الثلاثين عاما المنصرمة ، أصبحنا نختار أطعمتنا وطرق تغذيتنا بصورة أفضل ولهذا صرنا نعيش أطول ونتمتع بحياة أفضل. وعند النظر إلى الدماغ نرى هذه المقاربة مفيدة حيث تتوفر الفرص لتطوير قدرات الدماغ لأننا في وضع أحسن لفهم وظائف الدماغ التي تتكيف مع التعلم. ....) .
فرضية تم رسمها بطريقة بارعة في إبراز أمرين عضويين في جسم الإنسان ( أجسامنا ) قربت الفكرة لأفهامنا بشكل كبير وجعلتنا ندرك إحداثيات المقارنة بين جهازينا ( المعدة والدماغ ) وندرك كم نحن العرب مقصرين في الاهتمام بأدمغتنا وأدمغة أبناءنا منذ الصغر .(..... ليس ذلك مفاجئا فالعديد من الدراسات الطويلة المدى أشارت إلى أن أهم العوامل التي تؤثر على نجاح الفرد في المستقبل هي:
1. كمية ونوعية النقاش وتبادل الأحاديث وإثارة المواضيع مع الأطفال في البيت قبل مراحل المدرسة الأولى.
2. كمية القراءة المستقلة بالاعتماد على النفس التي يقوم بها الطفل بغض النظر عن الموضوعات التي يختارها في قراءته.
3. وضوح نظام القيم الأخلاقية في العائلة على كلا المستويين: الفهم والممارسة.
4. التأثير الإيجابي القوي على الطفل من قبل أصدقائه.
5. تأثير السنوات الأولى في المرحلة الابتدائية على الطفل. ...... ) .


لذلك كانت أول كلمة في آي القرآن الكريم نزلت على سيدنا محمد .. صلى الله عليه وعلى آله وأزواجة وأصحابة وسلم ... ( إقرأ ) وهي كلمة فصل تعني الكثير من لدن عليم خبير وبعد أربعة عشر قرن توصل إليها الإنسان .

( ..... من هنا نستنتج أن المدرسة وما يدور فيها من تعليم رسمي إنما هو فقط لإذكاء شعلة التفكير وغرس حب الاستطلاع والاكتشاف عند الأطفال .... ) .

هذا ما نعتقده لكن أطفالنا وطلابنا الأعزاء غالباً ما تنقصهم الدافعية ، فتدنى مستواهم التحصيلي بشكل مَثَّلَ ظاهرة تحتاج إلى دراسات وأبحاث علّها تجد لهم حلول تعينهم على رفع وتيرة الإنجاز الدراسي ، وتزيد من دافعيتهم للدرس والتحصيل ،وقد أكدت الدراسات السابقة في موضوع الدافعية على دور ( كل من المعلم وقبله ولي الأمر والمنهج الذي يتعلمه الطالب ) على تدعيم دافعيته للإنجاز الدراسي عن طريق التعلم القبلي خاصة وزيادة حصيلة خبراته بشكل كبير .
قراءة ما كتبت أستاذي الفاضل يحتاج لتركيز أكبر مني ومراجعة متأنية فأسأل الله العلي القدير أن أعود قريباً لمتعة الحديث الشيق معك ، فهذه فرصة لا تعوض مع علمك الزاخر وأنت من أنت يا سعادة الأستاذ الكريم ، وهذا يدعوني لأطلب منك نصائحاً علي أستفد منها في بحثي الذي أعمل على إنجازه هذه الأيام .
قرأت أيضاً تعليقات ومداخلات الأساتذة الكبار ( الأستاذة الفاضلة / زاهية ، والأستاذ الكبير / عطية العمري، والأستاذ الفاضل / خليل حلاوجي ، والأستاذ الكريم / محمد الدسوقي .) وعشت لحظات رائعة أشكرك وأشكركهم عليها أدامكم الله وسدد خطاكم للخير وبارك الله فيكم .
واقبل تحياتي الخالصة لك أستاذي الكريم د. سعادة خليل .

أخوكم
أبو عبدالله
خليل انشاصي .
غزة / فلسطين
.