بارك الله فيكم
وتبيين حقيقة الطابور الخامس لا يعني أنه وحده الملوم بالطبع كما قال أخي الحبيب سعيد بارك الله فيه
وأشكر دخول أخي الحبيب خليل وتباحثه الجميل ....
وأكمل لإثراء الموضوع
أقول من منبرنا هذا :
الحقيقة أنه لابد من تحديد كل عوامل التدهور ومن ثم تحديد سياسات النهوض
ولإثراء المقال
أورد مبحثا خفيفا لأختنا قلم، وهي حاصلة دكتوراة في العقيدة، وتكتب معنا لكن ظروفها تمنعها ..
وهذا من مبحث تم بيننا على صفحة بالشابكة
الحداثة بين القالب والمضمون(1)
الحداثة مأخوذة من الحدوث , وهو كون الشيء بعد أن لكم يكن .
والشاعر الحداثي كما يصوره منظر الحداثة في العصر الحديث أدونيس
بأنه :" الذي يخوض معركة التحرر من القوالب السلفية التي تحاول بدورها
أن تشله وتعزله عن حركة التاريخ وعن التغيير , وتبقيه في عالم الثبات ,
إن هذه القوالب السلفية في الفكر والحياة معا , تتحول إلى دعائم مشتركة ,
تشارك بشكل أو آخر في الحيلولة دون تحقيق التحرر الكامل "
[ الأدب والحياة , د. ماهر حسن :82] .
إذا الحداثة هي حركة فكرية أدبية ترمي إلى التحرر والانطلاق من كل قيد
باسم التجديد ونبذ التقليد , تهدف الدين والأخلاق والقيم واللغة التي بها تفهم
هذه المعاني الخالدة .
أما الرمزية فهي تعد من أهم خصائص الفكر الحداثي وإن صح التعبير هي
الوسيلة التي يعتمد عليها في نشر مبادئه وتحقيق مراميه في ساحة الأدب
والفن , يمكن تعريفها بأنها محاولة استبطان الكلمات اللغوية ؛ حيث يعرف
الشاعر الحداثي ـ عندهم ـ بأنه الذي يفر من الواقع على نحو آخر , لا يقدر
على البوح بما في ذاته من آلام أو تجارب قاسية , وإنما ينشر حول ذاته
وأحاسيسه ضبابا وغموضا وموسيقى , يتعمد الابتعاد عن اللغة وعن دقتها
؛ لأنهم لا يعبرون وإنما يحاولون أن يبعثوا النشوة عن طريق الإيحاءات
الرمزية .
[الصراع بين القديم والحديث د. محمد الكتاني :446]
فالرمز عبارة عن وسيلة للإيحاء بالمراد دون أن يقطع بالدلالة عليه , إذا
هو نوع من أنواع التعبير الإيحائي النفسي , يجعل من الكلمة غطاء يخفي
خلفه معان مرادة إذا ما قورنت بالمعنى الصحيح أو المعروف في المعاجم
تكاد تسم تلك العلاقة بالبتر والانقطاع , "لقد قام المذهب الرمزي الذي
أراده بودلير على تغيير وظيفة اللغة الوضعية ؛ بإيجاد علاقات لغوية
جديدة , تشير إلى مواضع لم تعهدها من قبل"الاتجاهات الجديدة , عبد
الحميد جيدة .
وإذا ما أردنا التعرف على مفتاح شخصية هذا الأديب الذي ابتدأ هذا
الأسلوب في الأدب ؛ نجد أن حياته كانت صورة معبرة عن الحياة
الأوروبية بما تعج به من فساد خلقي وانحلال سلوكي مرضي نفسي , ثم
تبعه على نفس المنهج رامبو الذي أعلن بصراحة الدعوة إلى تحطيم
المعايير الأدبية في استخدام الألفاظ , وسار على إثره مالارميه وبول
فاليري ثم اليهودي عزرا باوند وتوماس إليوت وقد تأثرت بهم الموجات
الأولى من الحداثيين العرب مثل : السياب ونازك والبياني وحاوي
وأدونيس وغيرهم تأثرا كبيرا
[الحداثة في ميزان الإسلام, عوض القرني: 17ـ24]
لقد كانت المدارس الأولى للأدب العربي أمثال مدرسة الديوان ومدرسة
المهجر ومدرسة أبوللو بعد الاحتلال الأجنبي على الدول العربي تمثل
إرهاصا للفكر الحداثي الذي تبلورت اتجاهاته ومواضيعه على يد نازك
الملائكة وعبد الوهاب البياني وبدر شاكر وأحمد سعيد أدونيس