أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ذاكرة ضائعة

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 81
    المواضيع : 17
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي ذاكرة ضائعة

    ذاكرة ضائعة
    حاول أن يتذكر جيداً ما حدث ، أفكاره ما زالت مشوشة .. لقد قال الطبيب منذ قليل إنه يستطيع أن يمشي على قدميه مرة أخرى .. شهر كامل وهو يرقد في سرير المرض تحت العلاج .. جرح قدميه كان خطيراً .. ولكن الجرح الذي في عقله كان أخطر بكثير .. فإنه لا يتذكر أي شئ عما حدث بل لا يتذكر شيئاً عن حياته السابقه كلها ..
    قالوا إن المعركة كانت أكبر من إمكانياته .. بل مستحيلة بالنسبة إليه ، فهو لا يملك في بيته أي سلاح .. زوجته التي كانت تغط في نومها القلق قالت إنهم أوسعوه ضرباً كادوا أن يحطموا كل عظامه لم يرحموه وقف أمامهم كالأسد يدافع عن عرينه ولكنهم لم يمهلوه الوقت ..
    إنهالت طلقاتهم على باب البيت قامت زوجته فزعه حماها بجسده النصف عاري .. إنه لم يشترك في أي مقاومة ظل على الحياد ، ولا يظن إنهم سيصلون لبيته الريفي .. فهو بعيد عن العمران بكثير .. في كل صباح كان يقرأ الصحف .. سقط النظام القديم .. السادة القادمون سيرحمون البلاد من الحكم الفاسد .. لا يصدق .. ولكنه في نفس الوقت يرفض الإحتلال بعقله وكيانه .. ولكنه كان يخاف على أسرته الصغيرة ، وأحلامه القديمة ، قطعة الأرض التي يملكها .. كل ذلك فقده .. عقله يرفض التذكر .. ذهنه شارد في منطقة منعدمة الرؤية .. الضباب يلف كيانه كله ، بدأت المقاومة تزداد في بلدته المنعزلة .. لم ينضم إليها وقف موقف المتفرج اليقظ .. بلاغ كاذب لم يعرف من أين أتوابه .. ولكنهم أقتحموا بيته عند الفجر .. حطموا بوابته الرئيسية وأقتحموا سريره .. نزعوا زوجته من بين يديه .. عروها أمامه بكى حسرة وأصابعهم تداعب صدر زوجته في تلذذ بشع .. صرخ ، إزداد عبثهم جاثوا خلال جسد إمرأته .. تشبث بأقرب جندي إليه ركله الجندي في بطنه وهو يسبه .. إرهابيون .. واصل صراخه وأظافره تخمش وجه الجندي الذي صرخ بدوره وهو يضربه بظهر البندقية الآلية .. ثم إنهالت الضربات على رأسه بمنتهى الوحشية والعنف ..
    تلقى عدداً من الرصاصات في قدميه وضحكاتهم من حوله تتزايد .. المحررون يفكون قيود ذل الحكم القديم أين هم من الحاكم القديم بكل جبروته ؟ .. يحررون جسده من ذلك العبودية .. يمزقونه .. يحطمون عظامه .. خلايا مخه تئن تحت ضرباتهم .. يفقد عقله تركيزه .. تتلاشى ذاكرته ويسقط في بئر النسيان .. إنتهوا من تفتيش البيت ومن توغلهم القذر في جسد زوجته .. غاب عن الوعي أفاق إلى نفسه وهو يترنح إلى باب الحمام .. أسند زراعه إلى الحائط .. المستشفى يعج بالمصابين .. القدم الصناعي التي صنعوها من أجله في أوروبا لا تؤدي عملها بشكل كامل .. صوره تصدرت الصحف الأجنبية .. لقد تعطف الرئيس الأمريكي عليه بمنحه قدم جديدة .. المحررون يشكلون جسده الجديد .. يجب عليه أن يشعر بالإمتنان .. عقله يئن .. ومضات خاطفة تومض في عقله .. يحس بالإمتنان لجيش التحرير .. ثم يرفض كيانه ذلك الإمتنان الزائف .. يقف في شرفة المشفى يتطلع إلى الدمار حوله .. يفيق إلى نفسه .. يخلع القدم الصناعي ويقذفها بكل قوته من أعلى .. ودموعه تتساقط على وجنتيه ولا يستطيع التذكر ..

  2. #2
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي


    لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
    الأحداث الساخنة المتلاحقة
    في هذه القصة الضاربة في جذور الأحداث
    التي تعيشها الأمة
    جعلتني أعيش جواً
    صاخباً بالألم
    وكأنني أسمع طلقات رصاص ذاك الغاشم
    الذي لايرحم طفلاً شيخاً شرفاً ذاكرة
    ولم يوفر من بطشه وظلمه شيئاً
    جعلتني أنسى أن أرحب بك هنا
    في أول عملٍ أدبي لك
    في الواحة الغراء
    أهلاً وسهلاً بك أخي الفاضل
    محمد إبراهيم محروس
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    في واحتك بين أهلك وأصدقائك
    أنتظر مشاركاتك القيمة وردود المفيدة
    أختك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  3. #3
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام الله عليك ورحمته وبركاته

    تحية مطرّزة برحيق البنفسج

    الأخ المبدع محمد ابراهيـم،

    بدايةً اسمح لي بأن أقدّم لك ، احتفاءً وترحيبا بمقدمك الكريم، باقةً من الياسمين والندى ...
    قرأتُ قصتك التي كتبتَها بحرقة العربي الذي يسكنه الوجع والحزن على أمته، ومايحدث فيها من ظلم وأذىً..وتألمتُ كثيرا لما حدث لبطل قصتك، ماحدث للبيت الآمن الذي كان يظلُّه وزوجته، ماحدث لرفيقة دربه، ماحدث لأنفته.. قصة تتكرر يوميا بالأراضي السليبة، يكتبها المحتلّ بظلمه وجبروته..وتتكرر حتى في مواطن كثيرة..فهل ينسى ماحدث؟ لاأظنه يستطيع نسيان ذلك حتى وإن أرغم ذاكرته على تذكّر النسيان..فالجرح يبقـى محفورا كتلك الصور الدامية التي مرّ بها...
    وماأظن تلك الدموع التي تناثرت بين يديه، وهو يرمي بالقدم الصناعية، وهو يستفيق من حالة الصدمة...إلاّ تذكّرا مريرا لكل ما مرّ..حتى وإن أقنعَته ذاكرتُه بأنه لايستطيع التذكـر..

    فقط اسمح لي ببعض الخيوط التي هربتْ أثناء الكتابة بلوحة المفاتيح، مثل:
    (انهالت) طلقاتهم
    ( فزعة)
    ولا يظن (أنهم) سيصلون
    يرفض (الاحتلال)
    ولكنهم (اقتحموا) بيته
    (انتهوا) من تفتيش البيت
    أسند (ذراعه) إلى الحائط
    (القدم الصناعية)
    (بالامتنان) ..

    دمتَ رحيقا ويراعا للإبداع ..
    وبانتظار حروفك المكتوبة بـذاكرة الأمّة والإنسان..
    تقبّل مني ألف باقة من الورد والمطــر
    خالص التحايا والتقديــر والإعجاب

  4. #4
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    الأخ العزيز محمد محروس:
    بداية أود الترحيب بك في أول مرور لي على عالمك الذي يغريني بالمتابعة ، والواحة تسعد بك وبمشاركاتك ، وهذه القصة دليل واضح على قدرتك على امتلاك تقنيات القص باقتدار ، وقد أخذتني إلى عالم بطلك الذي يجسد الوجع .
    أعجبتني قصتك رغم أنني آخذ عليها سرديتها ومباشرتها ، وكان بإمكان قلم كقلمك أن يعتمد أسلوب التداعي حتى تصبح الأحداث أكثر عمقا ، ولعل مبدأ التداعي يسقط الأحاسيس على الأشياء التي تشارك الأبطال عالمهم بحلاوته ومرارته وتظهر قدرة الكاتب أكثر من السردية المباشرة .
    وأود أن أؤكد على أن علامات الترقيم تساهم في إيصال الفكرة ، وقد رأيتها وقد تفلتت من مكانها ، إلى جانب ما أشارت إليه أديبتنا الرائعة أسماء حرمة الله من هنات لغوية.
    سأمر دائما في عالمك الجميل ؛ فاسمح لي بالتوقف عند الجمال والمتعة.
    دمت مبدعا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 81
    المواضيع : 17
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    انه لفخر لى ان اكون وسطكم واتمنى من كل قلبى ان اكون عند حسن ظنكم الكريم وشكرا جدا لاهتمامكم الرائع بالادب واستقبالكم الرائع لى وشكرا للعزيزة زاهية المتألقة دائما لانها اكرمتنى بوجودى وسط منتداكم الرائع شكرا مرة اخرى مع خالص حبى وتقديرى_وشكرا للدكتورسلطان الحريرى وكلاماته الرائعة جزاك الله خيرا على عملك الرائع_وتحياتىللاستاذة_أسم اءحرمة اللهواقول لها جل من لايسهو شكرا لاهتمامك _وتحياتى الخالصة وامتنانى

المواضيع المتشابهه

  1. عذراء..ضائعة
    بواسطة جوتيار تمر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 104
    آخر مشاركة: 26-11-2009, 08:18 PM
  2. سيرة حب (مقاطع من قصائد ضائعة)
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 03-09-2009, 05:39 PM
  3. خريطة ضائعة
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-11-2007, 09:35 PM
  4. قصيدة شعرية ثائرة بعنوان (تســــــــــــــــــــــــــــــــــــاؤلات ضائعة)
    بواسطة سالم الشاعر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 25-12-2005, 09:04 PM
  5. تنهدات ضائعة
    بواسطة حبيبة الظلام في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-09-2005, 09:44 PM