لا تحسبن العلا نجما تراقبه
طول المدى أعين قد غرها السهر
أو نغمة تشتهي الأسماع مطلعها
دون القصائد لا طول ولا قصر
أو قينة قتلت باللهو عفتها
بين النذالى فأجلى سترها السمر
يا صبر أيوب إن الحزن يعصرني
حنقا على أمل أوصى به الحذر
قد ضاق ذرعا أنيس كنت أحسبه
والدهر لا يبتغي خلا فيعتذر
أبكي وأبكي زمانا قد مضى أسفا
على فراق أتى حينا به القدر
هذي سبيل جميع الناس تسلكها
يا قاصد الذنب أقصر فالهوى غرر
أفنى الردى خلقة للأرض قد ملكوا
كيف الخلاص وقد دانت له البشر
ختمت بالحمد في الأسحار مسألتي
في نزلة الخوف شيخا خانه النظر
هذي طباع نما بالشر منبتها
كذا وللبر طبع داؤها البطر
سكبت دمعا على ذنب سقى أسفي
ومن سوى الله أدعو والدنا سقر
دع المنى يحتسي خمر الأسى كمدا
فالأمس موعظة فاحت بها العبر
إن الذي زاده التسويف والأمل
لا النصح يرضى ولا بالخوف ينزجر
يا لائما في الورى حالا تقاسمه
شر النوائب إن العظم ينجبر
غبنا وغاب بالنهى دين يؤنبنا
والشر نار توارى خلفها الشرر
فاغفر إلهي ذنوبا ورثت حزنا
واجعل غدا بالتقى يحظى ويستطر
[/CENTER]