|
قالوا اقتربتَ، فهاج الروحُ و اضطربا |
و صفّق الصدرُ مما راعهُ طربا |
"أعاشقٌ"؟ قلتُ: لا، و الله ما "وجبَت" |
أبياتُ شعري لمن مالتْ لهُ أدبا |
ذاك الحنينُ الذي لم تهبُ جذوتُهُ |
عبر العصورِ، و لم يبرحْ لنا قُرَبا |
يا سيّدَ الناسِ، أهلا يومَ طلعتُكمْ |
مثلُ الخيالِ، و مرحى، عِمتَ مُنقلَبا |
حالت بفقدكمُ أيّامُنا فغدتْ |
سوداً، و ها قد أضاء الكونُ و اعتقَبا |
و العيشُ كم ظلّ مرّا -لو علمتَ بهِ- |
دهرَ الغيابِ، فها قد طِيبُه عَذُبا |
دع القوافيَ تجري دونما كلَفٍ |
كفى بدَفْقِ وريد القلب مُكتتَبا |
أطيرُ من قبل تمحيصٍ يهذّبُها |
كالطفلِ نحوكَ مسروراً بما كَتَبا |
يا حارسَ الدين، أنت الروحُ قد أرِزت |
إلى العباد، و في الأمصار -لا عجباً- |
تركتَ منّا نياطَ القلب داميةً |
يومَ ارتحلتَ، و وجهَ الأرض مكتئبا |
ها قد أتيتَ، فكفّ الدمع مبتسماً |
و لاقِ منّا جَناناً جُنّ أو قرُبا |
و زُفّ صنوكَ إني قد رأيتُ لهُ |
بشرى فخذها و أبشِرْ و اطرحِ الكُرَبا |
إلا الفراقَ، فآهٍ، كم بكيتُ لهُ |
و لاغترابكَ دون الخلّ يوم نَبَا |
أقبِلْ أبا الفضل، لا غاضت مجالسُنا |
منكمْ، و لا أغدقَ الدمعُ الذي انسكبا |
أمّا الأماني فبعدَ الشعر أُضمرُها |
حتى تُرفَّلَ في أثوابها قُشُبا |