نفثةُ مسافرٍ مَلول
تهشّمتْ كالزجاجِ أضلعُهُ واختلطتْ بالعجاجِ أدمعُهُ حينَ هوى كابيًا لمصرعِهِ فهل توانى أمْ حانَ مصرعُه؟ كم شاقَهُ الموتُ قبلُ مرتقِبًا وجاء إذْ خانَهُ توقُّعُهُ مِن قدَرٍ يلتجي إلى قدرٍ وللردى في الحالَينِ مرجعُهُ مسافرٌ مَلَّ طولَ رحلتِهِ ولم يزلْ رملُ التيهِ يسفعُهُ ظِلٌّ ونهمُ الهجيرِ يقضمُهُ فهل تقيهِ في آبَ إصبعُهُ؟ محدودبًا يسعى،ناءَ كاهلُهُ كأنّ أوزارَ الخَلقِ تقمعُهُ مقبرةٌ في أحشائهِ سكنتْ وكلُّ حُلْمٍ له يشيّعُهُ ربتْ همومٌ أعيتْ معالجَها مِن ورمٍ ضاعَ فيه مِبضعُهُ جراحُه كالأخدودِ غائرةٌ وإنّ رَثَّ الإهــــــابِ تـخــلــعُــهُ لكنهٌ قلبٌ ناغرٌ أبدًا كأن قاعَ المحيطِ منبعُهُ .... .... تمنّعتْ دنياهُ ولو بسَمتْ لَرامَ حصنًا مِ الحتفِ يمنعُهُ للموتِ طعمٌ يُغري تذوّقُهُ فإنْ دنا ساءهُ تجرّعُهُ هل صدقتْ للرحيلِ لوعتُهُ أم أنّ بؤْسَ الرجا يلوّعُهُ؟ غبراءُ ما قَرَّ ظهرُها سكنًا هيهات بطنُ الترابِ يُقنعُهُ.