انطلاقا من دراسة الدوائر العروضية , وبعد طرح موضوع الدائرة العروضية السادسة كان لي هذا البحث عن دائرة جديدة خاصة وأنني قرأت بعض أبيات شعر لا ترتبط بأي بحر معروف لدينا.
ونشرت ذلك في أحد المواقع وها أنا أعيد نشره هنا
تَرى الحاجاتِ حيرى إذا اعتلَّ الوزيرُ = ويُظلمُ كلُّ صقعٍ وتعتلُّ الأمورُ
ويبقى الناسُ كالركبِ ضلّوا وسطَ قفرٍ = وليسَ بهِ دليلٌ فيَهدي منْ يجورُ
وهي على الأكثر للأخفش الصغير.في مدح العباس بن الحسن
يقول عنها الإمام أبو الحسن العروضي في مخطوطته :
هذه الأبيات أصلها من الوافر والوافر أجزاءه :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
فعمد إلى مفاعلتن الأولى فجعل إلى جنبها فعولن , فأصبح الوافر على أربعة أجزاء.
مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن
ويجوز أنه جعل كل بيت من هذه القصيدة بيتين من المجتث كما فعل الناشئ الأكبرفي رده على الخليل.
وعارضه الإمام أبو الحسن العروضي بقصيدة من سبعين بيتا مطلعها :
أعاذلَتي سفاها أجدّ بكِ البكورُ= عذلتِ حليفَ وجدٍ لعذلكِ ما يحورُ
ووجهة نظري :
إن الوافر يتكون من تفعيلات ( مفاعلتن ) ثلاثة مرات في كل شطر , أما فعولن المستخدمة عروضا وضربا له فهي أصلها ( مفاعلتن ) ولا يمكن أن تأتي في حشو الوافر , وهو ما لم يجزه الخليل. أما ما قاله عن المجتث فهو يحتم شطر البيت إلى بيتين وهو ما لم يرد في القصيدة حيث ستختل العروض والضرب.
كما إن المجتث هو :
مستفعلن فاعلاتن ... مستفعلن فاعلاتن ( أو مفعولن )
والسبب أيضا إن الأخفش الصغير لم يضع البحر في دائرة معينة , وهو ادعى فقط أن هذا بحر جديد , لم يذكره الخليل , فاعترض عليه.
ولكن إذا اختبرنا البحر في دائرة عروضية وفقا لمبادئ الخليل فسيكون لدينا :
الدائرة العروضية السابعة
البحر الأول : ( وهو يستند إلى هاتين القصيدتين المذكورتين أعلاه )
مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن
ملاحظة : عند إدخال العصب على تفعيلة ( مفاعلتن ) لتكون ( مفاعيلن , يجب الإتيان بتفعيلة واحدة على الأقل غير مزاحفة لكي لا يختلط البحر بالبحر المستطيل.
البحر الثاني :
يتم فك السبب الخفيف من آخر الشطر لينقل إلى أوله فينتج :
لن مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعو
وبإعادة بناء التفعيلات يكون :
فاعلن متفاعلن فاعلن متفاعلن
عند إدخال زحاف الإضمار على ( متفاعلن ) يجب المحافظة على تفعيلة صحيحة واحدة على الأقل لكي لا يختلط بالبحر المديد :
فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن
والذي يمكن إعادة كتابته العروضية :
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
البحر الثالث :
يتم فك الوتد المجموع من آخر الشطر ونقله إلى أوله فينتج :
علن فاعلن متفاعلن فاعلن متفا
وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :
فعولن مفاعلتن فعولن مفاعلتن
وهنا أيضا يتم ملاحظة الزحاف الجائز في ( مفاعلتن ) وهو زحاف العصب لتصبح ( مفاعيلن ) , يجب الإتيان بتفعيلة واحدة على الأقل سليمة من الزحاف لكي لا يختلط البحر مع بحر الطويل , إذا اعتمدنا نفس العروض والضرب كما في الطويل.
البحر الرابع :
يتم فك السبب الخفيف من آخر الشطر ونقل إلى أوله فينتج :
تن فعولن مفاعلتن فعولن مفاعل
وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :
فاعلاتن مفاعلتن فعولن مفاعل
ولأن آخر السبب الثقيل في ( مفاعلُ ) متحرك , ولا يجوز الوقوف على متحرك , يتم تسكينه , فينتج :
فاعلاتن مفاعلتن فعولن فعولن
( لوحظ إن الخليل أهمل هذا الفك بسبب الإبقاء على سبب ثقيل في آخر الشطر ) كما هو الحال في دائرته الثانية التي جمعت الوافر والكامل.
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
وأهمل :
تن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلَ
والذي يمكن أن يكون :
فاعلن متفاعلن متفاعلاتن .
البحر الخامس
يتم فك ( السبب الثقيل ) من آخر الشطر ونقله إلى أوله فينتج :
علتن فعولن مفاعلتن فعولن مفا
وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :
متفاعلن فاعلن متفاعلن فاعلن
ولاختبار اكتمال الدائرة , يتم فك الوتد المجموع من آخر الشطر ونقله إلى أوله فينتج :
علن متفاعلن فاعلن متفاعلن فا
وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :
مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن
وهو البحر الأول في هذه الدائرة.
بعض أمثلة مما ورد في قصائد الشعراء المحدثين :
البحر الخامس , لكونه مشابها للبسيط عدا اختلاف تفعيلة ( مستفعلن – متفاعلن ) ولو اعتمدنا نفس القوانين والزحافات الجائزة فيه :
يقول الشاعر عارف عاصي
يا أمة َ الخير كم سُفُنـي بأبْحُرِكُـم
مَخَرَت ْ فكنتم لها شطـا ً لمرساتـي
ووزنه :
مستفعلن فاعلن متفاعلن فعِلن ... متفاعلن فاعلن مستفعلن فعْلن
ويقول الشاعر د. أحمد
إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا
جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
ووزنه :
متفعلن فعِلن متفاعلن فعِلن
مستفعلن فعِلن مستفعلن فعِلن