|
طَالَ الْغِيَابُ ، فَأَيْنَ البَرْقُ وَ الْمَـــــطَرُ |
|
|
وَظَامِئُ النَّبْتِ يَبْكِــي مَا لَهُ وَتَرُ؟ |
وهلْ مُنى بَزَغَتْ فِي غِيْرِ مَـوعِدنا |
|
|
وَحَلَّقَتْ حَيْثُ طَابَ الْمَكْثُ وَالسَّفَرٌ؟ |
وَحَيْثُ أَنْظُرُ لاَ زَهْرٌ وَلاَ عِنَبٌ |
|
|
وَلاَ لِمَنْ أشْتَـــــــــــــــــــــهِي نُورٌ وَلاَ أَثَرُ |
وَلاَ مَجِيءُ نَهَارٍ كِيْ يُبَشِّرَنِي |
|
|
بِمَا أُرِيدُ ، وَ لاَ عَنْهَا أَتَى خَبَـــــــــــــــــرُ |
وهَا أَنَا قَلِقٌ مِنْ ذَاكَ ، مُنْزَعِجٌ |
|
|
وَلَيْسَ لِلشَّوْقِ شُطْـــــــــــــآنٌ وَلاَ جُزُرُ |
وكَيْفَ لاَ وَهْيَ رُوحٌ قَدْ سَقَتْ فَرَحًا |
|
|
وَهْيَ الْبَقَاءُ إِذَا لَمْ يُورِقِ الشَّجَـــرُ |
وهَلْ كَثَغْرِ مُنَى في الكَوْن مُبْتسِم |
|
|
وَ هَلْ كَمِثْلِ مُنَى فِي روْضِنَابَـشَرُ؟ |
وَكُلُّ أيَّامِهَا فِي مَا مَضَى عَسَلٌ |
|
|
وَكُلُّ أَجْوَائِهَا مِنْ حُبِّهَا مَطَـــــــــــــــرُ |
وَكَانَ يَوْمًا رَبِيعٌ زَانَ حُلَّتَنَا |
|
|
وَضَاءَ مَوْعِـــــــــــــــــــــــــــدَنَا كَمْ مَرَّةٍ قَمَرُ |
وَجَاءَ يَوْمٌ بَكَتْ فِيهِ مَوَاسِمُنَا |
|
|
وَ لاَسِوَاهُ لِأَهْلِ الْعِــــــــــــشْقِ مَا ذَكَرُوا |
بَلْ ذَاكَ مَا نَقَشُوا مِمَّا غَدَا طَلَلاً |
|
|
وَرَاحَ يُبْديهِ حَرْفُ الْجُرْحِ وَالْحَـــــــــجَرُ |
فَهَلْ بِنَا بَعْدَ شَوْقٍ أَهْلُنا رَأَفُوا؟ |
|
|
أَمْ أَنَّهُمْ وَسْط أَشْــــــــوَاكٍ بِنَا غَدَرُوا؟ |
طَالَ الْغِيَابُ ، وَضَاعَ الضَّوْءُ لَيْلَ دُجًى |
|
|
وَأَيْنَ بَدْرُ مُنى وَالسِّــــحْرُوَ الدُّرَرُ؟ |
وَأَيْنَ تِلْكَ الْبَسَاتِينُ الَّتِي نَضَجَتْ |
|
|
وَشَدَّ مَن جَاءَ ذَاكَ الْفَيْءُ وَ الثَّمَـــرُ؟ |
هَلْ لِلْهَوَى عَوْدَةٌ تَغْتَالُ خَاتِمَةً |
|
|
وَلَيْسَ مِنْ كِبَرٍ، بَلْ يُزْهِرُ الصِّغَـــــــــــرُ |
وَأَلْفُ أُغْنِيَةٍ تَخْتَالُ فِي طَرَبٍ |
|
|
وَنَحْنُ نَــــــــــــمْضِي فَلاَ حُـزْنٌ وَ لاَ كَدَرُ |
لَكِنَّهَا اللَّذَّةُ الْكُبْرَى وَلاَ أَلَمٌ |
|
|
وَقَدْ تَبَسَّمَ ذَاكَ الْــــــــــــــــــــحُبُّ وَ الْقَدَرُ |