أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 77

الموضوع: الدائرة العروضية السادسة ( دائرة مستحدثة ) ما رأيكم ؟

  1. #21
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس مشاهدة المشاركة
    أخوتنا الكرام
    أرى أن الخوض في دوائر جديدة علم نظري يجب أن ينطلق من علم تطبيقي مسبق ، بمعنى أن توجد أشعار عمودية جميلة لا تنتمي بتحليلها لأحد بحور الخليل ، ومن بعدها سيكون الحكم على دوائر بحورها ، (كما فعل الخليل ) لأن الشعر علم تطبيقي قبل أن يكون نظرياً ، وخاصة أن واضعها شاعر ، والإقناع سيكون برؤية النتاج الذي ننتظره ليقتنع الشعراء بيسر القرض على هذه الدوائر. لأن الدوائر الجديدة تفترض شروطاً جديدة غير التي وضعها الخليل حول جوازات الزحافات والعلل.
    وكما يقال التجربة أكبر برهان، فهل التجربة سهلة على هذه البحور.
    هدانا الله لما هو أصلح ، وفقكم الله جميعاً
    الأخ العزيز الدكتور ضياء الدين
    أشكرك كثيرا لردك , وأنا أتفق معك في أن الشعر هو أساس علم العروض وليس العكس , وأنا أتفق معك أن أي بحر يطرح لابد أن يكون له تطبيق.
    والبحر الذي كان مدار البحث هو قصيدة الأخ محمد السحار والتي كانت على بحر لك تتضمنه بحور الفراهيدي , وبعد بحث وضعناه بدائرة عروضية جديدة أنتجت خمسة بحور , أخدها بحر السحار والذي اعتمده في قصيدته. إذن جاء البحر بعد أن جاءت القصيدة وجاءت الدائرة بعد أن جاء البحر.
    وأنا أتفق معك في أن البحور يجب أن تخضع للتجربة , والتي يمكن أن ينتج عنها استبعاد لبحر معين أو أكثر من بحر , وهذا ليس جديدا فقد استبعد الفراهيدي بحورا معينة من دوائره ولا أريد الخوض في أسباب ذلك حاليا. كما أن التجربة ستحدد ما يحتاج البحر من زخافات أو تغييرات في العروض والضروب أو التجزئة والشطر.
    أما ما تفضلت به أن الدوائر الجديدة قد تفترض شروطا جديدة غير التي وضعها الفراهيدي , فهذا أنا لا أتفق به معكم . أن ما يدخل الشعر من زحافات هي فقط في ثواني الأسباب وأنا لم أضف على ذلك شيئا أو خرجت عن قواعد الفراهيدي , وإن اضطررت في أي بحر لذلك فسأستبعد البحر وأهمله.
    وأن كنا نتحدث عن التجارب فالتجربة الأولى أمامنا ( ياساكن الفؤاد ) للشاعر محمد السحار , وبإذنه تعالى نجرب النظم على بحور أخرى.

    أما الدائرة السابعة فهي أصلا اعتمدت على أبيات شعر قديمة ...

    تحياتي وتقديري

  2. #22
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    كما وعدت هاهنا نظم على البحر الأول

    لست للفراهيدي معارضا



    يا حَبيبَ قَلبي وَالقَلبُ فيَّ ثائرُ
    خذْ حُروفَ شِعري, هاجَتْ بها المَشاعرُ
    عاشِقٌ أنا, في قَلبي حَنينُ شاعرٍ
    للعِراقِ أشدوْ وَالجُرْحُ فيَّ غائرُ
    يا عِراقُ , أشْواقي ذا الفُراتُ " بَحرُها "
    للحَبيبِ أشعارٌ , كَنْزُها " الدَّوائرُ "
    أنتَ للحَضاراتِ تاجُها, وَمنْبَعٌ
    للعُلومِ ,أمْجادٌ تَشْهَدُ المَآثرُ
    يا عِراقُ , إبداعِي كُنْ لهُ مَنارةً
    مِنْ هَواكَ ذا يَسمو شاعرٌ وثائرُ
    ثَورَتي عَلى حُكّامِ الخَنا تَفجّرتْ
    إنّني عَلى خَطْواتِ الحُسَينِ سائِرُ
    فَانتَفِضْ عَلى حُكمٍ ظالِمِ وَفاسِقِ
    إنَّ ربَّكَ الأَعْلى لِلْعِراقِ ناصِِرُ
    لَيتَ مَنْ هَجا َنقداً لاجْتِهادِ شاعرٍ
    يَقتَفي خُطانا, يا ناقِدي, يُناصِرُ
    لا تَقلْ بُحوري قدْ حطَّمتْ قَواعِداً
    للخَليلِ, إنّي يا صاحِبي مُثابرُ
    مِنْ يقولُ , بَحرٌ أوتادُهُ تَجمَّعتْ
    والزِّحافُ صَعْبٌ, ذو عِلّةٍ, مُغايرُ
    والجَوابُ , بَحريْ أوتادُهُ تَفرَّقتْ
    منْ جَميلِ أقوالي بَحرُها جَواهرُ
    ثُمَّ فيهِ أسْبابٌ قَبضُها وَكَفُّها
    جائزٌ , وَلَمْ يُمنَعْ فِعْلُها المُباشرُ
    هذهِ قَوافي الشِّعْرِ الّتي نَظَمتُها
    يا تُرى بِها عَيْبٌ, أمْ بِها كَواسِرُ ؟
    لَستُ لِلْفَراهيديْ شاعراً مُعارضاً
    إنَّما عَلى نهجٍ بالعَروضِ قادِرُ
    فاعِ لُنْ مَفاعيلُنْ ضَربُها مُفاعِلُنْ
    فاعِ لُنْ مَفاعيلُنْ لَحْنُها لَهادِرُ
    التعديل الأخير تم بواسطة عادل العاني ; 06-04-2022 الساعة 01:35 AM

  3. #23
    الصورة الرمزية محمد سمير السحار شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,014
    المواضيع : 144
    الردود : 2014
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    وهذه القصيدة تطبيق عملي على أحد بحور هذه الدائرة

    فعولن مستفع لن فعولن مستفع لن
    فعولن مستفع لن فعولن مستفع لن


    أَنَا الشَّاعِرُ الَّذِي تَغَنَّى ,لَمْ يَعْتَدِ
    وَمَذْهَبِي مَذْهَبُ الخَلِيلِ يَا سَيِّدِي

    وَلَيْسَ القَصِيدُ وَجْبَةً قَدْ نَخْتَارُهَا
    وَلَكِنَّ الشَّعْرَ ثَوْبُ إِحْسَاسٍ نَرْتَدِيْ

    فَاَيُّ بَحْرٍ نَقُودُ فِيهِ أَهْلاً بِهِ
    طَرِيقِي هَذا لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَدِيْ

    فَإِنْ أَخْطَاَنَا بِغَيْرِ عَمْدٍ قَدْ نَلْتَقِي
    إِلَى الخَيْرِ دَائِماً نُرِيدُ أَنْ نَهْتَدِيْ

    دَعُوا العَقْلَ يُطْلِقُ العِنَانَ فِي فِكْرِهِ
    وَلا تَكُونُوا كَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَعْتَدِيْ

    تَقَدَّمَ الغَرْبُ عِنْدَمَا بِالعِلْمِ اعْتَنَى
    وَمَا كَانَ الجَهْلُ لِلضَّعيفِ بِالمُنْجِدِ

    إِذَا مَا الإِيمَانُ سَادَ فِينَا يَا سَيِّدِي
    غَدَا شَرْعُ اللهِ لِلعِبَادِ بِالمُرْشِدِ

    محمد سمير السحار
    2011-07-25
    إلى الشَّامِ أَرْنو بِعيْنٍ وأُرْنو
    إلى القُدْسِ بالشَّامِ فالشَّامُ عَيْني

  4. #24
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حتى أكون دقيقا وأربط الزحافات بهذا البحر لكي لا تظهر انتقادات معينة عن الزحافات الجائزة وغير الجائزة ولكي لا يلتبس الأمر في هذا البحر مع البحور الأخرى بالرغم أنني ما ذكرت زحافي الخبن والطي إلا كتعريف بأن ما جاز في البحور المعروفة جائز هنا في هذه الدائرة التي نتج عنها هذا البحر.

    لذا سأغير هذا البيت إلى :

    ثُمَّ فيهِ أسْبابٌ خَبْنُها وَطَيُّها
    جائزٌ , وَلَمْ يُمنَعْ فِعْلُها المُباشرُ

    إلى

    ثُمَّ فيهِ أسْبابٌ قَبْضُها و كَفٌّها
    جائزٌ , وَلَمْ يُمنَعْ فِعْلُها المُباشرُ

    والقبض هو حذف الخامس الساكن والذي يمكن أن يصيب تفعيلة ( فاع لن ) لتصبح ( فاع ل ) وتفعيلة ( مفاعيلن ) لتصبح ( مفاعلن )

    والكف هو حذف السابع الساكن في تفعيلة ( مفاعيلن ) لتصبح ( مفاعيل )


    تحياتي وتقديري

  5. #25
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    الزحافات التي ذكرتها هي نفسها الزحافات الجائزة في البحر الطويل.

    أما الحذف وهو حذف سبب خفيف من آخر التفعيلة فيمكن أن يكون في الضرب لتصبح ( فعولن ) كما في الطويل ويصبح وزن البحر في هذا الضرب حينها:

    فاع لن مفاعيلن فاع لن مفاعلن ... فاع لن مفاعيلن فاع لن فعولن

    تحياتي وتقديري

  6. #26
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنقل أدناه رد الأستاذ خشان , وكنت أتمنى أن يتواجد معنا في الواحة لنتبادل وجهات النظر لأهمية الموضوع , لكنه ارتأى على ما يبدو أن ينقل حواراتنا لمنتدى العروض. ولأنني سأرد على ما تفضل به الأستاذ خشان هنا , ولكي تتكون فكرة واضحة للمتابعين.
    رد الأستاذ خشان :
    ................................

    الحوار مفيد ما دام موضوعيا.

    لمست لدى أستاذي عادل العاني آراء تستحق الاهتمام ومن شأن الحوار حولها أن يكون حافزا للتأمل في علم العروض. وشجعني ما لمست لديه من نبل وخلق حميد فله الشكر.


    أصل الحوار حول شعر سائغ على مجزوء الرجز كتبه الأستاذ محمد السحار


    يَـا سَاكـنَ الفـؤَادِ أَرْجـوكَ لا تُـعَـادِ
    دَعْ مَا بَـدا جُحـوداً مَا زلْتُ فـي ودادي
    أَنْـتَ الهُيَـامُ منّـي وَالسحْرُ أَنتَ عُمْري
    رَقَّ الفُـؤَادُ قَلْـبـي وَالشَوقُ مَنْ يُنَـادي

    ثم قام بدمج كل شطرين في شطر واحد ليكونا [ بحرا جديدا ] وزن شكره مستفعلن فعولن مستفعلن فعولن ضمن [ دائرة جديدة ] ليصبح النص :

    يَا سَاكنَ الفؤَادِ أَرْجوكَ لا تُعَادِ دَعْ مَا بَدا جُحوداً مَا زلْتُ في ودادي
    أَنْتَ الهُيَامُ منّي وَالسحْرُ أَنتَ عُمْري رَقَّ الفُؤَادُ قَلْبي وَالشَوقُ مَنْ يُنَادي

    وقال إنه يحذو حذو الخليل فالبسيط ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ) وهو وضع ( فعولن ) مكان ( فاعلن )

    كان رأيي أن هذا خروج من (العروض) إلى (علم العروض) وهذا يقتضي معرفة منهج الخليل. وخلاصة رأيي أن هذا إفسادا للذائقة العربية وليس تطويرا لها.

    ثم دخل أستاذي عادل العاني بهذه المداخلة القيمة . وكما أفعل في المواضيع الطويلة أبدأ بما تيسر وأعود بين الفينة والأخرى لاستكمال ما استطيع .

    ما قاله أستاذي عادل وضعته باللون الأحمر.



    الأخ العزيز والأستاذ خشان

    أشكركم لردكم المفصل واسمح لي أن أبين وجهة نظري:
    ........................
    شكرا لك أخي وأستاذي الكريم، أرى فيما تفضلت به في ردك الكريم هذا مجالا جيدا للحوار بشكل أكثر مرونة وأكثر وضوحا للقارئ . سأعمد إلى تجاهل الرقمي كلية في ردي ليكون رأيانا واضحين للجميع.
    ...............................ز
    أولا وقبل الدخول في التفاصيل أقول لأخي لا داعي للإعتذار فما حصل قد حصل , وبسبب عدم تواجدي كُتبت ألفاظ بعيدة عن أسلوب المحاورة المنطقي وأدلى بعضهم بدلوه مستغلا هذه الفرصة, وهذا أيضا لا يهم لأن الهدف أسمى من كل شيء.
    ......................
    شكرا لنبلك وسعة صدرك وكريم خلقك وحسن ظنك.

    **

    أخي العزيز

    أنا حينما قلت أن الفراهيدي لم يكن شاعرا ليس انتقاصا منه , لكنني أردت أن أوصل الفكرة أن الفراهيدي وضع العروض استنادا لأشعار كانت قبله يعقود أو حتى قرون. هو لم يكن شاعرا لكن الله أعطاه موهبة معينة لوضع قواعد العروض وليكتشف ما اعتمدته العرب في نظم الشعر وما كانت الأذن العربية تستسيغه.
    ....................
    نحن متفقان في هذا تماما

    **
    .......................
    أما ما تفضلت به نقلا عن آخرين وبيان وجهات نظر تتضمن ضمنا أن أي اجتهاد هو خروج عن نهج الفراهيدي وهذا ما لم أتطرق إليه
    ......................
    حسنا

    **
    ........................
    . الإجتهاد في علم العروض كان اعتمادا على تفعيلات الفراهيدي واعتمادا على الأسلوب الهندسي الذي وضعه في استنباط دوائره الخمسة. وهنا أشير إلى أنه أهمل بحورا ظهرت عنده في الدوائر واشترط في بعض البحور استخدام المجزوء أو عروضات أصابتها العلة.
    .....................................
    كل ذلك وصف صحيح لواقع شعورك لما قمت به. ولكن وجهة نظري الناجمة عن إحساسي العميق بعروض الخليل تجعلني أخالفك الرأي. وأستميحك العذر في اللجوء للتشبيه لبيان موقفي. وأنا واثق أنك لن تحمله على أي محمل آخر. سأقدم فقرتك مع تحويرها لتوضيح صورة أراها مناظرة لها في مجال آخر. أراها كما لو قال أحدهم ولنطلق عليه اسم ( فلان) وقد قام فلان بتأليف قاموس جديد ضمّنه جذورا جديدة لم ترد في قواميس العربية ولا سواها. يقول فلان:

    ." الإجتهاد في معجمي الجديد كان اعتمادا على معجم العين الذي وضعه الفراهيدي واعتمادا على الأسلوب الرياضي الذي وضعه في احصاء جذور الكلمات. وهنا أشير إلى أنه أهمل أغلب الألفاظ الواردة في الجذور التي أحصاها والبالغ عددها 12,305,412 "

    **
    ......................
    وهنا لي رأي فإن هذا التحديد يمكن أن يكون سببا في إسقاط كثير من الشعر العربي الذي لم يصلنا , كما أن هناك شواهد على وجود أشعار على ما أهمله الفراهيدي. وهذا أيضا ليس انتقاصا من الفراهيدي لكنني وحسب رأيي المتواضع أنه أهمل بحورا أو جاء باشتراطات قد تكون بسبب قلة ما جمعه من أشعار على تلك البحور. أما موضوع التفعيلات فأنا لم أطرح تفعيلات جديدة بل اعتمدت على تفعيلات الفراهيدي وسأتحدث عن ذلك لاحقا.
    .......................
    سأكتفي بما يقوله (فلان) فيما يخص الفقرة أعلاه شارحا مزايا قاموسه الجديد الذي ضمّنه جذورا جديدة لم ترد في قواميس العربية أو سواها. يقول فلان :

    " وهنا لي رأي فإن هذا التحديد للجذور المستعملة في العربية يمكن أن يكون سببا في إسقاط كثير من الألفاظ العربية العربي التي لم تصلنا , كما أن هناك شواهد على وجود الفاظ أهملها الفراهيدي. وهذا أيضا ليس انتقاصا من الفراهيدي لكنني وحسب رأيي المتواضع أنه أهمل ألفاظا أو جاء باشتراطات قد تكون بسبب قلة ما جمعه من ألفاظ العرب. أما موضوع تقليب الأحرف لاستنباط الألفاظ فأنا لم أطرح تقليبات جديدة بل اعتمدت على تقليبات الفراهيدي وسأتحدث عن ذلك لاحقا"




    .....................
    ثانيا : تقول أستاذنا الكريم " من حيث أقف أرى أن الذائقة العربية محكومة ببرنامج رياضي صارم برهنت على وجوده. وللخليل فضل كشفه..

    لم يوجد الخليل هذه البحور وإنما اكتشفها كما اكتشف ماندلييف العناصر"



    وأنا هنا أختلف معك فالذائقة العربية لم تقع ضمن تحكم برنامج رياضي صارم بل على موسيقية التفعيلات والبناء الشعري ,
    .............................
    يفيد قولك وجود تناقض بين موسيقية التفعيلات والبناء الشعري والرياضيات . الرياضيات هي الترجمة الحقيقية للموسيقى والبناء الشعري. أنظر ما يقوله أحدهم في هذا الصدد :" ثمّة عدة وشائج خلابة بين الإيقاع الموسيقي والرياضيات، ومن أكثر الاكتشافات إثارة ذاك الذي توصلت إليه سنة 2004 اي بعد سنتين من تلمس الإيقاع الموسيقي من وجهة النظر الرياضية، وهو أن إقليدس قام قبل 2300 سنة ذكر في اقتراحه الثاني من كتابه السابع لغرض حساب القاسم المشترك الأعظم بين رقمين كيفية توليد كل الإيقاعات المهمة المستعملة في جميع أنحاء العالم. والرقمان المعنيان يقومان بدور عدد النقرات المسموعة كما فترات الصمت في إيقاع دوري."

    ***

    والتي أدت إلى اكتشاف الفراهيدي للعروض ودوائره وقواعده , والتي أدت لاحقا أيضا لوضع العروض الرقمي والذي بني بناء حديديا على ما اكتشفه وأطره الفراهيدي ولا أعتقد أن الرقمي أضاف جديدا على ما اكتشفه الفراهيدي وهو لم يكن بحاجة لبرهان رياضي , وهذا البناء الرياضي الصارم لا يسمج حتما بأي اجتهاد , وهنا أختلف معكم.
    ..........................
    قرأت قولك أنك لم تدرس الرقمي ولن تدرسه. وها أنت تصدر حكما عليه.

    شرط صحة الرقمي أن تتفق نتائجه مع عروض الخليل. الرقمي كالتفاعيل كلاهما يصفان عروض الخليل. التفاعيل وصفا تجسيديا جزئيا تطبيقيا والرقمي يصف منهجية الخليل وتفكيره. ويغني في هذا الصدد ما كتبته أستاذتي ثناء صالح – مع تحفظي على ما تنسبه لي من فضل الخليل أولى به مني . تقول أستاذتي ثناء وهي درست الرقمي وتبحرت فيه :

    " لو كان الأستاذ خشان خشان أستاذا في إحدى كليات الآداب والعلوم الإنسانية في هذا الوطن الذي يجيد إعطاب عقول أبنائه بالتجاهل وعدم الاكتراث ، فربما حلّت المشكلة ووجد هذا العلم بعد ولادته من يرعاه ويسهر على نموه وتأمين احتياجاته . ولكن المشكلة أن الأكاديميين لا ينظرون خارج أسوار الجامعات ليروه وهو يقف قرب البوابات بانتظار أن ترف عيونهم باتجاهه على أمل أن يحضنوه ويفوه حقوقه الشرعية التي يجدر بهم الاعتراف بها "
    من حيث المبدأ يمكن أن يكون أي من القولين صحيحا أو خطأ، ولكن التناقض التام بين قولك وقولها مدعاة لكل ذي لب يتوخى الحكم العادل ليدرس الرقمي ويقرر ما يراه في قوليكما.
    ...........................
    واتفق معكم أن الفراهيدي لم يوجد البحور بل اكتشفها , وهنا أيضا لي وقفة فهو اعتمد على ما وضعه استنادا للأشعار التي بين يديه واسقط كل ما خرج عما توصل إليه وأهمل بحورا لقلة النظم عليها , وهذا حرمنا من استخدامها حاليا , وأنا لا اتفق مع هذا المبدأ.
    .......................
    في هذا المجال يعرض قولان

    1- قولي : ما أقره الخليل من بحور له قوانين عامة تنفي خروج أي وزن عليها
    2- قولك : القوانين العامة التي اشتقها الخليل لوصف وزن الشعر العربي لا تصلح مقياسا لأنه أهمل البحور التي قل نظم العرب عليها.
    لنفترض أن ما نقوله صحيح . فلتعديل عروض الخليل ينبغي أن نحضر تلك البحور ونضعها على طاولة البحث . لنجيب على الأسئلة التالية : أين هي البحور التي أهملها الخليل؟ إن كان حديثنا عن نتف من الشعر ، فهل هي حقا بحور ؟ ما هي نسبتها نصف في المليون ؟ واحد في المليون؟ ما صحة روايتها؟ كم منها خارج حقا عن بحور الخليل ؟ وكم منها لم يخرج عن بحور الخليل؟ ولكن شابها اضطراب لسبب أو آخر وأشهرها معلقة عبيد بن الأبرص . بعد الإحاطة بأجوبة لتلك الأسئلة إن تبين أن هناك بحورا أهملها الخليل يتم مراجعة منهج الخليل لتطويره أو استبدال غيره به ليتسع العروض المعدل أو العروض الجديد لتلك البحور. أي أننا نعالج المنهج تعديلا أو استبداليا بمنهجية، وليس عشوائيا بحيث يتم فتحه على مصراعيه ليتسع لما هب ودب من الأوزان بل والدوائر مثل لخبوطتي ودائرتها التي تحوي تسعة لخابيط .

    أقول كل ذلك جدلا رغم قناعتي بأن لا جدول ضرب جديد، ولا عناصر في الطبيعة جديدة، ولا بحور عربية خارج الخليل. ثم هل ضاقت البحور الواضحة الصريحة عن إبداعنا لنتفتش عن سواها مما أقل ما يقال فيه أنه ( مختلف عليه ).

    مما يكتب من الشعر في المنتديات سيء المضمون أو لا مضمون له ويكتظ بالأخطاء اللغوية والنحوية وخلط الفصيح بالعامي وربما دعت الضرورة لنبحث له عن شكل شعري يناسبه وفي هذه الحالة فقط سأكون معك لنبحث له عما يمكن أن نسميه ( بحور اللخابيط )
    ........................
    العرب قالت الشعر في العصر الجاهلي , والفراهيدي أطّر قواعده بعد ذلك بقرون والعرب كانت لا تتعدى مئات الآلاف أو بعض ملايين , أما اليوم فالعرب هم عشرات الملايين إن لم نقل مئات ,
    ..........................
    صدقت أستاذي، لكن أرجو أن تلاحظ أن أحدا من عرب الجاهلية لم ينصب الفاعل. وحتى عندما قعّد الخليل الشعر ( اكتشف قواعده) كان عدد العرب أقل من الآن بكثير، وقد وضعه لحماية ذوق العرب الناتج من اختلاطهم بغيرهم الأمر الذي قد يجعلهم يسيغون بذائقتهم بل بذوائقهم ما لم تسغه ذائقة آبائهم وأجدادهم النقية. أنظر الآن إلى مدى اختلاطنا بالأمم الأخرى، وإلى الفساد الشائع في اللغة نحوا وصياغة وسوى ذلك. زيادة عدد العرب وانتقالهم إلى مساحات شاسعة وشدة اختلاطهم بسواهم وهبوط مستوى اللغة في جل وسائل الإعلام، ناهيك عن استفحال العامية، أليس كذل ذلك يستدعي التمسك بشكل أكثر بما قعّده الخليل في العروض والنحو. ثم هل زيادة عدد العرب قد اقترنت في عصرنا الحديث بالتوجهات الإيجابية في كل أمر أم هي تقترن بما تعرف وأعرف وترى وأرى ؟ ألا ترى أن هذه الكثرة ( التي ربما ظللها وصف الغثاء ) حجة معك بل هي ضدك.

    ولي إلى الرد على بقية الفقرات عودة بإذن الله
    ............................
    وإن كنا نتحدث عن مئات الشعراء أو حتى آلاف الشعراء في السابق , نتحدث الآن عن مئات الآلاف من الشعراء , وقواعد الشعر العربي بحاجة لإعادة نظر , فكما اجتهدنا وأجزنا الشعر الحر علينا أن نعيد النظر فيما أهمله الفراهيدي , وهو لم يهمله عن قصد بل لربما بسبب قلة ما نظم عليه. وهذا سيتيح مجالا أوسع لنظم الشعر وتنوع بحوره وإبداعاته.



    ثالثا : تقول أستاذنا الكريم

    "أنت لا تقف وحدك أستاذي ثمة تيار جارف أنت صنعت دائرتين . د. الكرباسي صنع العديد من الدوائر وجعل البحور 209

    وغيره وغيره وغيره.

    من شاء من القراء أن يعرف مدى هذه الذوائق التي يتم تصنيعها فليطلع على الروابط التالية "



    واسمح لي هنا فأنا قد مسحت هذه الروابط لأن ما يهمني هو موضوعنا الأساس ولا يهمني ما تسميه ( تخبيص ) في استنباط دوائر أخرى. وأنا حقا يسعدني أن ( أخبص ) لأكتشف دوائر عروضية تعتمد أسلوب الفراهيدي في ( تدوير البحور)

    وتعتمد على تفعيلات الشعر العربي ولن أقول تفعيلات الفراهيدي لأنها موجودة قبله. كما لا أتفق معك وأنت ترمي الآخرين بجهلهم بعروض الفراهيدي فهم اجتهدوا والإجتهاد ليس محرما , وقد يكونوا أصابوا أو أخطأوا لأنه حتى الفراهيدي في زمانه أو ما بعده كان هناك من يعارضه , ولن أصف من عارضه بالجاهل بل سأقول اجتهد وأصاب أو أخطا وفقا لما عرضه. وحتى هذا الحكم هو رأي شخصي لا يجوز أن أعممه لأنه لا يوجد منا من هو مخول بذلك ويحق له إطلاق مثل هذه الأحكام.



    رابعا :

    تتحدث أخي العزيز عن العروض الرقمي , ( وأنا حقيقة لا أفهمه ولم ولن أحاول أن أفهمه ) لأنني أفهم منهج الفراهيدي فهما جيدا وواثق مما وضعه والذي لا يحتاج عندي إلى برهان رياضي. وأنا لم أقل للفراهيدي أنت لا تفهم بتفاعيلك بل اعتمدت تفاعيله واجتهدت والإجتهاد ليس ( محرما ) مادام يضيف قدرات جديدة للشعر العربي وبحوره استنادا إلى قواعد الفراهيدي وتفعيلات الشعر العربي وموسيقاه , ولن أقول ( أرقامه ) لأن العرب لم تنظم الشعر على وقع ( أرقام)

    بل اعتمد ذلك على ما تستسيغه العرب , فكما نظموا على المتدارك أو الخبب وأسموه وقع حوافر الفرس أو جرس الكنيسة , وأذكر أول من نظم عليه هو الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) واستخدم وزن ( فعلن فعلن فعلن فعلن ) وهذا مثبت في كثير من مراجع العروض وانت تعرف جيدا من أضاف المتدارك.



    خامسا:

    تحدثت أخي العزيز عن قواعد للعروض والشعر العربي وهنا اسمح لي بما يلي :



    يا أستاذي لا يمكن أن يجتمع في العروض العربي وتدان أصيلان هذه ألف باء "

    يا أستاذي لا يمكن أن يرد وتد مفروق أو المقاطع ( 2 2 2 ) في حشو أية دائرة غير دائرة المشتبه هذه ألف باء

    يا أستاذي لا يمكن أن تحصل علة في حشو أي بحر كان هذه ألف باء

    يا أستاذي لا يمكن أن يجتمع في بحر سبب ثقيل مع وجو التركيب 2 3 في أول البحر أو 3 2 3 في حشوه هذه ألف باء

    يا استاذي خارج دارة المتفق وبحر الطويل لا يزيد عدد الأوتاد في الشطر عن ثلاثة هذه ألف باء "

    - أنا يا أستاذ خشان لم أخالف قاعدة اجتماع وتدين , وإن كان هذا هو سبب اعتراضك على الدوائر العروضية فسأفرد لهذا ردا آخر.

    - بما أن الوتد المفروق ورد في دائرة المشتبه والتي تتضمن عدة بحور فهذا لا يمنع وروده في دوائر أخرى مستحدثة.

    - لم نأت بعلة في الحشو في أي بحر وأنا لم أتطرق أصلا لما يجوز في هذه البحور الجديدة , وإن كان هذا سبب رفض الدائرة العروضية فأنا بررت عدم وجود العلة ومعروف أن العلة هي في العروضات والضروب ولم نات بها في الحشو.

    - اجتماع سبب ثقيل مع تركيب ( 32 ) أنا ( ضعيف في الرقمي فهلا أوضحت ما المقصود وأين حتى أتمكن من الرد.

    - تقول في دائرة المتفق والطويل يزيد عدد الأوتاد عن ثلاثة , وهذا صحيح لأنها أربعة أوتاد , إذن ما المانع أن تكون هناك دائرة تتضمن بحورها أربعة أوتاد ؟



    فإذا كانت هذه هي الأسباب التي اعتمدت عليها في رفض أي دائرة عروضية جديدة فأنا قد أجبتك , وأرجو ألا تربطني بالعروض الرقمي لأنه جديد وأنا لا أعتمده , بل ما أعتمده هو قواعد الفراهيدي , وما جاءت به العرب , وما أضيف للشعر العربي لاحقا .

    تحياتي وتقديري

    ..........................................


    وسأرد على الأمور المهمة التي وردت برد الأستاذ خشان ووفقا لأهميتها , ولحين إكماله وجهة نظره على ردي.
    وآسف لأنني لم أستطع تلويت المقتبسات من ردي لأنها لا تعمل لدي هنا. لكنني حاولت التنقيط للفصل بين قولي وقول الأخ خشان.

  7. #27
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    الأخ والأستاذ العزيز خشان

    سأبدأ من حيث نختلف حتى تتضح وجهات النظر. وسأبدا بموضوع دوائر الفراهيدي وبحوره , ورأينا الذي اختلف في الإجتهاد.
    أخي خشان :
    دليل واحد على ما قلته أنا في هذا المجال , ونحن لا نختلف في رأينا عن الفراهيدي أولا , ولا نختلف على عظمة اكتشافه.
    لكنني قلت أن الإحتهاد ممكن , والدليل أن الفراهيدي أهمل أو استبعد البحر السادس عشر وهو ( المتدارك ) بالرغم من وجود أشعار عليه , حتى عارضه في ذلك الأخفش الأوسط أو أي كان ( لأن بعضهم يشكك في أن الأخفش هو من أجاز البحر السادس عشر ) وهذا البحر هو الذي يكمل مع شقيقه المتقارب دائرتهما العروضية.
    فهل نسقط هذا البحر لأن الفراهيدي لم يجزه ؟
    نحن نقرأ اليوم وقرأنا في السنوات السابقة أن هذا البحر بحر خفيف الوقع الموسيقي وأن كثيرا من شعراءنا الكبار اعتمدوه كبحر أساس في أشهر قصائدهم ومنهم شاعرنا الكبير الراحل نزار قباني وغيره من كبار الشعراء.
    فهل نسقط أشعارهم الآن لأن الفراهيدي لم يجز هذا البحر ؟
    حتما ليس صعبا أن نكتشف وجود هذا البحر كما لم يكن صعبا على الفراهيدي ذلك لأن دائرته لا تتضمن إلا بحرين ولا تكتمل إلا بهما.
    أما ما جرى بعد ذلك من بحور مستنبطة أو فنون مضافة للشعر العربي فأنت تعرفها حتما ولا داعي للخوض بها لأن ما يهمني هو هل يجوز لنا أن نجتهد أو لا يجوز ؟

    ثانيا :
    موضوع الربط الرياضي أنا لست ضده ولكنني قلت أن ماجاء به هو إثبات لما توصل إليه الفراهيدي. وأنا انطلقت من مفهوم أن العرب حين قالت الشعر بعد ظهوى اللغة العربية كان يعتمد على الوقع الموسيقي والبناء البلاغي , ولأن معظم العرب كانوا أميين في حينها وحتى لحين ظهور الإسلام فلم يكن هناك كثيرون ممن يعرفون القراءة والكتابة أو حتى مفهوم الرياضيات والأرقام. وإن كثيرا من تفاهمهم كان يعتمد على الشعر , والشعر كانت ميزة تتفاخر بها العرب كما ربطوها بالفروسية , وحتى حين ظهرت الدعوة الإسلامية اتهمت قريش النبي محمد عليه الصلاة والسلام بأنه شاعر وإن ما جاء به لهو شعر.

    واسمح لي هنا بسؤال , إن كانت قريش ظنت بأن آيات القرآن الكريم شعرا , فعلى أي بحر وأي وزن ؟ وكيف تسنى لهم إطلاق مثل هذه التهمة التي فندها رب العالمين عز وجل بأن النبي ليس بشاعر , وأيات القرآن ليست شعرا بل تحداهم أن يأتوا بمثله وهو أعلم العالمين بانهم يعجزون عن ذلك رغم أن فيهم شعراء فطاحل وبلغاء في اللغة ؟؟؟

    ثالثا : فيما يتعلق بالرقمي فلا يعني أنني قلت به رأيا يعني أن ذلك يخالف ما قلته بأنني لا أفهم به ولا أنوي دراسته لأنه لن يضيف لي شيئا جديدا. مع احترامي الكبير لكم وللرقمي.

    رابعا : فيما يتعلق برأي عن عروض الفراهيدي وبحوره , أنا أجبتك في أولا عن بحر المتدارك , وأنا معك في دعوتك لأن نضع ما توصل إليه الفراهيدي وما أهمله من بحور أو ما وضعه من تقييدات على بعض البحور. لأن ذلك سيوسع معرفتنا بعؤوض الفراهيدي وكذلك ببحور الشعر العربي ومكنوناته.
    أما ما تفضلت به عما يطرح في المنتديات فهذا لوحده يحتاج إلى بحوث وليس بحثا واحدا في كثرة مخالفاته لأصول الشعر العربي أو الهفوات النحوية واللغوية,
    لكنني لا اتفق معك في أن نصف كل ما يطرح بـ ( اللخابيط ) لنجد ما يبررها , فالمتدارك كبحر أخي خارج منظومة الفراهيدي لم يكن ( لخبطة ) ولا يعني أن أي اجتهاد منضبط هو ( لخبطة ).

    خامسا : ما تفضلت به من رأي حول قولي عن العرب ومقارنة العصر الحالي بالعصر الجاهلي وما بعده , فأنا لا أتفق معك في أن نضع قواعد صارمة الآن مبررين ذلك بأنه تحاش عن الوقوع في الأخطاء اللغوية والنحوية والتي تؤدي إلى تغيير المعنى جملة وتفصيلا.
    ورأيي أخي اعتمد على ما يلي :
    1- الشعر العربي كان الهيكل العظمي للغة العربية وليس العكس.
    - العرب قالت الشعر منذ العصور الجاهلية .
    - الشعر تطور وتقدم في العصور اللاحقة , وربما عند ظهور الدعوة الإسلامية وجدنا انحسارا في قول الشعر خاصة في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي عصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم , وبدأ بالإزدهار رويدا رويدا في العصر الأموي ... لحين العصر العباسي الذي شهد النهضة العلمية والثقافية وهنا أتوقف لأشخص حالتين فيه تهمانني الآن:
    - الإجتهاد في الدين ... وهذا أظهر لنا المذاهب الخمسة , ولم يعترض أحد على أن ذلك مخالفة لشرع الله أو لسنة رسوله وخلفائه الراشدين.
    - الإجتهاد في الشعر والنحو , وهذا ما أظهر لنا عروض الفراهيدي , وكذلك كتب القواعد والنحو. ورغم هذا فلم يمنع أن تظهر مخالفات للفراهيدي أو إضافات أو تطوير ولا يمكننا أن نسقط كل ما استحدثه المولدون أو ما طوره العرب في الأندلس لأنه فقط يحيد عن نهج الخليل.
    إذن الإجتهاد كان مسموحا به فلماذا أرفضه الآن ؟
    ومن هنا أنطلق إلى أنه مع تقدم العصور , والتطور الحاصل حولنا وصولا للقرن العشرين والذي شهد ظهور الشعر الحر , والذي لا يمكن أن نسقطه حاليا فقط لأنه يشذ عن نهج الفراهيدي.
    مع هذا التوسع والتطور التقني وازدياد عدد الشعراء , وأيضا للتوسع الكبير في الذائقة الشعرية وتعددها وتوسع الحاجات لدى ملايين من العرب , لا أرى ضيرا أن نعود لندرس ما أهمله الفراهيدي أو ما يمكن أن نضيفه لنوسع مجالات الشعر ونوسع ذائقتها. لا أن نضع قواعد صارمة للإلتزام بنهج الفراهيدي وإسقاط كل ما خالف ذلك؟

    هذه هنا هي دعوتي لأننا أجزنا الحر فلماذا لا ندرس إمكانيات أخرى توسع من المساحات التي غطاها الفراهيدي بقواعده , بحورا أو دوائر عروضية جديدة مادامت تعتمد على الجوهر لا الشكل.

    وأنتظر إكمال ردودكم أستاذنا الكبير خشان.


    تحياتي وتقديري

  8. #28
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    كنت أتمنى أن يدلي الأخ خشان بردوده هاهنا ليكون التحاور مباشرة لكنه آلى إلا أ، يدرج ردوده في موقع العروض والتي يمكن متابعتها على هذا الرابط:
    https://sites.google.com/site/alaroo...e/adel-alaanee

    ولما كان قد أكمل رده فٍاثبت ردي هنا ويمكن للأستاذ خشان أن يطلع عليه.

    تحياتي وتقديري

  9. #29
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    الجزء الأول من ردي:
    الأخ الأستاذ خشان
    أنتظرتك كي تنهي ردودك رغم أن الحوار تشعب , وكنت أتمنى ألا تنقل آراء أخرى لآخرين لأنه لن يكون بإمكاني محاورتهم فيما يطرحونه , ولأن ما تنقله عنهم كأنه صحيح ودقيق وواقعي وأنا سأهمل كل رأي لا يمثل رأيكم في الموضوع , عدا ما تفضل به الأخ محمد السحار لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بمواضيع حوارنا وسأبدأ من حيث بدأت:

    البحر الجديد ( بحر السحار):
    وهذا البحر كان الخطوة الأولى لاستنباط الدائرة العروضية الجديدة وبحره
    مستفع لن فعولن مستفع لن فعولن
    وهو ليس كما طرحته أنت وبعض من أبدى رأيا سابقا بأنه مجزوء الرجزأو مجزوء بحر آخر أو من حور وأضاف ليقول بأنه ليس بحرا جديدا , وإن رأيي إن مجزوء الرجز ليس بحرا شعريا وإنما هو رجز مما كانت تقوله عامة العرب وليس بلغاؤهم لأن البلغاء كانوا يقرضون الشعر والشعر قبل الإسلام كان قمة البلاغة العربية.
    أنا طالبت بعدم تسمية ( الرجز ) بأنه شعر ولا أعني بحر الرجز الذي جاءت تسميته كبحر على ما كانت العرب تسميه ( ارتجاز ) وتفعيلاته معروفة وأشهرها ( مستفعلن فعولن ).
    وما يعزز ذلك أن الله سبحانه وتعالى أنزل آيات القرآن الكريم ضمنها نوعا من الرجز الذي كانت تقوله العرب وخاصة في السور المكية , لأن الله سبحانه وتعالى أراد مخاطبة عامة العرب وليس بلغاءهم بما يؤثر بهم وما يفوق ( ذائقتهم ) ويوقع التأثير النفسي عليهم , حتى قالت قريش أن هذا شعر , وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شاعر , إلى ان اعترفت قريش بأن هذا ليس شعرا بل أن بلاغته هي أعلى مما يتمكن البشر الإتيان به , حتى تعززت الدعوة الإسلامية , ثم انتقلت سور القرآن الكريم للتشريع , ومعظمها في السور المدنية. والله سبحانه وتعالى تحداهم أن يأتوا بمثله أو بآية منه.
    وأرجو الرجوع إلى سورتي العاديات والمرسلات , ولتنظر بما لا يقبل الشك أن ( مستفعلن فعولن ) موجودة وواضحة وضوح العيان لكن هذه الخلية التفعيلية هي رجز وليست شعرا, ولهذا طالبت بإسقاطها أنا من الشعر وتسميتها بما كانت تسميه العرب.
    ووقفت بجانب الأخ محمد السحار بأن ما جاء به ( مستفعلن فعولن مستفعلن فعولن ) هو شطر بحر جديد ولا يصح أن نطلق عليه أنه بيت من مجزوء الرجز لأن الرجز ليس شعرا. ولأن أي بحر لا يمكن اعتماده بحرا مالم ينتم لدائرة عروضية وهذه قاعدة من قواعد الفراهيدي ولأن البحور هي التي كانت منبعا للدوائر وليس العكس , ومن خلال التجربة والخطأ وكذلك تدوير الأسباب والأوتاد ظهرت دائرة جديدة تمتاز بنفس ميزات دوائر الفراهيدي وتعتمد على قواعده وقواعد العروضيين من بعده.
    إذن نحن هنا نختلف:
    أنت تقول أن هذه القصيدة هي من شعر من مجزوء الرجز .
    وأنا أقول كلا ثم ألف كلا لأن القصيدة هي على بحر جديد فيه تضاعف الخلية الموسيقية للرجز, والبيت الكامل فيه ( مستفع لن فعولن مستفع لن فعولن )

    ثانيا:
    تحدثت أخي عن الإجتهاد وساتجاوز ما أطلقته أنت حين تقول ( لست وحدك من يجهل منهج الفراهيدي ) ولأنني تعودت منك أن تلقي ببعض الأوصاف جزافا وكل ما تريد أن تثبته هو وجهة نظرك حتى وإن قللت من شأن الآخرين, وجئت بأمثال وآراء لأخرين ومع احترامي لهم لن أرد عليهم لأنني لا أحاورهم هم بل أنت وهم غير موجودين وأنا لا أحاور بالنيابة. لكنني سأرد عليك إذ كما يبدو أنك تقف ضد الإجتهاد كما طرحته أنت من ( تشبيه ) فيمن اجتهد بقاموس اللغة العربية وهنا أقف لأوضح أمرا :
    - اللغة العربية أمر مختلف وقواعدها رسخها القرآن الكريم ولا مجال للأجتهاد بل هناك مجال للإضافة وهذا ما يفعله مجمع اللغة العربية في إضافة مفردات قرضها التطور الزمني والتقدم العلمي , علما بأن هذا يحث في جميع اللغات العالمية.
    - الفراهيدي نسق بحور الشعر في أربعة دوائر لأن الدائرة الخامسة عنده لم يؤكد هوأو يعتمد وجود البحر السادس عشر فيها ولولا استدراك الأخفش لما كانت هناك دائرة خامسة لأنه لا يمكن أن تكون لدينا دائرة ببحر واحد , و الفراهيدي أهمل المتدارك ( عن قصد أو غير قصد ) لأنه لم يصلنا تبرير لذلك, رغم أنه سماها ( المتفق ) وأنا أسأل إن هو لم يعتمد المتدارك فالمتفق هو بين من و من ؟
    - هل هناك من يؤكد أن الفراهيدي اطلع على كل الشعر العربي ؟ أم أن كل ما كان يعتمد عليه هو روايات , ويؤكد العروضيون حين يدعمون رأيهم بالقول ( روى لي أحد الثقات ) فهل رويت كل أشعار العرب منذ ظهور اللغة العربية والشعر في العصور الجاهلية , ثم العصر الإسلامي , ثم الأموي وصولا للعصر العباسي ؟؟؟
    - هل الفراهيدي كان متأكدا من البحور التي أوجب أن تستعمل على المجزوء ؟
    - هل أهمل الفراهيدي نظما معينا لأنه كان يمثل قلة مما قالته العرب . وإن كان الرد نعم !
    - إذن كيف اعتمد الفراهيدي هذه البحور:
    بحر المضارع على سبيل المثال ويقال عنه في بعض كتب العروض :
    استعملته العرب مجزوءا، وهو بحر نادر، أورد شاهده الخليل، أما الأخفش فإنه أنكر أن يكون هذا الوزن من كلام العرب، وقال الزجاج: "ورد ولكنه قليل، حتى إنه لا يوجد منه قصيدة لعربي؛ وإنما يروى منه البيت والبيتان"، من المتأخرين من أحاله على أبحر أخرى، منهم من ألحقه بالمتقارب، ومنهم من أضافه للبسيط.

    بحر المقتضب :
    فيقول عنه العروضي أبو الحسن وأما المقتضب فشعر محدث ليس بقديم, ولم يرو في أشعار العرب, وقد قيل أن بعضهم مرَّ بجارية وهي تقول:
    هل عليَّ ويحكما ... إن لهوتُ من حرجِ
    فهل يؤخذ بيت قالته جارية ليكون بحرا في دوائر الفراهيدي؟( البيت في عروض بن جني , وفي الكافي وفي العقد )
    بحر المجتث :
    وأما المجتث فقد زعموا أن قول الشاعر ( ذكر في الكافي ) :
    جِنَّ , هتفنَ بليلٍ ... يندبنَ سيدهنَّ
    شعر معروف ويقال أنه للوليد ( ذكر في العقد وفي الكافي ). فهل يكفي هذا ؟
    وقوله ( في العقد والكافي وعروض ابن جني , والغامزة )
    البطنٌ منها حميصٌ ... والوجه مثل الهلالِ
    لرجل من أهل مكة شاعر يؤخذ عنه الشعر. فهل يعتد بهذا ولم يعرف من هو قائله؟

    بحر المضارع : ذكرته سابقا وأعيد ما ذكره الإمام أبو الحسن العروضي.
    " وأما المضارع فلم يسمع من العرب كما ذكر الأخفش , وقد أجازه الخليل."
    وهناك وجهات نظر أخرى لا مجال للخوض فيها والتشعب أكثر من ذلك.

    ما أريد أن أصل إليه إن الإبداع الذي أوجده الفراهيدي , كان هناك من يحاججه في حينه , بل ومن أضاف عليه , فهل الإجتهاد هنا لا يجوز ؟ أم يجوز الإجتهاد حين تتوفر مقوماته؟
    وهل اعتماد الفراهيدي لبحور اعتمادا على بيت واحد أو ما أنشدته جارية صحيح ؟؟؟
    أليس الإجتهاد هو من أضاف البحر السادس عشر ؟
    أليس هو الإجتهاد الذي اعتمد الشعر الحر في القرن الماضي ليضيفه للشعر العربي لأنه اعتمد على بعض من تفعيلات الشعر العربي , والتزم بصيغة جديدة بالقافية والروي.
    فهل هذا يعتبر الآن ضد مفاهيم الفراهيدي ولا تجوز أية محاولة أخرى.؟؟؟

    ثالثا : الذائقة العربية
    أخي ما تفضلت به واضح لي وأنا اعتمدت على المفاهيم التي اعتمدها الفراهيدي والأخفش ومن عارضهما أو من زاد عليهما إيضا من العروضيين فيما بعدهما , ولم تكن الرياضيات ولا الساعات ولا الأرقام قد اعتمدت في ذلك , حتى إن الفراهيدي وحين بدئه العمل على العروض قرأت أنه كان يدلي نفسه بحبل داخل بئر ويصدر أصواتا ليرى وقع صداها. نعم أنت حولت الحروف إلى أرقام اعتمادا على ما تضنه صحيحا , وأنا لم أصدر حكما على الرقمي وإنما قلت أننا لسنا بحاجة إلى قيود حديدية تحد من اجتهادنا وتوسيع مساحة النظم الشعري المبني على أسس وقواعد اعتمدها العرب. أنت يمكن أن تعتمد الرقمي ليطمئن قلبك لما قام به الفراهيدي أما أنا فيكفيني قناعتي بما قام به وما أضاف له آخرون.
    الذائقة العربية اعتمدت على بلاغة الكلام أولا ثم وقعه وتأثيره على المستمع , ونحن نعلم جيدا أن معظم العرب في العصر الجاهلي لم تكن تقرأ وتكتب , لكن الله خصها بميزة الإستماع والحفظ لتداول ما يتلى عليهم وخاصة الأشعار لأنها كانت تعلق بذاكرتهم تعلقا راسخا , وهكذا لو تصفحت كتب العروض فمعظم الباحثين القدماء فيها اعتمدوا في جلها على السماع.
    وهنا في هذه الميزة التي امتازت العرب بها كان لها تأثير إيجابي أيضا لاحقا في عصر ظهور الدعوة الإسلامية ونزول آيات القرآن الكريم , فقد كان لها دور في حفظ آيات القرآن الكريم ونشرها.
    البلاغة في القرآن الكريم هي أعلى مراتب البلاغة في اللغة العربية وهي لم تأت على وزن بحور أو شعر لأنها كلام الله عز وجل ووقعها على الإنسان كان في أعلى مراتب الذائقة العربية أولا ثم الإسلامية ثانيا. وتأثيرها على قريش في بداية الدعوة الإسلامية كان كبيرا جدا حتى ظنوا أنه شعر ولكنهم اكتشفوا لاحقا أنه ليس بشعر وإنما هو قول أعلى بلاغة من الشعر ولا يأت به بشر.
    فهل أقيد نفسي اليوم بعروض الفراهيدي بادعاء أنها تمثل البلاغة التامة في اللغة العربية , ولا يجوز لي أن اعتمد نظما آخر عدا ما حدده الفراهيدي وهو الخمسة عشر بحرا ؟؟؟
    وهل أسقط ما أضيف له لاحقا وأهمه بحر المتدارك ؟؟؟ وكذلك فنون الشعر التي أوجدها المولدون في العصر العباسي , والفنون الشعرية الأندلسية , والفنون البغدادية , وكذلك الشعر الحر, وغيره من الفنون التي حتمتها ظروف كثيرة منها التطور الزمني والتقدم الحضاري.
    وهل أسلم بأن بعض البحور التي اعتمدت على بيت لا يعرف قائله بأنه بحر ويمثل الذائقة العربية وبلاغة العرب في العصر الجاهلي وسأذكر أمثلة لها لاحقا ؟؟؟ وآتي الآن لأضع أرقاما وأقول لا يجوز أن تحيدوا عن منهج الفراهيدي. نعم أنا أؤيد منهج الفراهيدي وأغتمده مع كل الإضافات التي جاءت باجتهادات من آخرين , لكنني أبحث عن وسائل لزيادة المساحات المتاحة لا أن نحشر أنفسنا بقيود تحدد لنا المساحة التي نتحرك فيها, إذن فلندرس كل جديد مادام يعتمد على أصول لا نختلف عليها, وما نجده صعبا فلنجد له علاجا أو لنهمله كما فعل الفراهيدي.

  10. #30
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    الجزء الثاني من ردي:


    رابعا:
    أخي تفعيلات الشعر العربي اعتمدت على عشرة حروف اجتمعت في جملة ( لمعت سيوفنا )
    ومنها وضع الفراهيدي تفعيلات الشعر العربي لأن العرب كانت تقول الشعر ولا تعرف شيئا عن التفعيلات , كما وضع بناء البيت الشعري وكأنه تصميم هندسي :
    البيت الشعري ( والأصح هو بيت الشَّعر ) والتسمية بمشابهته بالخيمة التي كان العرب تنشؤها في وتعتمد على الغطاء الذي ينسج من شعر الإبل والماعز , وتثبت بالأوتاد والأسباب وهي الأوتاد التي تثبت البيت بالأرض والحبال التي تربط الخيمة بالأوتاد وبين الأوتاد نفسها.
    أجازوا اختلاف الأسباب بما أسموها الزحافات , وأجازوا قطع الأوتاد حتى يختلف طولها حسب الخيمة ( البيت ) الذي يريدون إنشاءه.
    وكانت العرب تقول الشعر اعتمادا على قدرة كل شاعر , ناظما على بحر معين ومزاحفا حسبما تقتضيه أفكاره وموسيقية ووقع أشعاره , واكتشف الفراهيدي قواعد الشعر العربي وأطلق المسميات:
    التفعيلات هي نوعان خماسية وسباعية
    فعولن , فاعلن , مفاعيلن , متفاعلن , مفاعلتن , فاعلاتن , مستفعلن , مفعولات , فاع لاتن , مستفع لاتن . فاعلاتنُ
    وانظر هنا أنه أهمل البحور التي تضمنت تفعيلتي ( فاع لاتن , و فاعلاتنُ ) وإن أردت أن أعطيك أسماء البحور فسأفعل .
    وبما أنه اكتشف ( فاع لاتن ) فما الذي يمنع أن أضيف أنا تفعيلة ( فاع لن ) ؟؟؟
    لأنك تستنكر استخدامي للوتد المفروق بينما استخدمه الفراهيدي في دائرة المختلف. وهذا يثبت أن الوتد المفروق أحد أوتاد العروض وليس من اختراعي أو ( لخبطتي وتخبيصي ).
    علما بأن هذه البحور المهملة كان عليها نظم فليكن في العصر العباسي لأنه لم يصلنا مما هو قبل ذلك , وهذا يعزز رأيي باحتمال إهمال كثير من الشعر العربي بسبب ظهور قواعد له, إضافة لظهور الدعوة الإسلامية وانحسار الشعر وتقلصه في العصر الإسلامي لظهور ما فاق الشعر بلاغة وهو آيات القرآن الكريم.
    واكتشف الفراهيدي تركيب الأسباب والأوتاد , لكنه يا أخي لم يحدد إن كان يجوز وأين يجوز استخدام الوتد المفروق أو السبب الثقيل , لأنه على سبيل المثال أهمل بحرا معينا فيه أكثر من سبب ثقيل في ( فاعلاتنُ ) ستة مرات وسماه المتوفر أو المعتمد واعتماد سبب ثقيل هو ناجم عن الدائرة ولو لم يكن سببا ثقيلا لالتبس مع بحر الرمل الذي يعتمد على ( فاعلاتنْ ) , فهل سبب اهماله أن هذا البحريبتعد عن الذائقة الشعرية أم لأنه لم ينظم عليه وهذا بيت منه :
    مَا رَأَيْتُ مِنَ الجَآذِرِ بِالجَزِيرَةِ إِذْ رَمَيْنَ بِأَسْهُمٍ جَرَحَتْ فُؤَادِي
    وكيف يهمل بحر لا يمكن أن تكتمل به الدائرة إلا به.
    هل أوضح الفراهيدي أسباب استخدامه للوتد المفروق , أو كيف يستخدم السبب الثقيل ؟

    وهناك من الشعراء من أضاف تفعيلة للوافر ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن ) وأضاف تفعيلة ( فعولن ) بجانب مفاعلتن الأولى ليصبح ( مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن )
    والقصيدة في مدح العباس بن الحسن التي نظمت مطلعها:
    ترى الحاجات حيرى إذا اعتل الوزير ... ويظلم كل صفع وتعتل الأمور
    فما هو هذا البحر , هل هو جديد وله دائرة معينة أم أنه ليس شعرا ولا تتقبله الذائقة العربية.
    والناشيء الأكبر اعتبر البيت الواحد بيتين من المجتث في رده على الخليل .
    وفي قصيدة للإمام أبي الحسن العروضي يعارضها بقصيدة من سبعين بيتا مطلعها:
    أعاذلتي سفاها أجد بك البكور ... عذلت حليف وجد لعذلك ما يحورُ
    أليس إذن من حقي أن أبحث في هذا الوزن وأرى إن كان يمكن أن ينتمي لدائرة , لأن ما جيء به يخالف ما جاء به الفراهيدي , فكيف أضيف تفعيلة في الحشو وأغير وقع موسيقية البحر من ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن إلى مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن )

    خامسا:
    عدت أخي خشان لقصيدة السحار , وعدت أيضا إلى ذكر أنها من مجزوء الرجز وأنا أجبتك قبل هذا بأن مجزوء الرجز ليس شعرا , ويمكن أن يكون كذلك لو تكررت الخلية العروضية ( مستفعلن فعولن مرتين في الشطر الواحد ) ولا داعي أن أكرر ما شرحته.
    لكنك أخي عرجت على أمور أخرى ثم حاولت أن تثبت بأن استخدام الوتد المفروق لتكوين دائرة جديدة يخالف منهج الفراهيدي , كما أسردت أخي في محاولة لتوضيح ذلك وذكرت ( أنه يمكن تشكيل دوائر لخبطية وتخبيصية ) وأنا أتفق معك إنها لخبطة وتخبيص لأنها ابتعدت عن منهج الفراهيديوكان عليك أن تنسفها منذ البداية والحجة ظهور تفعيلات ليست من تفعيلات الفراهيدي مثل ( فعلن ).
    وعرجت أخي على قصيدة السحار مرة ثانية ونظمت عليها ولا أدري لماذا واجهت صعوبة فيفترض أنك تتمكن من الإرتجاز ( مستفعلن فعولن ) وتكرر الخلية لا أن تزاحف وجوبا وتقول كرروها. وأنا لم أفهم لمن سؤالك هل هذا شعر هل تعني مطلع قصيدة السحار أو البيت الذي كتبته أنت وزاحفته بأسلوبك. وأنت استنتجت ذلك بالزحافات الثقيلة , وما تطلبه من أن نحدد الزحافات فهذا ليس صعبا , حين نتفق على البحر سنتفق على الزحافات. ولا أعتقد أن هناك من سيغرق فالفراهيدي لم يغرق حين ظهرت احتجاجات عليه واستدراكات للبحور التي حددها.
    ولأنك كررت أن الخروج عن الفراهيدي لا يجوز أعيد عليك نفس الأسئلة السابقة التي لم تجب عليها:
    - ماذا عن المتدارك ؟
    - ماذا عن الشعر الحر ؟
    - ماذا عن استخدام البحور المهملة في العصر العباسي ؟
    - ماذا عن الفنون الملحقة بالشعر العربي ؟
    - ماذا عن الأندلسيات والرباعيات وغيرها من الفنون الشعرية المضافة ؟
    هل يمكن للرقمي الإحابة عليها لطفا.
    أما ما تفضلت به من الساعة فأنا أجبتك أنني أعتمد على الدوائر الهندسية وهي أبسط بكثير.
    أما المحاورة مع الأخ السحار , فأنت اكتشفت أنه على حق وأن ما تفضلت به من ( تخبيص ولخبطة ) هو أصلا مرفوض من قبلي ومن قبل الأخ السحار لأنه يخالف منهج الفراهيدي والعروضيين الآخرين بأنواع التفعيلات التي اكتشفتها أو اكتشفها من كان يلخبط ويخبص.
    الأساس في البحور هو التفعيلات التامة , وهي أيضا الأساس في تكوين الدوائر.

    سادسا:
    أعود مرة ثانية على ما أدعو إليه وأقارن بين زمننا هذا والزمن الذي انبثق به الشعر العربي ببلاغته مع اللغة العربية في العصور الجاهلية , وأنا ذكرت في السابق فارق الكثافة العددية للعرب سابقا وحاليا , وأضيف أيضا تعدد أغراض الشعر العربي , ففي الماضي كانت أغراضه محصورة ضمن الحياة التي كان يعيشها العرب في الجزيرة العربية وبلاد الشام , فعلى ماذا كانت تتضمن حياتهم وهل أغراض الشعر نفسها التي نحتاجها اليوم ؟؟؟ أم علينا أن نرتبط بالماضي ارتباطا أبديا.
    ألا يدفعنا التطور إلى أن نحاول التجديد أو الإضافة بما لا ينسف القواعد العامة أم لا ؟؟؟
    وكذلك أخي خشان نحن نرى أيضا أن الذائقة العربية قد زاد عليها على سبيل المثال , الشعر النبطي والعامي والأغاني والموشحات وكثير من الفنون التي لم يكن العرب يستسيغونها أو لم تكن ضمن أغراضهم وفقا للحياة التي كانوا يعيشونها, فالتحاور بينهم كان يعتمد على اللغة العربية الفصحى وبأدق قواعدها والشعر كان لفة تخاطب أيضا أما في الوقت الحاضر فتعددت وسائل التفاهم ودخلت اللهجات والعامية فيها , وأصبح التخاطب باللغة الفصحى أقل بكثير مما كان في الماضي , ونحن نسعى للحفاظ على اللغة العربية والشعر أحد مقوماتها , وتوسيع مجالات الشعر سيخدم هذا الهدف.



    تحياتي وتقديري
    ومرحبا بأي رأي يخالف أو يتفق لأننا نبحث في موضوع هو في غاية الأهمية.

صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الدائرة العروضية السابعة
    بواسطة عادل العاني في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 22-08-2020, 12:02 AM
  2. استنباط الدائرة العروضية الحقيقية لبحري المديد والسريع
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 01-12-2016, 04:15 PM
  3. استنباط الدائرة العروضية الحقيقية لبحور المضارع والمقتضب والمجتث
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-02-2016, 04:32 AM
  4. دائرة عروضية جديدة مستحدثة
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 12-02-2016, 01:55 AM
  5. دائرة عروضية جديدة مستحدثة ( دائرة المجزوء )
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 15-01-2016, 09:55 PM