أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: العمل لتغيير الواقع الفاسد

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي العمل لتغيير الواقع الفاسد

    الحمد لله رب العالمين .....والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد
    إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم واقعاً مؤلماً، تكالبت فيه الدول الاستعمارية عليها فنهبت ثرواتها وخيراتها، ومزقتها شر ممزَق، لقد تداعت في هذا الوقت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينـزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم, وليقذفن الله في قلوبكم الوهن, فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت» (رواه أبو داوود في سننه).
    وإن هذا الواقع السيئ بحاجة إلى التغيير وتغييره ينبغي أن يكون من أبناء الأمة الإسلامية نفسها فهم قادرون على ذلك بإذن الله. وحتى أتمكن من توضيح كيفية العمل للتغيير أود أن أتوصل إلى ذلك بإذن الله بتوضيح مفهوم العمل وشروطه في الإسلام.

    عمل عملاً: أي فعل فعلاً عن قصد, والعمل: المجهود الذي يبذله الإنسان لتحقيق غاية وقصد معين.
    وهناك عدة خطوات يكون اتباعها عند القيام بالعمل حتى يكون هذا العمل صحيحاً سليماً وأوضحها لك بما يلي:
    أولاً: أن يدرك الإنسان صلته بالله سبحانه عند القيام بالعمل فيقيس أعماله تبعاً لمقياس المسلم في الحياة وهو الحلال والحرام ، فيقدم على ما يرضي الله سبحانه ويبتعد عما يغضبه. فمثلاً لو أراد إنسان مسلم أن يشبع غريزة النوع عليه أن يدرك صلته بالله سبحانه وتعالى عند إشباعها, فإن أدرك صلته بالله أشبعها بالزواج، أما إن لم يدرك صلته بالله سبحانه وتعالى فإنه يشبعها بطريق غير شرعي. فإدراك الصلة بالله سبحانه وتعالى عند القيام بالعمل يجعل هذا العمل مبنياً على الإيمان, ويجعل صاحبه سائراً في الجو الإيماني عند القيام به.
    وقد أمر الله سبحانه المسلمين بعمل الخير والابتعاد عن عمل الشر، فقد قال عز وجل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [الجاثية 15] وقال أيضاً: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم 31].
    ثانياً: أن ينتقل الإنسان من الإحساس إلى التفكير فالعمل, ومن الخطر الانتقال من الإحساس إلى العمل مباشرة؛ لأن ذلك يؤدي إلى الوقوع في الخطأ.
    فلو أراد إنسان أن يغير واقع مستنقع مليء بالبعوض الذي يسبب الأمراض, وانتقل هذا الإنسان من الإحساس إلى العمل مباشرة لأدى ذلك إلى اتباعه طريقة غير صحيحة لا تؤدي إلى نتيجة كأن يرش البعوض من فترة لأخرى, أما إذا انتقل من الإحساس إلى التفكير فالعمل فإنه في هذه الحالة يتبع الطريقة الصحيحة وهي تجفيف المستنقع.
    فالانتقال من الإحساس إلى التفكير إلى العمل ضروري لتغيير الواقع القبيح واستبداله بالواقع الحسن.
    ثالثاً: أن يكون عمل الإنسان من أجل غاية معينة وأن يقصد هدفاً معيناً عند قيامه بالعمل وإلا كان عمله عبثاً بلا فائدة.
    هذه هي الشروط التي ينبغي اتباعها عند القيام بأي عمل, وعندما نعمل لتغيير هذا الواقع الفاسد نجد أن الأمة الإسلامية في هذا الوقت مصابة بالأوجاع والمآسي ولعلك تشعر مدى الواقع السيئ الذي نعيشه. فإذا أردنا أن نغير هذا الواقع السيئ علينا أن ننتقل من الإحساس به إلى التفكير. ما الذي يصلح حال الأمة؟ وما الذي يغير واقعها؟
    فلو فكرنا جيداً لوجدنا أن عودة الأمة إلى دينها، ونبذها للأفكار الغربية المسمومة، وقضاءها على حكم الكفر، وتطبيقها لمبدئها الإسلامي، هو الذي يصلح حالها.
    فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه» (رواه مالك في الموطأ). فسبب انحطاطنا هذا هو تركنا لكتاب الله وإهمالنا لسنة رسوله عليه الصلاة والسلام .وقال اله عز وجل: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود 113]. فركوننا إلى الظالمين وتطبيقنا لأحكام الكفر هو الذي آل بنا إلى هذه الحال.
    ومن الخطر كما ذكرت سابقاً أن ننتقل من الإحساس بهذا الواقع إلى العمل مباشرة؛ لأن هذا يجعل الواقع مصدر تفكير نستنبط حلولنا منه بدل أن نجعله موضع تفكير نقتلعه من جذوره ونغيره تغييراً جذرياً. فالإكثار من المساجد وتربية الأخلاق وغيرهما أعمال مطلوبة شرعاً، ولكن لا أثر لها في تغيير حالنا تغييراً جذرياً اليوم.
    وكذلك علينا أن ندرك صلتنا بالله سبحانه وتعالى عند القيام بالعمل لتغيير الواقع فنجد بأن الله سبحانه قد فرض علينا العمل لإقامة دولة الإسلام وتحكيم الشرع في الحياة فقد قال الله سبحانه: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾ [المائدة 49]. وقال عليه الصلاة والسلام: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» (رواه مسلم). كما نهى الله سبحانه المؤمنين أن يجعلوا للكافرين عليهم سبيلاً فقد قال عز وجل: ﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾ [النساء 141]؛ لذلك نقبل على حمل الدعوة والعمل لإقامة دولة الإسلام استجابة لأمر الله وطلباً لمرضاته موقنين بأن النصر من عند الله سبحانه وتعالى.
    وغايتنا وقصدنا من هذا العمل هو إقامة دولة الإسلام، وايجاد القائد المسلم الذي يقودنا للجهاد؛ لننال بذلك رضوان الله.
    ألا ترى أيها المسلم كم هو مخطئ من لا يعتبر حمل الدعوة وتحرير عقول الناس من المفاهيم والأفكار الغربية هو العمل المطلوب شرعاً اليوم, ويقول عنه بأنه كلام وحديث فحســب, وأنه لن يغير شيئاً, مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت 33].
    فحمل الدعوة هو عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والطريقة التي اتبعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة لإقامة دولة الإسلام قد اقتصر عليه الصلاة والسلام فيها على تثقيف الناس بالإسلام ومصارعة أفكار الجاهلية الفاسدة وكشف بطلانها وزيفها, وقد مكنه الله سبحانه من إقامة الدولة في المدينة المنورة بعد أن تأمنت له قاعدة شعبية في المدينة واستعد زعماؤها لنصرة هذا الدين.
    فحمل الدعوة الإسلامية ليس عملاً مطلوباً شرعاً فحسب، بل هو من أهم الأعمال وأنجحها بإذن الله. والذي إذا قيّض الله له النجاح يكون تغيير هذه الحال على أساس مبدئي أي بإقامة الخلافة الراشدة.
    فاللهم وفقنا للأعمال الصالحة وأبعدنا عن الأعمال الفاسدة واجعلنا من الحاملين للدعوة المغيرين لهذا الواقع الفاسد المقيمين للدولة الإسلامية المتبعين لطريفة رسولك الكريم, إنك سميع مجيب.
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  2. #2

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 25
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    نرجو الله العلي القدير أن يلهمنا الخير ويهدينا سبل الرشاد والله الموفق لما يحب ويرضى . بارك الله فيك وفي جهودك وبذلك وسدد الله خطانا جميعا على طريق العدل والإحسان إنه نعم المولى وجعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك يوم الدين .
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه
    أختكم في الله خوله
    إبنة الوطن الجريح .

  4. #4
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    وايجاد القائد المسلم الذي يقودنا للجهاد؛
    \
    \
    الاخ محمد الفاتح
    أيقظت عندي جروحا" كادت تؤرقني من شدة وجعها
    أنت ترشدنا رعاك الله الى الانتقال الى التفكير
    وانا معك
    هوذا سبيلنا المجدي
    ولكنك عدت الى المنطقة التي تتعارض معها همتنا في التفكير مالم ننظر الى بؤس واقعنا

    ماذا نفعل أن أوجدنا ( جدلا" ) قائدا" مسلما"

    وكيف نقف وراؤه نجاهد وبماذا سننتصر ؟

    اليست للنصر أسباب علمنا الحبيب أن نستكملها ونغير مابأنفسنا لكي يغير الله لنا حالنا ؟

    كم هم نسبة الذين يعون مانقول أنا وانت ؟ وكم هم الذين يشخرون ؟ وكم هم في صف المخالفين لنا ؟

    وأخص بالذكر قادتنا اليوم ؟

    ثم هناك اشكالية غفلت عنها ايها الحبيب
    لو صار عندنا قائدان لمن ةنبايع ؟
    موريتانيا مثال لقولي
    وبالطبع الكثير من بلداننا الاسلامية

    نحن ندور في حلقة مفرغة [ بين الامنيات والامكانات [

    والله قلبي يتحرق لكل اهدافك ايها النبيل ووالله اني لارى فيك وفي رؤيتك كل الامل ولكنها اماني وحسب والدولة يصنعها رجال وليس رجل رشيد

    والله اعلم

    ولي عودة ايها الشقيق لوجعي
    الإنسان : موقف

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الاخ الحبيب
    ان كنت تظن ان ما اكتبه مجرد وعظ وارشاد فقط فانت مخطئ لان هذا الذي اكتبه يقوم به رجال كثر يعملون ليل نهار دون كلل او ملل لاعادة استئناف المسلمين للحياة الاسلامية وان كنت تريد المزيد ممن يعملون للتغيير وفق الاسس الشرعية ادلك عليهم فليس هناك معنى لكتابة افكار ليس لها وجود في الواقع بل انا اكتب افكارا يحملها مئات الالاف من الشباب المسلم ويذوقون في سبيل التميك بها والدعوة لها صنوف العذاب ويزجون في السجون ولكن كما تعلم فمن اساليب الانظمة في تضلليل الامة التعتيم الاعلامي على الجماعة المخلصة التي تشكل خطرا على النظام ليس بالقوة المادية بل بالفكر المستنير بعكس التلميع اي ابراز الحدث الذين يريدون ابرازه من خلال الاعلام وهذا ما تقوم به الانظمة الفاسدة التي تحجر على وسائل الاعلام ذكر هذه الجماعة ولو بكلمة سوء امعانا منها في التعتيم عليها لكي لا تنتشر ولكن ورغم كل ذلك فالاسلام اصبح له راي عام عند الامة لانه موجود لديهم في مفاهيم الاعماق واذا خلي بينهم وبين ما يختارون فحتمت سيختارون الاسلام وصدق الله تعالى حين قال :يريدون ليطفئوا نار الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .
    ويقول ايضا سبحانه وتعالى :ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون .
    وان اردت المزيد من الاستفسار عن كيفية العمل المبرء للذمة عند الله فتعال نتحاور عبر الماسينجر في اي وقت تختاره فان لم اكن متفرغا في هذا الوقت فهناك من يستطيع التحاور معك وبنفس الافكار التي احملها وادعوا لها .
    اللهم اعد لنا دولة الاسلام واجعلنا من الدعاة الى دينك والمجاهدين في سبيلك انك على ما تشاء قدير وبالاجابة جدير .

المواضيع المتشابهه

  1. شعر الحداثة بين الواقع المفروض و الواقع المسلم به
    بواسطة محمد البياسي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-08-2012, 03:25 PM
  2. مسرحية: "الملح الفاسد"
    بواسطة نبيل عودة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-01-2012, 09:18 PM
  3. بين التِبرِ الكاسد والخَلِّ الفاسد !!
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 07-05-2007, 06:25 PM
  4. المثقف الفاسد والنخبة المنحرفة
    بواسطة قلم رصاص في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-12-2004, 09:32 PM