السلام عليكم :
مجرد راى نابع عن علم وتجربة عمليه عايشتها فى مقر عملى
الصياغة ليست لى ولكن المقال هو ما اقر بصحته عن تجربة
اليكم :
الإصلاح يعني التغيير، لأن التغيير لغة هو الانتقال أو التحول من وضع لوضع أفضل.
أما التغيير كما يعنيه البعض بأنه التحول إلى الأسوأ فغير صحيح لأن الوضع السيئ إذا لم نعالجه بطبيعته ومع مرور الوقت سيتأزم ويصبح أسوء.
. وإنما أنادي إلى التغيير (Change) والذي يعني تغييرا إلى الأفضل والأحسن. وفي مثل هذه الحالة يحتاج التغيير لينجح إلى بعض التضحيات والتنازلات وأيضا إلى هزات قوية وجرعات مضاعفة بعضها مادي (اقتصادي ومالي وإداري) وبعضها معنوي (فكري وعلمي وثقافي واجتماعي).
ولذلك فعندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام أمضى 11 عاما يدعو للتغيير (إلى التوحيد) ولم يرفع المسلمين سيوفهم حتى أذن الله لهم في معركة بدر والتي لم تكن حرب انتقام وشهوة وإنما حرب على من بدأهم العداء بالحرب وعلى الكفر والإلحاد.
والتغيير لا ينجح ما لم يكن يهدف إلى نمو الروح والجسد معا (الفكر والمادة) حيث أن كلاهما يدعم الأخر.
ومن عوامل نجاح التغيير أن يكون له أسس داعمة وأولها أن يبنى على الإيمان بالله وحده والإيمان والعمل بما فرضه علينا من أركان وواجبات، وهذا هو عامل الروح وكل تغيير فيه (ينبغي أن يشتق ويبنى على الكتاب والسنة) يجب أن يدعو إلى فهم الدين الإسلامي فهما صحيحا والاجتهاد فيه إتباعا للسلف الصالح من أصحاب رسول الله أولا ثم علماء الأمة من التابعين وأئمة المذاهب السنية قبل غيرهم وكبار علماء السلف. مما يدعو إلى لقاء العلماء وتحاورهم وتباحثهم حول أبواب الإجهاد المعروفة شرعا من أجل تصحيح الأوضاع الدينية للمسلمين، ولذا فهو يحتاج إلى علماء الدين من ذوي الحكمة والبصيرة والروية والاجتهاد، علماء التعليم الاجتماع والتخطيط والتنمية، وبتوجيه وتبني وحرص وتقدير من القيادة وأهل الشورى. وبالتالي لن يثمر كثيرا أو سيأخذ وقتا طويلا جدا ما لم نعد إعدادا جيدا رجال التنمية والتغيير.
والتغيير أيضا لا ينجح ما لم يستند على التجديد والتطوير وهنا يأتي دور الوزراء وكبار التنفيذيين وكبار المتعلمين والباحثين والمفكرين وهم دعامات حركة التغيير والمحرك الأساسي له.
والتغيير أيضا لا ينجح ما لم تكن طاقته وقواه واندفاعه وانطلاقه ومثابرته وعزمه من الدماء الجديدة والنقية والفتية من شباب الأمة وخاصة ممن هم بين ال25 و35 من أعمارهم، والذين سيصبحون النواة لسلفهم.
كل ذلك يعني أن الإصلاح والتغيير في حاجة ماسة إلى خليط منسجم ومتوافق ومتلائم ( لا متطابق ولا متكرر). فمحمد صلى الله عليه وسلم بعث وهو في الأربعين، والصديق وعمر رضي الله عنهما تولوا الخلافة وهم في أواسط الستين ولكن ومع ذلك كله استعانوا بعد الله تعالى بخليط من الصحابة رضي الله عنهم وكان فيهم الشاب اليانع والشاب البالغ ومنهم أسامة وعلي بن أبي طالب وابن العباس وابن مسعود وأنس، وكلن فيهم من في أواسط العشرين وبدايات الثلاثين معاذ والزبير وطلحة.....، وكان فيهم من بالأربعين كعبيدة أمين الأمة وعثمان ذي النورين وابن العاص ....الخ. وعلماء الأمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأبو حنبل وابن تيميه عندما بدءوا كان يجالسهم ويشاركهم الاجتهاد الكثير من الشباب كالبصري وسفيان وابن سيرين.
وهكذا كان الشأن في صدر الإسلام خليط من القيادات المتقدمة في السن والشابة سواء وخليط من العلماء وخليط من الوزراء والقادة العسكريين، وقلة قليلة ممن كان بينهم تجاوزوا السبعين وأكثر قليلا ممن تجاوزوا الستين وغالبية ممن تجاوزا الخمسين والغلبة لمن كانوا بين الثلاثين ودون الخمسين. وكتلك التوليفة تستطيع الأمة أن تتجانس وتتلاءم ويكون فيها قدرة على الحوار الفعال والبناء.
لذا فالتغيير سينجح ما دامت الدعوة إلى الإصلاح صادقة والعمل فيها من مكوناته تلك الخلطة على أن يجتمع فيها ما ذكرته من الصلاح والتقى، وما دامت تلك الدعوة الإصلاحية لا تهتم بسخط المتزمتين ولا بأقوال المتحذلقين والمتشدقين وأصحاب المطامع، ولكنها تهتم بإحداث تغييرات تعيد للأمة شبابها وحيويتها وعزتها ومكانتها وتزيدها قوة إلى قوتها.
(ومن ثم نحن نحتاج بداية، وما دام الهدف معروف وواضح) إلى البدء في دراسة وتحليل ومعالجة وتطوير النظم المحيطة بالعملية كلها) وتعديل وتغيير وتطوير هذه النظم و إلا الإصلاح والتغيير سيكون محدود جدا.
النظم ( Systems )
النظم ليست هي الأنظمة والقوانين على الإطلاق. فالنظم هي المكونات الأساسية والوحدات العاملة لتكامل وتكاتف وتكافؤ المنظمة أو الدولة، أي أنها تعاضد وتساند العمليات التشغيلية المختلفة من أجل نجاح العمل في تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة وفعالية. وأشبه ذلك بالطائرة أو الحافلة والتي تحمل الركاب لتوصلهم إلى الهدف بنجاح وسلامة.
فماذا تحتاج تلك الطائرة أو الحافلة لتحقيق الهدف إلى جوار الموارد المادية المختلفة، والأهداف الموضوعة مسبقا، والخطط التي تم اعتمادها؟
1- إلى قيادة حكيمة وخبيرة (ربان أو قائد) وهذا أول النظم وإلى النظام الإداري والذي يعمل بجوار القائد (مساعد طيار مثلا). والقيادة الحكيمة والخبيرة موجودة لدينا ولله الحمد.
2- إلى كفاءة عالية في التشغيل والسلامة والخدمة (والتي تحتاج أيضا إلى قوى إدارية متخصصة).
3- إلى فعالية في الاتصالات والمؤشرات والدلائل وكفاءة في القوانين والإجراءات (قوانين الطيران وإجراءاته المختلفة الإدارية والفنية والقانونية المختلفة).
4- إلى اتفاقيات وتعاملات تجارية ومدنية وقانونية تدعم حركة النقل والتشغيل والصيانة.
5- إلى بيئة داخلية (الركاب) وتعاونهم مع التعليمات وانصياعهم للإرشادات.
6- إلى بيئة خارجية (منظمات الطيران ومنظمات النقل والتأمين) وإتباع واحترام القوانين والاتفاقيات الدولية والتعاون مع تلك المنظمات.
فهل تستطيع تلك المنظمة أو الدولة تحقيق أهدافها بدون قيادة حكيمة وخبيرة؟
هل تستطيع تلك الطائرة أو الحافلة الوصول بركابها بسلامة إذا كانت خربة وتتعطل كل حين؟
هل تستطيع أن تكون على كفاءة بدون صيانة دورية وتجديد لقطعها كلما لزم الأمر بقطع جديدة ومضمونة بمعايير دولية؟
هل تستطيع حمل ونقل الركاب بدون حركات بيع ودعاية وتنسيق وتخطيط عمليات وتخطيط تشغيل وحجوزات ....؟
هل تستطيع التوجه في السماء بدون معايير ومؤشرات وأدلة واتجاهات وبوصلة واتصالات ......؟
هل تستطيع الوصول بسلام وركابها متناحرون ومتقاتلون ومختلفون؟
هل تستطيع حمل الركاب إلى دولة أخرى وبدون اتفاقيات وعلاقات؟
هذه النظم يجب أن تعمل معا بكفاءة وانسجام وتعاون وتفاعل و إلا لن تصل الطائرة إلى أهدافها وإن وصلت فستصل بمستوى متدني.
بل إن المسألة فيها من التداخلات أكثر مما بسطته لكم. فنظم الصيانة والتشغيل وحدها تحتوي على نظم الوقود والاحتراق، نظم الكهرباء والطاقة والتبريد والتسخين، نظم التشغيل والماكينة والجر والسحب، نظم الكوابح والحركة والشاصيه والعجلات، نظم الملاحة الجوية والرادار، .............الخ فما أدراك بنظم الدولة ومؤسساتها؟
كل ما تقدم مما ندعوه بالنظم ما لم تتغير وتتطور وتصبح أكثر كفاءة وحيوية وفعالية وبشكل متواصل لا يعرف الكلل فلن يحقق التغيير والإصلاح أهدافهم، وفي أفضل الأحوال سيظلل التغيير يراوح محله..
لابد بداية من تطوير رجال التنمية والتطوير، ورجال السياسة والإدارة والاقتصاد ....الخ ليكونوا هم نواة التطور والتغيير وعلى إدراك عليم وحكمة بصير. ولا بد من تطوير التعليم ورفع معدلات مخرجاته.
ولا اتذكر من اى مجله او موقع اخذته من عدة سنوات