يا قلبُ صبراً
يا قلبُ صبراً على داءٍ طوى جَسَدي
قد أعجزَ الطبَّ، والتطبيبُ لَم يُفِدِ
أقلِّبُ الليلَ والأوجاعُ تؤْرِقُني
من بثِّ نزفِ جراحي لا أُعيلُ غَدي
فالجسمُ مستضعَفٌ والقلبُ مرتجِفٌ
والدمعُ منقذفٌ من ساخنِ الوبَدِ[1]
ربَّاهُ، كلُّ الذي لاقيتُ من كمدٍ
قد لا يساوي اصطبارَ العبدِ ذِي الجلَدِ
في غرَّةِ الفجر في ليلٍ بلا قمرٍ
إني وقفتُ ببابِ الواحدِ الأَحدِ
هل يُطردُ العبدُ إن ضاقَ الوَسِيعُ بهِ
يَبكي رجاءً ويَبغي أَغْيَثَ المَددِ
حاشاهُ وهْوَ الكريمُ عند سائلهِ
أنْ يَحرمَ العبدَ مِن آلائهِ اللُّبَدِ.
-------------------------
[1] الوبَد: النُّقْرةُ في صَفاةِ الجَبَل يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ.