عن أبيِّ بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة (وهي الأضاءة بفتح الهمزة مستنقع الماء وكان بموضع من المدينة وينسب إلى بني غفار فقد نزلوا عنده) ,بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إن الله يأمرك أن تُقرئ أمتك القرآن على حرف فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ، ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تُقرئ أمتك القرآن على حرفين , فقال : أسأل الله معافاته و مغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثة فقال : إن الله يأمرك أن تُقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف , فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تُقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف , فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا . (رواه مسلم) .
جعلني هذا الحديث أتساءل ، كيف تكون القراءة على حرف أصعب من القراءة على أكثر حتى وصلت السهولة إلى سبعة أحرف حسب الحديث الشريف ، وبقيت الإجابة في ذهني تتردد لكنها تبحث عن الدليل حتى قرأت الحديث الصحيح التالي فتدبروه وستعرفون السبب ، والله ولي التوفيق.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره (أواثبه وأقاتله) في الصلاة فتصبرت حتى سلَّمَ ، فلببته بردائه (جمعت عليه رداءه عن لبته) فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فد أقرأنيها على غير ما قرأت , فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ يا هشام . فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت . ثم قال : اقرأ يا عمر , فقرأت القراءة التي أقرأني , فقال صلى الله عليه وسلم : كذلك أنزلت. إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه . (رواه البخاري ومسلم ) .