حديث الحب
يقولُ الحبُّ: يا مطرَ الصباحِ
تسلَّلْ في شَذيَّاتِ الأَقاحِي
ويا زهَراتِ رَوضَتِنا أفِيقي
فصَوتُ الطيرِ يَصدحُ في المَراحِ
♦ ♦ ♦ ♦
يُنادي العِشقُ أرياحَ السَّماءِ:
تلقِّي السُّحْبَ في أعلَى الفَضاءِ
دَعيها تسكُبُ القَطَراتِ فجراً
لَسِحرُ الفَجرِ في مطرِ الشِّتاءِ
♦ ♦ ♦ ♦
يقولُ الحبُّ: يا طيرُ اصدَحِي لي
أنَا المحبوسُ في صدرِ الجَميلِ
يُداعبُني قليلاً ثمَّ يَدنُو
منَ التلفازِ يَعبثُ بالجَديلِ
♦ ♦ ♦ ♦
انا المَكبُوتُ في حُلمِ الخَجولِ
يغطِّيني بدَمعَتهِ القَتُولِ
أصاحِ، الدَّمعُ لَن يروي غَليلِي
عِناقُ الشوقِ جُزءٌ من فُضولي
♦ ♦ ♦ ♦
يقولُ الحبُّ: إنْ يُعقَدْ قِراني
منَ الدَّنِفِ المعتَّقِ بالمِرانِ
سأحيَا في ضياءٍ مُستديمٍ
ففِي الظَّلماءِ مَوتِي واحتِقاني
♦ ♦ ♦ ♦
أُحبُّ الضوءَ مِن كلِّ الجهاتِ
ولا أهوَى الظَّلامَ على حَياتي
لأنَّ الشمسَ دَربيَ لِلمَعالي
ونُورَ البدر يَكمنُ في صِفاتي
♦ ♦ ♦ ♦
يقولُ الطفلُ: يا أُمِّي املَئينِي
بحبٍّ كاملِ الدَسمِ ارضعيني
أرى الأشياءَ يَملؤُها بَياضٌ
كلَونِ الحبِّ ما بَينَ الجَبِينِ
♦ ♦ ♦ ♦
يقولُ الحبُّ: أَحببتُ الطُّفُولَهْ
بَراءاتي بأعيُنِهم خَجُولَهْ
تداعِبُني قلوبهمُ الخوالي
وأنفسُهمْ لألعابٍ غَليلهْ
♦ ♦ ♦ ♦
يقولُ الروضُ: كلُّ الكونِ يدري
بأني في دِما النحلاتِ أجرِي
ولَولا أنْ كساني اللهُ عِطراً
لضاقَ النحلُ مِن ألوانِ زَهري
♦ ♦ ♦ ♦
فقال الحبُّ: يا روضُ اعتذاري
لنِسياني جنينات الحَواري
رأيت الوردَ أغناكُم غراماً
تداعبهُ الشفاهُ من العَذاري
♦ ♦ ♦ ♦
يقول الغيثُ في همساتِ زرعِ
يدغدغه السُّنيبلُ فوق طلعِ
أيا زرعُ اشترِ النَّسَماتِ منِّي
فمِن أثداءِ ريحٍ كان رَضعي
♦ ♦ ♦ ♦
فقال الحبُّ: يا نهرُ ارتَشِفني
وبينَ السهلِ والوادي افترِشني
لأَسقي الغابَ من شَجرٍ لَفيفٍ
وبينَ الثلجِ إِسبَحْ وارتعشني
♦ ♦ ♦ ♦
وقد يطغَى على شَوقي انتِحاري
بقلبٍ محقنٍ بدماءِ ثارِ
وهل ينجو مِن الإحراقِ حبٌّ
اذا اختارَ التعايشَ وسْطَ نارِ؟