|
أُمَّاهُ عُودِي لِلْحَيَاةِ فَإِنَّنِي |
نَبَضَتْ عَلَى رُوحِي الْحَيَاةُ تَيَتُّمَا |
كَيْفَ السَّبِيِلُ إِلَيْكِ رَبِّي دُلَّنِي |
وَالْمَوْتُ حَقٌّ فِي الدُّنَى قَدْ سَلَّمَا |
الْعَيْشُ مُرٌّ دُونَ نَبْضِ حَنَانِهَا |
لِيُقَبِّلَ الصَّدْرَ الْحَزِينَ تَرَحُّمَا |
قَدْ مَرَّ عُمْرِي وَالشَّبَابُ يَذِلُّنِي |
وَبِرِحْلَةِ الأَيَّامِ شَيْبِي أَعْلَمَا |
مَنْ قَدْ تَبَقَّى كَيْ أَرُدَّ بَشَاشَةً |
بِمَلاَمِحٍ فِيِهَا الشُّحُوبُ تَجَهَّمَا |
فَبَصِيصُ طِفْلِي مِلْءَ رُوحِي قَابِعٌ |
لَازَالَ يَبْكِي مِنْ فِرَاقٍ أَظْلَمَا |
وَالطِّفْلُ لَوْ تَدْرِينَ..أُمِّي..لِلْحَنِيـِ |
ـنِ يَتُوقُ دَوْماً فِي الظَّلامِ إِذَا اْنْعَمَى |
وَأَنَا عُمِيِتُ..بُعَيْدَ فَقْدِكِ لَفَّنِي |
شَبَحُ اللَّيَالِي وَاللِّحَافُ تَحَزَّمَا |
وَتَجَعَّدَ الْفَرْشُ الْوَثِيِرُ بِنَوْمَتِي |
مُذْ لَفَّ جِسْمِيَ طَيَّ حُلْمِي كَالدُّمَى |
لَعِبَتْ بِهِ الآهَاتُ جَهْلاً وَالأَنِيِـ |
ـنُ مُعَرْبِدٌ..صَوْلاً وَجَوْلاً نَغَّمَا |
الآهُ يَا أُمِّي تُجَلْجِلُنِي بِهَا |
وَأَنَا هُدُوئِي فِي انْزِعَاجِي حَطَّمَا |
وَالْحُزْنُ يَا أُمِّي يُعَانِقُ رِقَّتِي |
وَأَنَا عِنَاقِي لِلشَّقَاءِ تَصَنَّمَا |
عُودِي لَعَلِّي فِي الإِيَابِ أَدُلُّنِي |
إِنَّ الضَّيَاعَ بِرِفْقَتِي قَدْ لَمْلَمَا |
أُمَّاهُ..دَمْعِي بَعْدَ مَوْتِكِ نَازِفٌ |
فَلَقَدْ جَرَى فِي الْعَيْنِ حَتَّى وَرَّمَا |
وَالرِّمْشُ سَيْفٌ فِي الْمَآقِي خَزَّنِي |
لَمَّا تَغَلْغَلَ فِي الدُّمُوعِ مُعَلْقَمَا |
الدَّرْبُ يَشْكُو مِنْ مَتَاهَةِ شَارِدٍ |
أَيْنَ الَّتِي نَقَشَتْ بِدَرْبِي مَعْلَمَا |
وَالأَيْكُ لَفَّ مُشَبَّكاً بِتَلَوِّنِي |
وَكَأَنَّنِي الْجُورِيُّ مَحْبُوسُ الدِّمَا |
وَلَكَمْ غَفَتْ فِي وَرْدَتِي بِرَبِيعِهَا |
كلُّ الْمَعَانِي..فَاسْتَفَقْتُ لِأَفْهَمَا |
إِنَّ الْوُرُودَ بِلاَ مِيَاهٍ تَنْثَنِي |
وَتَمُوتُ فِي بِسْتَانِهَا لَو قُلِّمَا |
وَالْجَذْرُ إِذْ يَجْفُو الْغُصُونَ سَنَجْتَنِي |
مَا خَرَّ مِنْ وَرَقِ الْوُرُودِ مُخَرَّمَا |
جَنَّاتُ عُمْرِي قَدْ ذَوَتْ أَغْصَانُهَا |
مُذْ مَاتَ جَذْرٌ مِنْ دَمِي مُسْتَسْلِمَا |
وَالطَّيْرُ غَابَتْ فِي الْحَيَاةِ تَيَتُّماً |
مُذْ هُدَّ بَيْتٌ..وَالْفِرَاقُ تَجَسَّمَا |
تِلْكَ الْمَوَاسِمُ لَمْ تَعُدْ بِغِيَابِهَا |
فَالْعُشُّ مَا بَيْنَ الْغُصُونِ تَهَدَّمَا |
أَيْنَ الَّتِي كَانَتْ تُلَمْلِمُ مِحْضَنِي ؟ |
أَحَمَامَتِي عُودِي لِحِضْنٍ قُسِّمَا |
يَا رُبَّ عَوْدٍ بِالْحَنَانِ يَضُمُّنِي |
وَيَضُمُّ أَشْتَاتَ الْعَوَائِلِ بَلْسَمَا |