مقدمـة
تؤكد البحوث التربوية أن الأطفال كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم التمثيلي الحر ، واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها .
ويعتبر اللعب وسيطاً تربوياً يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة . وتؤكد العديد من الدراسات أن اللعب يؤدي إلى إحداث التوازن الانفعالي عند الأطفال ؛ فالطفل يمارس خبراته السارَّة ، ويصنع عالمه بطريقته الخاصة ، كما تؤكد الدراسات على أهمية اللعب في تنمية النواحي الحسية والحركية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، وبالتالي فإنه يؤدي إلى بناء الشخصية وتنميتها .
ويعتبر أسلوب التعلم باللعب واستخدام الألعاب التربوية في تعلم وتعليم النحو والصرف في اللغة العربية من المداخل المعاصرة التي تجعل المتعلم في حالة من النمو والتفاعل لتعلم وفهم القواعد النحوية والصرفية واستخدامها وتوظيفها في أنشطته اللغوية والتعبيرية المختلفة.
ومن هذا المنطلق ارتأينا إعداد هذه الورقة التي ستكون مادة مرجعية للمعلمين والمعلمات الذين سيشاركون في اللقاء التربوي الذي سينظمه مركز القطان لعدد من معلمي ومعلمات اللغة العربية قريباً .
وتتناول هذه الورقة النقاط التالية :
1 ـ اللعب :
مفهومه ـ أنواعه ـ سماته ـ أصنافه ـ وظائفه وأهميته ـ خصائص لعب الأطفال .
2 ـ الألعاب التربوية :
تعريفها ـ التطور التاريخي للألعاب التربوية ـ التمييز بين المحاكاة التربوية والألعاب التربوية ـ شروط اللعبة التربوية ـ فوائد الألعاب التربوية ـ أنواع الألعاب التربوية .
3 ـ أسلوب التعلم باللعب :
تعريفه ـ أهمية اللعب في التعليم ـ فوائد استخدام أسلوب التعلم باللعب ـ دور المعلم ـ الكفايات التعليمية اللازمة للمعلم لاستخدام أسلوب التعلم باللعب من حيث : اختيار اللعبة ، وتصميمها ، وتطويرها ، وتنفيذها ، وتقويمها .
4 ـ توظيف الألعاب التربوية في تدريس النحو :
مكانة النحو في اللغة العربية ـ صعوبات تعليم النحو ومحاولات التغلب عليها ـ توظيف الألعاب التربوية في تدريس النحو ـ أمثلة لألعاب تربوية في مادة النحو .
والله نسأل أن تفيد هذه الورقة معلمي اللغة العربية بحيث تكون حافزاً لهم لتجريب هذا الأسلوب في تعليم مادة النحو ، لعلنا ننهض بلغة أبنائنا وبناتنا ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
1 ـ اللَّعِب
مفهوم اللعب :
اللعب هو استغلال الطاقة الحركية والذهنية في آنٍ واحد عبر نشاطٍ ما ، قد يكون موجهاً أو غير موجه ، يقوم به الأطفال عادةً لتحقيق المتعة والتسلية والتعلُّم بطريق غير مباشرة ، ويستغله الكبار كي يسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها العقلية والجسمية والوجدانية .
وبذلك فإن اللعب غريزة إنسانية تنشأ مع الإنسان منذ لحظات ولادته الأولى ، وهو يكتسب من خلاله أنماطاً سلوكية تنعكس على المواقف التي تواجه الأطفال في مراحل مقبلة من العمر. كما أن اللعب قد يكون على شكل حركة أو عمل يمارس فردياً أو جماعياً ، ويستغل طاقة الجسم الحركية والذهنية ، ويمتاز بالسرعة والخفة ، ولا يُتعِب صاحبَه ، ولا يهدف إلا إلى الاستمتاع .
أنواع اللعب :
اللعب نوعان : موجه وغير موجه .
1 ـ اللعب الموجه : وهو الذي يكون مزوداً بألعاب مميزة ضمن خطط وبرامج وأهداف
يحددها الكبار وينفذها الأطفال .
2 ـ اللعب غير الموجَّه : وهو اللعب الذي يكون من نسج خيال الطفل وابتكاره ، انطلاقاً من
بيئته ، كالألعاب التي تأتي تلقائية من ذات الطفل .
سمات اللعب :
1 ـ قد يكون موجهاً أو غير موجه ـ كما أسلفنا .
2 ـ يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ، ويستغله الكبار عادةً ليُسهِمَ في تنمية
سلوكهم .
3 ـ اللعب عبارة عن حياة .
4 ـ اللعب نشاط يمارسه الناس أفراداً وجماعات بقصد الاستمتاع .
5 ـ هو استغلال طاقة الجسم الحركية في جانب المتعة للفرد ، ولا يتم اللعب دون طاقة
ذهنية .
6 ـ اللعب لا يمكن التنبؤ بخط سيره وتقدمه ونتائجه .
7 ـ يخضع لقواعد وقوانين معينة أو اتفاقات أو أعراف تتخطى القواعد .
8 ـ اللعب إيهامي أو خيالي .
9 ـ يمتاز بالسرعة والخفة .
10 ـ اللعب نشاط حر لا إجبار عليه .
11 ـ اللعب مستقل ، ويجري في حدود زمان ومكان معينين .
12 ـ لا يتعب صاحبه كالعمل لارتباطه بدوافع الفرد الداخلية .
أصناف اللعب :
يمكن تصنيف اللعب إلى ثلاثة أصناف :
1 ـ لعب له صفة روح المنافسة أو التحدي الموجَّه نحو الخصم ، سواءً أكانت الذات أم
غيرها ، في موقف معين يفترض تكافؤ الفرص عند الانطلاق .
2 ـ لعب يقوم على الصدفة أو الحظ .
3 ـ لعب التقليد الإيهامي أو التمثيلي .
وظائف اللعب وأهميته :
1 ـ اللعب وسيلة تفاعل الفرد مع بيئته .
2 ـ اللعب وسيلة لتطوير الفرد .
3 ـ اللعب وسيلة للتعلم .
4 ـ اللعب وسيلة لاكتساب أنماط السلوك المختلفة .
5 ـ اللعب وسيلة لتطوير أنماط السلوك المختلفة .
6 ـ اللعب يساعد على تفريد التعلم بالنسبة للأطفال .
7 ـ اللعب التمثيلي يوفر الفرصة للتعلم الاستكشافي .
8 ـ يوفر فرص التفاعل الاجتماعي ، وبذلك يبعد الطفل عن التمركز حول ذاته وأنانيته .
9 ـ يوفر الدوافع الداخلية للتعلم .
10 ـ يساعد على التكيف والانتماء ، وهو أساس النمو العقلي وتطوره .
11 ـ يقرِّب مفاهيم الحياة للطفل .
12 ـ اللعب يساعد في إحداث تفاعل بين الفرد وبيئته .
13 ـ اللعب يعتبر أداة فعالة لمواجهة مشكلة الفروق الفردية .
14 ـ اللعب أدة ترويض لتطوير جسم الطفل وإنمائه .
15 ـ اللعب نشط سارٌّ ومفرح ، ويعتبر علاجاً لمواقف الإحباط لأن الطفل يعبرعن انفعالاته.
16 ـ اللعب يلبي ميول الأطفال الطبيعية ويوفر لهم فرص النمو المتكامل .
17 ـ اللعب يمثل أسلوب المجتمع في توفير الفرص لاكتشاف القدرات الكامنة ورعايتها .
يتبع