بسم الله الرحمن الرحيم
فسَلِ الخَبيرَ
د. ضياء الدين الجماس
هيِّئ سؤالكَ واطرقْ الأبوابا = وافتحْ بقلبكَ كوَّةً أو بابا
لتنيرَ ظلمتَهُ وتُصبحَ مُبْصراً = وتكونَ في سِرْبِ الطيورِ عُقابا
لاتخجَلنَّ مِنَ السُّؤالِ مخافةً = فالخوفُ قتّالٌ وباتَ خَرابا
فإذا عَلِمْتَ جَوابَه سترى الهدى= وبأنَّ ما تخشاه كان سرابا
وستمتطي ظهر الخيول مُسابقاً= وبذاك تصبحُ فارساً جوّابا
فاقصدْ محاريبَ العلوم أُلي النهى= تجدِ الطيورَ تجمعتْ أسرابا
رافقْ رشيدَ الدَّرْبَ تلقَ ضياءَه = كالبدرِ يهدي تائهاً مُرْتابا
يعطي لمن طلبَ الرشادَ خريطةً = يختارُ منها ما يراهُ صوابا
واسألْ عن الله العزيز تجدْهُ أقْـ =رَبَ مِنْ وَريدِكَ شاكراً توَّابا
فإذا تولاكَ الذي علمَ الغيو = بَ هداكَ خيراً للسؤالِ جوابا
للسائلينَ جوائزٌ تُهدى لِمَنْ = صَدَقوا العهودَ ولازموا المحرابا
كنزُ العلومِ جواهرٌ ولآلئٌ = مخفيّةٌ عمّنْ سها أو غابا
فسَلِ الخبيرَ إذا جهلتَ مكانها = وكنِ الصدوقَ وتابعِ الأسبابا
حُفِظَتْ بقاعِ البحْرِ يجني دُرَّها = مَنْ غاصَ في لُـجَجِ البحارِ وآبا
لا يرهبُ الأمواجَ لو مرَجَتْ به = لَمَّا رآهُ الخوفُ فرَّ رُهابا
وبرفْقَةِ العُلماء طابَ مسيرهُ = وَمَعَ الجماعَةِ جاوزَ الأعتابا
فجَنُوا الجواهرَ واللآلئ حُلوةً= هي حقُّ منْ جَعَلَ الكتابَ مآبا