الأخ الشاعر الكبير د. سمير العمري
إن مجرد مرورك هنا شرف لي وشهادة أفتخر وأعتز بها , خاصة وأنتم تبحرون في معاني الكلمات , وأشكركم من كل قلبي على جهدكم , واسمح لي برد آمل أن أكون مصيبا فيه :
- لا النافية للجنس : نعم أتفق معك إنها ليست نافية للجنس لعدم توفر الشروط فيها وأنا لم أجزم بأنها كذلك و ولكنني تساءلت فقط .
- للإلهِ :
لقد سبق وأن بينت رأيي , كما لا مانع من تغييرها إلى ( يا إلهي ) وفي نفس الوقت وددت أن أبين ما يلي :
- لقد ورد في كتاب ميزان الذهب في صناعة شعر العرب وكذلك في مخطوطة الجامع في العروض والقوافي لأبي الحسن العروضي , في باب ما يحتمل الشعر : يجوز إشباع الحركة حتى يتولد منها حرف مد , ويكثر ذلك في الضمائر , كقول إمرئ القيس :
" ألا أيها الليلُ الطويل ألا انجلي ... بصبحٍ وما الإصباح منك بأمثل "
وهنا تم إشباع اللام في ( انجلِ ) بالرغم من إنها مجزومة والبيت ليس للتصريع.
كما ورد البيت التالي :
أخاكا أخاكا إن من لا أخا لهو ... كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ ( في ميزان الذهب )
وهنا تم إشباع الحركة في أخاكَ وفي لهُ .
وأمثلة كثيرة على ذلك منها :
ما أنت بالحكم الترضى حكومتهُ ... ولا الأخيل ولا ذي الرأي والجدلِ
كلانا غني عن أخيه حياتهُ ... ونحن إذا متنا أشد تفانيا
ويقول السيد البرعي شاعر الصوفية :
إنما أعشق خير الأنبياءِ ... أحمد المختار حقا يا أخي
ورغم أني لا أمانع من تغيير الكلمة إلى " يا إلهي" نزولا عند رغبتكم لكنني أرجو استمرار الحوار لبيان ما يجوز ومالا يجوز في مثل هذه الحالات.
- فِتات :
نعم الصحيح فُتات , وآسف على الخطأ الإملائي في تشكيل الكلمة.
- بُكمٌ :
نعم أتفق معك في إنها جمع أبكم ولكن في ذلك أوجه عدة :
الأول : هي بُكمٌ جمع أبكم والمقصود بها ( أبكم اللسان وأبكم البصيرة وأبكم العقل )
الثاني : جواز استخدام الأسماء بدل الوصف في الشعر كقول الشاعر :
هذا لعمركم الصِّغارُ بعينهِ ... لا أم لي إن كان ولا أبُ
الثالث : بَكَمٌ : ويجوز تسكين الحرف المتحرك وتغيير حركة الحرف الأول إن كان المقصود ما زال مفهوما, وقد ورد في ميزان الذهب :
يجوز تسكين المتحرك وتحريك الساكن كقول أبي العلاء المعري :
وقد يقال عثار الرُجْل إن عثرت ... ولا يقال عثار الرَّجْل إن عثرا
وكقول ابن الجوزي :
تبا لطالب دنيا لا بقاء لها ... كأنما هي في تصريفها حُلُمٌ ( حلُم بدل حلْم )
وكقول شاعر آخر :
تبقى صنائعهم في الأرض بعدهم ... والغيث إن أبقى بعده الزَهَرا ( الزهَر بدل الزهْر )
كما جاء في مخطوطة العروضي :
يجوز للشاعر أن يمكن الحروف التي يلزمها الضمات والكسرات نحو :
عَضُد : عَضْد , فَخِذ : فَخْذ , كَبِد : كَبْد , عَلِم : عَلْم , كَرُم : كرْم , رَجُل : رَجْل , ضُرِب : ضُرْب , عُصِر : عُصْر .
وكقول الشاعر :
ألا ربّ مولودٍ وليس له أبٌ ... وذي وَلدِ لم يَلْدَه أبوان
وهنا سكن اللام في ( يلد )
- شئ :
نعم الصحيح شيء , وآسف للخطأ الإملائي
- عاتي:
جاء في كتاب القواعد الأساسية للغة العربية حسب منهج متن ألفية ابن مالك :
إذا وقف على المنقوص وكان منونا بعد فتحة أبدل تنوينه ألفا نحو ( رأيت قاضيا ) وإذا كان بعد ضمة أو كسرة حذف التنوين والياء وسكن ما قبلهما نحو ( هذا قاضْ , مررت بقاضْ ) ومنهم من يقف عليه برد الياء كقراءة بعضهم " ولكل قومٍ هاديْ " وإذا كان المنقوص غير منون ثبتت الياء ساكنة إذا كانت مفتوحة نحو ( رأيت القاضيْ ) وإن كانت مضمومة أو مكسورة فالأجود إثباتها موقوفا عليها بالسكون نحو ( جاء القاضيْ ) و ( سلمت على القاضيْ ) وجوز حذفها .
ولهذا لم أجد مسوغا نحويا لحذف الياء , وإبدالها بكسرة ثم إشباعها لتلفظ ياء , يقول إمرؤ القيس :
تنورتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي
ويقول آخر :
كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
- تجاهل
بمعنى أظهر الجهل ( عن سيبويه ) وعن الجوهري : أرى من نفسه الجهل وليس به , وفي لسان العرب جهِل فلان حقَّ فلان , وجهل فلان عليّ , و جهل فلان بهذا الأمر .
لذا أرى كلا القولين صحيحا ( تجاهل اللغة العربية أو تجاهل عن اللغة العربية )
كما ورد في الشعر الكثير من تعدية اللازم وإلزام المتعدي , ولا مجال لذكرها الآن .
- خاطئا و خطاة :
نعم المقصود هو من تعمد الخطأ وليس من أخطأ عن عدم معرفة. ( مختار الصحاح )
- ذا أو من :
ذا ( هذا ) اسم إشارة وكان المقصود به الإشارة إلى من سبقه ( طارق ) وهو ليس لحصر ما بعده كخبر عما قبله ( حصرا ) وهذا يتأتى لو أبدلت ( ذا ) بـ ( من ) حيث سيتغير المعنى ويصبح الإخبار محصورا بموصول الصلة , وهو لم يكن القصد به , ولتغير المعنى هنا لا أجد ذلك حشوا زائدا , وإن كان فهو لتعزيز المعنى , والحشو في الشعر جائز إن لم يكن زائدا لا يضيف للمعنى شيئا , وكقول الشاعر :
الله أكبر ذا الطود المنيف ذرا ... ذا العالم ابن العالم العلم ( وهنا جاءت ذا مرتين )
.................................................. ........
وتقبل خالص تحياتي , و أنا بانتظار المزيد منكم لننهل من علمكم , فوالله قد وجدنا في هذا الملتقى ما نتعلم منه.