الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي يعده
و بعد :
إخواني الأحبَّاء أعضاء ملتقى رابطة الواحة الثقافية
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
فهذا ردٌّ على ما تناوله بعض الإخوة في هذا الملتقى من نقدٍ لقصيدتي ( يا رب هل من توبة )، و لعلَّ أوفى الردود
كان ردُّ الأستاذ / عادل العاني ، و د / سمير العمري - حفظهما الله - و قبل أن أجيب على ردِّهما ، اسمحوا لي أنْ أبيِّن لحضراتكم ما رددتُ به على أ / أحمد الجمل-وهو أخٌ حبيبٌ إلى قلبي و أنا أ ستمتع بالقراءة له و هو يعلم ذلك -.
لقد قلتُ له -باختصار شديد - : 1- أنّ قصيدتي ليس بها أي خطإٍٍ عروضي و ما بها من تفعيلاتٍ فرعية فقد اتفق العروضيين على جوازها ، و إن كان الإتيان بالتفعيلة الأساسية هو الأفضل. 2- اقتراحه بأن أضيف ( و ) إلى ( ثمَّ أحنث ) فتصير ( و ثم أحنث ) قلتُ: هذا خطأ لغوي شنيع ( أن يأتي بحرفيْ عطف متتاليين لا فاصل بينهما) ولم أجد مثل هذا لا في نص شعري ولا في نص نثري ، فإن كان عندك مثل هذا فدلني عليه -جزاك الله خيرا-.
3- قلتُ في اقتراحه أن أكتب ( وكذا وربي من قبيح خطيئتي) مكان ( و ذا وربي....) أن هذا خطأ ؛ لأنَّ( كذا) اختصار ل(كذلك أو كذاك ) وأما ( ذا ) اختصار ل(هذا) فهي أصوب لغة و معنى في هذا البيت .
3- قوله بأن أغيّر بعض الكلمات لأجعل البيت هكذا( الذنب أهلك يا إلهي مهجتي / والذنب أسقط يا إلهي هيبتي) فقلتُ له أن ما يمنعني من ذلك أن بعض العروضيين قال: إذا كانت التفعيلة الاخيرة في الضرب ( التي بها القافية ) على التفعيلة الأساسية للبحر لايجوز أن نأني بالتفعيلة الفرعية في هذا الموضع
و العكس بالعكس وهذا ما تعلمته فأرجو من الإخوة الأفاضل -وخاصة ا/عادل العاني - أنتفيدوني في ذلك وهل هذا في كل البحور أم أنه يختص ببحر دون بحر
أم انه جائز في كل البحور -جزاكم الله خيراً-.وهذا أولاً
ثانياً:أ- و أمّا قول الأستاذ / عادل العاني (ولزيادة التوضيح خاصة فيما ورد بزحاف الوقص وهو حذف الحرف الثاني بعد سكونه لتصبح التفعيلة ( مفاعلن )
وهذا الزحاف ورد في مراجع العروض ومن أقرّه هو الفراهيدي :
يذبُّ عن حريمهِ بنبلهِ ... وسيفه ورمحه ويحتمي
مفاعلن مفاعلن مفاعلن ... مفاعلن مفاعلن مفاعلن
البيت ذكره المعري على أنه من وضع الفراهيدي ... الفصول والغايات 319 , وكذلك العقد 5 / 482
وكذلك أجاز الفراهيدي زحاف الخزل أي أن تأتي التفعيلة ( مفتعلن ) وهو حذف الحرف الرابع بعد تسكين الثاني.
منزلةٌ صمّ صداها وعفت ... أرسمُها إن سُئلتْ لم تجبِ
مفتعلن مفتعلن مفتعلن ... مفتعلن مفتعلن مفتعلن
والتفعيلات كلها دخلها الخزل ..
والبيت أيضا من وضع الفراهيدي كما ورد في المرجع المشار إليه في البيت الأول.
وما اتفق عليه أن القصيدة قد تأتي مشابهة للرجز لكن تفعيلة واحدة لو أتت من الكامل فهذا يكفي لنسب القصيدة للكامل.
الزحافات التي أقرها الفراهيدي ووضع لها أبياتا إذ على ما يبدو أنه لم يجد من الشعر الذي بين يديه ما يعزز رأيه في اعتماد الزحافات لذا ذهب إلى وضع أبيات ليعتمدها.)
أما موافقة حضرتك على ما قاله المعري عن الخليل بن أحمد الفراهيدي من وضع أبيات ليثبت به الوقص و الخزل فإني أنزّشه الخليل وهو أكبر من فعل ذلك
فهذا رجل وثق النايس في دينه و علمه و هو مؤسس هذا العلم فما الحاجة لاختراع هذه الأبيات و حتى لو فعل لرد عليه الجهابذة من الشعراء وعلماء اللغة في عصره كما فعلوا مع غيره.
ب-و أمّا القول(الزحافات التي أقرها الفراهيدي ووضع لها أبياتا إذ على ما يبدو أنه لم يجد من الشعر الذي بين يديه ما يعزز رأيه في اعتماد الزحافات لذا ذهب إلى وضع أبيات ليعتمدها.) فلقد و قعت عل بيت شعر من قصيدة ل عبدالله بن الزبعري في أوله وقص وهو:
تَنَكَّلوا عن بطن مكة إنها ******** كانت قديماً لا يرام حريمها
//0//0
مفاعلن ( والقصيدة من بحر الكامل ) انضر تفسير سورة الفيل لابن كثير .
ج-وأما قول الأشتاذ / عادل: (ورأيي أنه من الخطأ أن تأتي الأعاريض أو الضروب بهذين الزحافين. أما الحشو فربما يمكن أن تاتي تفعيلة فيما لو اختيرت حروف الكلمات بحيث تعوض عما حذف.) قال الاستاذ / محمد فاخوري : جوازات العروض و الضرب: يلحق عروض الكامل التام و ضربه معاً الجوازات الآتية :
1- الإضمار(تسكين الثاني المتحرك):يلحق كلاً من العروض و الضرب الصحيحين فيصبح كل منهما (متْفاعلن) و ينقل إلى ( مستفعلن ). وهو حسن.
2-الوقص( حذف الثاني المتحرك):يعني حذف التاء في ( متفاعلن) فيصبح كل من العروض والضرب ( مفاعلن). و هو صالح فيه إذا قل.
3-الخزل: وهو اجتماع الطي و الإضمار في (متفاعلن) عروضاً وضرباً ، يعني خذف الألف و تسكين التاء فيصبح ( مفْتَعِلن) و هو قبيح. ( موسيقا الشعر العربي:ص 92-93)
فما رأي الأستاذ/عادل في هذا الكلام؟
د- قال الأستاذ/ عادل:( أنا أوضحت في التقطيع أين جاءت مفاعلن , وأين يمكن أن تكون ( مفتعلن ) إذا حركت ياء ( يا ربيّ )
كلا الزحافان لم يأتيا في الشعر العربي القديم بل اعتمدهما الفراهيدي ونظم عليهما أبياتا ليدعم رأيه.
ويبقى هذا من يتقبل ذلك أو من لا يتقبله...) نعم أعترف بخطإي في الإتيان بتفعيلة ( مفْعولن) في الحشو ولكني فعلت ذلك ظناً مني بأنه طالما جازت في الضرب فمن باب أولى أن تجوز في الحشو. و أما موافقة الأستاذ للمعري في وضع الخليل للأبيات ليدعم قوله بجواز الوقص و الخزل و أنهما لم يأتيا في الشعر العربي القديم ، فقد سبق الرد على ذلك و أتيتُ ببيت لعبدالله الزبعري .
هـ - قال الأستاذ عادل:(ويبقى الشطراان اللذان اضطر شاعرنا لإضافة هاء السكتة أو تسكين الكلمة :
فالذَّنبُ يا ربِّي أماتَ فؤاديّهْ ... العروض تصلح هنا لو كان الضرب يشابهها والروي فيها الياء.
فَمُنَّ يا ربِّي بِحُسْنِ الخاتِمةْ ... كذلك هنا لا تجوز هذه العروض إلا إذا كان الضرب يشابهها . والروي فيها الميم لأن هاء السكتة لا تصلح رويا.)
لقد قرأتُ عدة قصائد فيها ذلك و لكني-حقيقة-لم أنتبه لهذا الشرط الذي ذكره الأستاذ ؛ لجواز فعل ذلك و سأراجع هذه المسألة وأنا أشكه من صميم قلبي فجزاه الله عني خيراً.
و- قال الأستاذ عادل:(أما موضوع أن كان الشعر يغنى أو لا ... فنحن نعلم أن الفراهيدي اعتمد في قواعده للعروض والزحافات رنينا معينا كان يصدره من الطرق على إناء وهو متدلٍ في بئر.) و أنا أؤكد على ما قال الأستاذ ولقد سألتُ بعض الإخوة الذين لهم أذن موسيقية وممن يكتبون الشعر بالسماع عن قصيدتي
هل فيها نشاذ في موسيقاها؟ فأجاب حفظه الله قائلاً: لا إلّا في موضعٍ كان ثقيلا نوعاً ما.