|
سأهمي.. ككــفّ الغمـــام ، فكُفّي |
ملامــاً ، أحــــبّ الـذي لا يلــــومُ |
ففي كـــلّ زاويــــــةٍ آهــــــــــةٌ |
وفي كــلّ دربٍ أسىً ووجـــــــومُ |
مناظرُ للبؤسِ .. تُبكي الصخورَ |
هــــنا جائــــعٌ .. وهــناك يتيـــــمُ |
فكيـــف أضـــنّ ! وهـــــذا يـــــئنّ |
طــريـــحاً ، وذاك أراه يهــيــــــمُ |
دعـيني.. ، فــإنّ بحـــار المآسي |
تطــــمّ ..، ويطغى الظــــلامُ البهيـمُ |
أأشبعُ ! والناس حولي تمـــوتُ |
مــن الجــــوعِ ، إني إذنْ للئيــمُ |
ولــــو أنّ كــــلّ الــدنا فــي يــدي |
لجــدتُ بها ، فالزمـــانُ غشــــومُ |
هي الحربُ هذا الجنونُ العنيفُ |
وهــــذا العمى.. والصّــراعُ الأليـــمُ |
أنانيّـــــةٌ ليس تفنى ، وظلــــمٌ |
يعـربــــدُ ، والظلــــمُ داءٌ قـديــــــمُ |
وجهلٌ بهـــــذي الدنا مزمــــنٌ |
كــأنّ الــورى ليس فيـهم حـكــــيمُ |
ففي كــلّ يـــومٍ دمٌ ودمـــــارٌ |
وفي كلّ يـــومٍ لظىً وهـشيــــــــمُ |
قــرىً ومـــدائـنُ في لحظـــــةٍ |
تُـــدكّ على الناسِ ، فهـْي رجـــــومُ |
فلســتَ ترى غــــيرَ غـربانـــــها |
وبوماتــها في السمــاء تحــــــومُ |
تقهقــــهُ ..من عـربدات الطغــــــاةِ |
وقــــد أسكرتـها الـــدِّما والرســـــومُ |
كــأنّ الحـــياة تــــدومُ لحــــيٍّ |
متى لمحــــةُ الـــبرقِ كــانتْ تـــدومُ |
رأيتُ الغــباءَ .. غــباءَ الورى |
ولا مـــثل مَـنْ للخـلـــود يـرومُ |
يمزّقُ ( فرعونُ ) مليونَ طفلٍ |
وفي حضنه كـان ( موسى) الكليمُ |
ويسرقُ ( قارونُ ) خبزَ اليتامى |
فتسرقـــه الأرضُ ، وهْــي جحيــمُ |
ويحرقُ ( نيرونُ ) روما ..، فها هي |
رومـا تغـنّي ، ومـــات الزعيــــمُ |
سأعطي .. وأعطي ..، أقسّــمُ روحي |
ليحــــيا فـتىً جـائــــعٌ وعـديـــــمُ |
سـأترك للّـــــــهِ مــا في يــــدي |
أليس لـديـــه النعـيــــمُ المقيــــمُ |
( فراديسُه ) لا تعـــدّ ، أعــدّتْ |
بأيديــه ، وهْــو العـزيزُ الرحـيـمُ |
غداً سوف ينــدمُ قلــبٌ شحيـــحٌ |
ويفـــرحُ بالأجـــر قلـــبٌ كريــــمُ |