أخي الكريم الأستاذ عادل العاني ، أحيانا يكون الإرشاد البريء سبب الإحن والعداوات والبغضاء، فبعض الناس يتضايقون من التوجيه والإرشاد ، يخرجون عن عمود الشعر ومنطق اللغة وقواعدها ، ويريدون منا أن نصفق لهم ، والحق أحق أن يتبع ، ولا يصح إلا الصحيح ، والقافلة تسير والغثاء يسافر به سيل الحقيقة إلى مجاهيل النسيان ، ولست أعني صديقك الشاعر حقا وصدقا ، إنما هو تلاقح الأفكار .
ذكرت قصيدة في هذا الصدد ، وأحببت أن أطلعك عليها وأرجو أن تنال بعض إعجابك :
|
كَمْ يُعْجِبُ الناسَ في الآراءِ كاذِبُهَا |
وَصادِقُ الرأيِ يَسْـتَـعْدِيهِ غالِبُهَا |
لَطالمَا كُنتُ أُسْدي النصْحَ في أدبٍ |
وللنصَائحِ أحْيانا مَتاعِبُهَا |
مَنْ للْقصائِدِ لا حامٍ ولا حَرَسٌ |
يحْمي حِماهَا مَتى لاحَتْ نوَاصِبُهَا |
بعْضُ القَوافي عَرَاها اللَّحْنُ وا أسَفا |
يُخْشَى مداهُ ولا يُعْناهُ صاحِبُهَا |
كَمْ فاشِلٍ رَفْرَفَتْ في الشعرِ رايتُهُ |
بِزائفِ المدْحِ ، إنَّ المدْحَ عَائِبُهَا |
والنقْدُ قَدْ كَشَفَ الأسْتارَ عنْ فِئَةٍ |
غَرْقَى مَتَى رَكِبَتْ شِعْراً قَوَارِبُهَا |
صِفْرٌ مِنَ الحُسْنِ لا تَخْفَى قَبَائِحُهَا |
والبُومُ بُومٌ وَلَوْ قُصَّتْ حَوَاجِبُهَا |
يَرَاعَتِي ! كَفْكِفِي التمْحيصَ واعْتزِلي |
إنَّ القَوَافيَ قَدْ سَابَتْ مَسَارِبُهَا |
أثْنِي على مُدَّعِي الإبْدَاعِ وامْتَدِحي |
أشْعَارَ غِـرٍّ بِوَحْلٍ غَارَ قَارِبُهَا |
وجَامِلِي تَسْلَمِي والسِّلْمُ مُـفْـتـَقَـدٌ |
إنَّ المَدائِحَ أحْلاها كَوَاذِبُهَا |
"لافُضَّ فُوكَ " غَدَا سِرْبالُهَا خَلِقاً |
يَا طوُلَ عَهْدي بها شابَتْ ذَوَائِبُهَا |
"لافُضَّ فُوكَ " سَوَاءٌ عِنْدَ مَنْ عَرَفواْ |
ضَنَّ الْبَخيلُ بها أوْ جادَ وَاهِبُهَا |
فَهَكَذا أضْحَتِ الأشْعارُ عَائِبَةً |
وهَكَذا يُزْدَرَى في الناسِ عَائِبُهَا |
|
|