شبابيك القمح والماء
محمد نديم علي
كان الفجر يشقشق ...
أيقظني عند الشباك حديث عصافير
زقزق .... زقزق .... زقزق.
ألقيت بأغطية الليل بعيدا ..
وفتحت الشباك ..ففرت.
عدت إلى قوقعتي ...تلك المسكونة بالخوف ووسوسة الصدر .
راح صباح ... جاء صباح ..
أيقظني خلف الشباك ..حديث عصافير ..
زقزق .... زقزق .... زقزق.
قوقعتي تسكنها الشمس ..فتورق دفئا .
إيه يا من قد أيقظت ِ القلب حنينا للشمس
ها هو راح كطفل يحبو نحو رواق البهجة
ينفض عن عينيه الحزن ويدخل دائرة الأضواء.
راح صباح .. جاء صباح .
فنثرت عيوني قمحا ودموعي ماء .
كي أستجدي كل عصافير الحي أغاريد.
كي تلهمني لحنا ما عانقني يوما .
إذ يوقظني عند الشباك حديث عصافير
زقزق .. زقزق... زقزق.
إيه يا من قد أيقظت ِ القلب حنينا ..
قلبي مسكون بالشوق إليك.
مثل شبابيكي ... تلك المسكونة بالقمح وبالماء .
عودي ...... عودي ...
ذات صباح عادت ...
ألفيت خطابا ... وحروفا من ريش :
يا سيد هذا الكون ...لا تغتر بمائك أو قمحك ..
ما كانت هذي الطير تغني من أجلك .
فارجع ... واكسر قوقعتك ...
واقرأ في سفر الكون الكائن في صدرك
واكتب أغنيتك صافية ....كي تزهو كل شبابيكك ...
بالقمح وبالماء.