لست أدري ما الهويّة
ما شعارُ الجاهليّة
لست أدري أين سُعدى ،أين ليلى العامريّة
هل إلى الذات إيابٌ
يمنحُ القلبَ انتسابًا وانتماءً ووصالاً
يذرُ البينَ أليفًا مشرقيًّا ألمعيًّا
أم شرورٌ وبليّة ؟
لست أدري يا حياتي ، أعليهم أم عليَّ ؟
أيّها المُضنى تمهّـلْ في خيالِ الأمنياتِ
ذاكرًا شوطَ أقاحٍ ورياحٍ للمعاني
لا تواسي من يعاني
من طيوفِ الحِقْدِ حولَ الترّهاتِ
قل لقلبي يا نديمي هوَ دِيــنٌ ، أم هيَ الدنيا الدنيّة ؟
فاحذروا يا قوم أذنابًا شقيّة
ظهرت قبلْ عقودٍ حافلاتٍ بالدَّهاءِ
ترسمُ الوجْدَ سهولاً وخِلالاً ودنانًا
وعهودًا من وباءٍ
بل هي اليوم تنادي في غلوٍّ وخفاءِ
عن لظى ثاراتِ عبسٍ في الحدودِ
أيها الغربيُّ مهْلاً ، لا تصرّح بالوباءِ
تدّعي الخوفَ من الإرهاب مثل الأغبياءِ
ثم تهذي ، تتهزّا
ببدور الحُسْن في جوِّ السماءِ وإذًا
هذهِ دنيا وكراسي ، واختلافٌ في القضّيةْ
لست أدري ما الهويّة
قيلَ وجْهٌ ، أو كتابٌ ، أو مذاقٌ ووسيلةْ
قيل هبّي أيّها الركبان حبًّا في العراءِ
عانقي صقرَ الفيافي ثمّ صيادَ القبيلةْ
فشعارُ الجـَـهلِ زورٌ في أياديه العَميلةْ
ثم طعنٌ بالمعالي بالقصيداتِ الجميلة
واستخفّوا بالأغاني
تركوا المحبوبَ قالوا نحن أحفاد الخؤولة!
شبّهوا ، أو جسّموا ، حتى أهانوها الحميّة
ويحَ من خانوا مثابات الطويّة
ليت شعري يا فمي هل بعد هذا من وصيّة ؟
أين ليلى العامريّة ؟
كي ترى الأخلاف في عَرضِ الفتنْ
يشتمون النَّايَ غفلاً حيثما دار زمان الإمّعاتِ
حرّقوا الأخضرَ عن عمْدٍ وحبّاً بالضَّغنْ
بلباسٍ مشرقيٍّ من حريرِ الغربِ والنَّهبِ به حارَ الكفنْ
أيُّ حبٍّ ، أيّ ذوقٍ ، حين تغتاضُ الدِّمنْ ؟
هــــذه تاللهِ حـقّـاً هي عينُ الجاهليّةْ
لو رأوني في ودادي بالهدى الهادي أهيمُ
أتحدَّى عادياتِ الدَّهر إيمانًا وصبرًا لو رأوني
أتغنّى والمناراتُ نعيمُ
يتَّموا لحنَ التَّداني كفّروني
ثم قالوا إنّه عبدٌ سقيمُ
واستباحوا عطرَ أنفاسِ الودادِ
وأنا مُنذ قرونٍ لُبُّ أطيابي الحطيمُ
يا فؤادي كيف تنجو ، كيف أنحو
لست أدري ما القضيّة
يا مداراتي الأبيّة
قد مشينا بجلاءٍ وعروجٍ
وكمالٍ وبهاءٍ من جلالٍ يخلبُّ اللبَّ دلالاً
وجمالٍ ووصالِ يستقي للبال حالاً
وفقهنا أيّ دربٍ يهبُ الناسَ خِلالي
لم نراهنْ ، لم نجاملْ فذلكاتِ الانتحالِ
لم نقايضْ قدسَنا من عُمُلاتٍ أجنبيّة
نذكرُ العهد وفاءً بلحونٍ عربيّة
كيف يدنو مَن تباكى بعيونٍ سبئيّة ؟
فيمَ تهمي يا حبيبي عبراتُ الخالديّة ؟
فيمَ يلهو بالأقاحي نَزِقٌ واهٍ الجروحِ ؟
لا يرى في العلم شيئاً غير تشتيتِ الغوالي والصروحِ
أو قبابٍ يَنشدُ الماضي شذاها
ضنَّ أنَّ الظلَّ ميزان القروحِ
يقدح الصَّفوَ ومجداً في الأعالي كم فسيحِ
لا يرى في النفس إلا غاية الغلّ المُكنّى والصريحِ
أيّهذا لا ترائي والتثمْ سِّفرَ الصحيحِ !
فهو إجماعٌ ، قياسٌ ، لا تمزقْ بالهويّة
ذاك لغوٌ .... وأحابيل البقيّة
لست أدري ما الهويّة ، أين ليلى العامريّة
إنّه الأقصى ينادي : يا جموع الأولياءِ
هاكمُ الروحَ وشوقًا ليس يفنى والدموعَ
أنتم الأهل وأنتم نبع صدقٍ وغَناءٍ ووفاءِ
حاذروا الشرَّ تداعى منذ ألفٍ باذخ الغدر القديمِ
من مغاني الأدعياءِ
إنّهم خانوا ترابي ، كلهم خانوا القضيّة
يا خليلي فلنباهي بحمى الغالي الأمينِ
نكتب العهد يقينًا بمدادِ الأمنياتِ
نتأسَّى بحبيبٍ هو للتقوى مَعيني وننادي
يا ندى الفردوسِ إنعامَ الهوى ضوءَ اليقينِ
حينها يفنى ابنُ آوى ، وصغار الجاهليّة
يا سرايا الرُّوح إنّا عظماءٌ
حيثما غالى ابنُ قلبي بالهوى غِبَّ الجهادِ
" قيل قال " ليس فينا مذ دعونا للتداني
واحتفينا بالرشادِ
وإنتهضنا بقلوبٍ زاكياتٍ مُفعماتٍ بالوصالِ
لا لسانٍ بات يلهو في الرَّمادِ
يا سرايا الروح هيّا ، فالمعاني عفويّـة
إيْ وربّي مشرقـيّة
لست أنسى ما الهويّـة
هو وجدانٌ منيبٌ في نهاياتِ الكبارِ
ثمَّ إيمانٌ غنّيٌّ بابتهالاتِ الضَّميرِ
هو قلبٌ ، وسليمٌ ، وغيورٌ راح يرقى كالمنارِ
ثمَّ ديــنُ منه إسلامٌ عريقُ
هو شرعٌ عنه إيمان مع الزُّلفى شقيقٌ ووثيقُ
هو علمٌ فيه إحسانٌ رقيقُ
فاســألوا الأيّامَ عَـوْداً للعيونِ
السالفاتِ تحملُ الحبَّ شعاراً في ظِلال الأمسياتِ
وانشدوا عند حكيمٍ ذي رُقيٍّ باجتلاب الطيبينَ
كي نرى الإخلاصَ والنهجَ القويمَ
ونرى المختارُ فينا ينظرُ الأرواحَ وجدانًا عظيما
هــــذه عيْنُ الهويّة ، تلك أمُّ الواقعيّة
بين أنسٍ وجِنانٍ
وحضورٍ بين آيات الهوى بين السطورِ
حينها نمضي إلى وعدِ الثباتِ
حينها نحدو بشوقٍ لا خيالات تموتُ
حينها ...
نغدو شباباً بين ذاتٍ ونعوتٍ نشرب الكــأسَ حنانـًــا
يا هــوانا إنّه الوحيُ تباهى في حمانا
يومها يفقه فكــــري ما الهويّة
ويؤوب الطير يشدو ... ثمّ ليلى العامريّة
في انتظار قراءتها ونقدها من الطيّبين الأفاضل .