بسم الله الرحمن الرحيم
التقينا مرة أخرى على ضفاف الحرف، في أمسية كان ضيفاها الدكتور أحمد العودات والدكتور سلطان الحريري ، هي أمسية مختلفة عن الأمسيات السابقات، حيث أنها كانت الليلة للفكر والإنتصار للغة العربية.
وكان عنوانها "ضعف الجيل في اللغة العربية"
وكان الحضور طيباً ، حيث شاركنا في الأمسية لفيف من أهل الخير وهم :
د.سمير العمري ، د.السمان،د.جهاد بني عودة، د.كاظم الياسري،سلطان أل سبهان ، إحسان مصطفى ، نسيبة بنت كعب، نزار الكعبي ، عبلة زقزوق، حروف ، عادل العاني، شادن، زاهية ، لمجيد تومرت، خليل حلاوجي، وردة العالم ، عبد الرحمن العديني، حرة ، بندر الصاعدي، زيدان ، ومقدم الأمسية مصطفى بطحيش، ومحدثكم عدنان الإسلام
بالإضافة إلى ضيوف كرام آثروا أن يحتفظوا بأسمائهم
بدأ الأخ مصطفى اللقاء مرحباً بالحضور، معرفاً بموضوع الأمسية، ثم مقدماً للدكتور سلطان الحريري ، بعد أن أشاد بدوره وتواضعه.
وتقدم د.سلطان الحريري مرحباً بالحضور شاكراً د.أحمد العودات على حضوره واستجابته،
ثم بدأ الدكتور سلطان الحريري بحمد الله جل جلاله، وبيّن بعد ذلك ما تعرضت له اللغة العربية من هجمات ودسائس متلاحقة وكثيرة، مستدلاً بقول العقاد :"لقد تعرضت وحدها دون لغات العالم لما ينصب عليها من الدسائس ....." وقال أن القضية واضحة ولا تحتاج إلى عظيم إثبات.
ثم عدّد أنواعاً من الإتهامات للغة ، بزعم الزاعم أنها جامدة، وأن اللغة يصعب حتى على المتعلمين أن ينطقوا بها، ومستغرباً أن اللغة العربية تدرس أغلب المواد الأكاديمية والتعليمية بها ،إلا أننا نصطدم بجيل ضعيف جداً في لغته .
وقال أن علينا أن نعيد منهجية التعليم مرة أخرى، لأن التعليم يُغفل اللغة ولا يهتم بها.
ثم قدم لنا د.سلطان نظرية اللغة عند ابن خلدون وعند تشونكسي ، فلقد قال ابن خلدون في مقدمته :"هي ملكة صناعية شبيهة بالصناعة" وقال الآخر : "أن الطفل على استعداد لاكتساب اللغة"
فكيف ينشأ الطفل صحيح اللسان محباً للغة العربية؟
وضح د.سلطان الحريري أن ذلك يحتاج منها عدة أمور هي :
1. تنشأة الطفل على حب اللغة العربية ونطق الفصيحة وضرب لذلك مثلاً بالأستاذ الدمان الذي أنشأ روضة لا يتكلم فيها أحد إلا اللغة العربية ، حتى البواب والفرّاش.
كما أورد لنا مثلاً آخر وهو برنامج الأطفال الشهير "أفتح يا سمسم" حيث أقترحت اللجنة المكلفة بالبرنامج استخدام اللهجة المصرية ، إلا أن الدمان وياسر المالح أصرا أن يكون البرنامج باللغة العربية الفصيحة، وأحتج من أرادها باللهجة المصرية أن اللغة الفصيحة لا يفهمها الأطفال.
لكن الدمان برهن على أفضلية أختياره بتجربة رواية قصة ليلى والذئب على مجموعة من الأطفال وذلك باللغة الفصيحة، ثم سُئل كل واحد منهم أن يقول ما فهمه من القصة، فتكلم كل واحد منهم بلهجته العامية ما فهمه وكان فهماً شاملاً ، وحدث ما أراد د.الدمان وزميله د.ياسر المالح.
كما أوضح أن الطفل أقدر من كبار السن على تعلم اللغة ، وضرب لذلك مثلاً لابن الدكتور الدمان حيث قال لابيه : أريد أن استحصنك أي أجعلك حصاناً ، وهذا يدل أن الطفل قادر على معرفة التراكيب اللغوية ومحاكاتها.
2. تعزيز حبها في نفوس أبناءنا ، فكثير من الأهل يجعلون الرعب يدب في قلوب أبناءهم من اللغة العربية والنحو ،ويجعلون من ذلك جداراً هو جدار كراهية النحو وهنا تظهر مسألة أخرى ، أن علينا أن نفرق بين النحو الوظيفي والنحو التخصصي ، قاللحن الوظيفي هو الذي يساعد على تصحيح اللسان لدى الأطفال ، ولا يدخل إلى تفاصيل النحو ومتاهاته ، فالطفل بطبيعته النفسية يستسيغ النطق بصحيح الكلام ، إلا أنه لا يستسيغ تعقيدات النحو وتفريعاته.
لنا أكمال إن شاء الله تعالى