سبقتُ القومَ يومَ الإنسحابِ
وكنت ذكيَّهمْ عند التّغابي
يحبُّ البعض من يثني عليهِ
ويكرهُ ناصحًا عند العتابِ
وبعضُ الملحِ يصلحُ ما طهوْنا
وسهلُ المرء يحلو بالصعاب
وقد أعطيتهمْ حُلْوي ومرِّي
وذاقوا طعم نأيي واقترابي
و من يطلبْ نعيم الشهد يصبرْ
إذا ما ذاق بعضًا من عذابِ
رأيت القوم في جمل توالت
تشابه بعضها في كلِّ بابِ
تملُّ النفس منها دون طعمٍ
نعمْ ‘‘ماءٌ ولكنْ كالسرابِ
وهل طعم الغدير كطعم عينٍ
تفجَّر ماؤها بعد الغياب؟!
نعمْ.. هو نفس طعم الماء لكنْ
رأيتُ العين أحلى في الشراب
فقمت أشدهم بحبال رأيٍ
لعلَّ النور يبدو في الضبابِ
ولو أنِّي صمَتُّ لكنتُ فيهمْ
فتى الفتيان من غير ارتيابِ
ولكنْ كان رأيي واجتهادي
وبذل الرأي أدعى للثواب