فتاكِ يا قدسُ لا يُبَالي **يَكِرُّ في ساحة القتالِ
ويفتحُ الصَّدْرَ ليسَ يخشى**مدافعَ الغدر والضلالِِ
فهابه المجرمون لمَّا ** رأوهُ قد لاحَ في المجالِ
أطلَّ يختال مثل ليثٍ** يُبَيِّنُ النابَ للغزالِ
ومدَّ فوق التِّلالِ رأْسًا**كأنَّهُ الصَّقرُ في الأعالي
يطلُّ للقدس من بعيدٍ** أميرةِ المجد والجمالِ
ويذرف الدَّمع إذْ يراها **تئنُّ في الأسْر والحبالِ
تذكَّرَ الشِّبلُ مجدَ أمسٍ**وعزَّ أيَّامها الخوالِي
وقد رأى القيدَ في يديْهَا**تشُدُّهُ جندُ الإحتلالِ*1
رأى فلسطينهُ تنادي:**إليَّ يا ساكنَ الجبالِ
فهبَّ يعدو كما جوادٍ ** وعفَّرَ الأفْقَ بالرِّمالِ
رمى الفتى الصَّخرَ فهو جمرٌ** أصابَ -ما طاشَ عن نوالِ
كأنما الكفّ منه قوسٌ** وصخرهُ وابلُ النِّبَالِ
1*ننطقها هكذا جندُ لِحْتلالِ