السلام عليكم
(وهمٌ)
أما وجدَ الهوى أحداً سوانا
ليصبحَ عبرةً للعاشقينَ!
وما ذنبُ الذين إذا أحبُّوا؟
يظنون الهوى نُسُكاً ودينَ
توهمنا وما للوهمِ عزمٌ
قويٌّ كي نشدَّ به اليقينَ
فإنا قد زرعنا الأرضَ ظلاً
يشابُهنا إذا كنا نُسينا
نودِّعُ كلَّ شيءٍ حين نمضي
كما الأطيارُ ودَّعت الغصونَ
ونتركُ خلفنا الدنيا سلاماً
كصوتِ الماءِ يسقي الياسمينَ
ونحسبُ أننا من ماءِ وردٍ
خُلقنا والورى كدراً وطينا
فلا ذنبٌ سوى ما ليسَ منا
ولا عيبٌ سوى ما ليسَ فينا
ونحسبُ أننا كنا وإنا
نريدُ بأن نكونَ وأن نكونَ
أمانيّاً تركنا منتهاها
يرفرفُ فوقَ أجنحةِ السنينَ
تشابهت الوجوهُ كألفِ شمعٍ
تشابهَ في الغياهبِ واصطُفينا
نظنُّ الدهرَ يطوي كلَّ قرنٍ
كما تُطوى الرياحُ ليلتقينا
وإنْ قذفت بحورُ الناسِ غثاً
فإنَّ سرابَنا قذفَ الثمينَ
ويسري العطرُ دون الوردِ ليلاً
ليخلعَ ما عليه ويرتدينا
وإن نزلَ الظلامُ كسربِ طيرٍ
تشرَّبنا الجنونُ وغصَّ فينا
موسى احمد العلوني