عُودي
(في وداع أختي إيمان)
رحمة الله عليها
كيف أنتِ؟!
كيف صرتِ؟!
كيف مرَّت ليلةُ القبر عليكِ؟!
كيف يأتي الصبحُ يا أختِ إليكِ؟!
كيف كان الروح من بين يدَيك
حدثيني واسمعي مني، وزيدي...
****
أخبري ما كان مذ فارقتِنا
ليت أنَّا ما افترقنا ليتَنا..!
قطَّع الموت سريعًا وصلْنا..
وطوى ما كان فيما بينَنا
قدِّر الموتُ على كل الوجود!
****
لستُ أدري ما الذي قد كان منَّا
كل ما أدريه يا إيمان أنَّا
قد بُلينا، وامتُحنَّا، وثُكلنا
فبَكينا، وصبرنا، وبَكينا
ثم ودعناكِ في أرض اللحودِ
*****
وبكَينا بالدِّما من كل قلبِ
زوجك المحزون من كرب لكرب
أمُّك الثكلى تئنُّ: أنْ يا ربي!!
وأبوكِ قد فَنِيْ، وانهار دربي
وأتى الطوفان من كل السدودِ
*****
ومضينا وتركناكِ وحيدة
كنت نورًا وحنانًا يا شهيدة
كم لك الآلاء والأيدي الحميدة
فاهنئي بالعيش في الأخرى سعيدة
وانعمي بالفضل من رب حميدِ
*****
قد وددتُ يا حياتي أن تعودي
حدِّثيني واسمعي منِّي قصيدي
وانظري حالي ودمعي في السجودِ
واسمعي في الليل آهات الوريدِ
ثمَّ طِيري في جنانٍ للخلود