|
أصاحِ أُرِيكَ هل تَرَيَنْ بريقهْ |
ورَيِّقـَهُ إذا وافَى ورِيقَه |
فعُدَّ له إذا ما شئتَ عـَشْرًا |
إلى سبعينَ واستنظرْ غَدِيقَه |
كأنّ الوَدْقَ أيْمَنَ جَهـْلـَتـَيها |
وقوعُ حوافرِ الخيلِ الدقيقةْ |
كأنّ مَسِيلَ واديها بشِعْبٍ |
رُغاءُ البـَكـْـر إنْ تـَشْدُدْ وَثِيقه |
بنفسيْ نجعةٌ وطِلابُ غيثٍ |
ومسرىً والقلوبُ له مَشُوْقةْ |
فما الصحراءُ صحراءٌ ولكنْ |
رياضٌ أنتَ منها في حديقةْ |
كأنّ الأرض قد كُسِيَتْ بطرْزٍ |
من الحُلَلِ الأنيقة والرقيقةْ |
كأنّ النبعَ منها وهْو صافٍ |
شهَادٌ قد قَطَفْتَ بهِ رحيقه |
كأنّ الوارداتِ على جَنَاهُ |
من الحُورِ الحِسانِ ظِبًا طليقةْ |
كرائمُ ما مضَغْنَ القولَ يومًا |
ولا هتـَّكن أستارًا وثيقةْ |
بهنَّ الحسنُ ميزانٌ قويمٌ |
صِبَاغ الله لا صِبْغ الخليقةْ |
فَمُدَّ بقدرةِ الرحمنِ مَدّاً |
بها بَصَرًا وسُلَّ القلبَ ضِيْقه |
فإنا قد بُلينا في زمانٍ |
بقومِ الزُّورِ أعداء الحقيقةْ |
خفافيشٍ ترى في النور ضرّا |
وتأويْ في الدهاليز المضيقةْ |
لهمْ سلفٌ خبيثُ الفكًرِ مُرٌّ |
ومِرْجَلُ حقدِه يُذْكِي حريقه |
أتوا بمناهجٍ لا خيرَ فيها |
مشوهة مزورة صفيقةْ |
ودَسُّوا السم في العسل المُصَفَّى |
وقالوا العلم نستهديْ طريقه |
فلا واللهِ ما هذا بعلمٍ |
بلِ الأوهامُ والنِّحَلُ المَحِيقةْ |
وقالوا في القديمِ جمودُ فِكْـرٍ |
ألا جَمدتْ دماؤهمُ اللصيقةْ |
وقالوا العُرْبُ ما عرفوا علومًا |
ولا كانوا من الأمم العريقةْ |
وكيف وذِكْرُهمْ قد جاء فيهمْ |
وهُمْ أهلُ البيانِ أولو الطريقةْ |
ومن كان البيانُ له دليلا |
فلن يخشى القَتَامَ ولا مَضِيقه |
أتى القرآنُ فانفجرتْ علومٌ |
بوحْيِ النورِ من نَهْرِ الحقيقةْ |
وبالعربيةِ الشمَّاء قامتْ |
من القاماتِ هاماتٌ عتيقةْ |
فعَمَّ الدينُ والإسلامُ شمسًا |
فأشرق في المسافات السحيقةْ |
وغُمَّ الكفرُ والإلحادُ غَمّاً |
وكُلُّ منافقٍ صَلِفِ الخَليقةْ |
ومهما يفعلوا فالوعدُ حقٌّ |
بنصرِ اللهِ مَنْ وفّى حُقوقَـه |
وهذا فضلُ ربي إن ربيْ |
محيطٌ بالعباد وبالخَليقةْ |
إلهيْ قد علمتَ بصِدْقِ قَصْديْ |
فوفِّقـْنيْ إلى خَيْرِ الطريقةْ |
وعلِّمنيْ وزدنيْ منكَ علمًا |
وهَبْ ليْ مخرجًا مِنْ كلِّ ضِيقةْ |