نديَّ الخدِّ لا تسْتسقِ ما غاضا
فدمعُ العينِ عفَّ السكبَ إعراضا
تلطَّف في مناشدة الحَبابِ لقدْ
تشظى العمرُ من بلوايَ أنقاضا
ألمُّ الصبرَ بعد الصبرِ أرشفهُ
وتترعني كؤوسُ الهيعِ أمراضا
وما دائي بعطّارِ الحِمى يبرى
ولا نفسي تطيقُ الهمَّ إجهاضا
أرى التاريخ كالأيام دورتهُ
يُعيدُ العيَّ تلوَ العيِّ فرّاضا
جديدُ السوءِ في صحرائيَ الثكلى
سرتْ فيها دماءُ الصحبِ أحواضا
بتدْمرَ كيفَ حالُ الدينِ والدنيا
وخنزيرُ المجوسِ بطُهرها حاضا
تمادى القصفُ طال النخلَ باسقهُ
محى الأطلال تدميراً وإغماضا
عقَقتُ اليأسَ لا أشكو بهِ جَلَلي
شجوني فطرةٌ شعري بها فاضا
يواسيني المزنّر بالمنونِ إذا
تمايس في الجحافل كانَ عرباضا
طليقَ الثغرِ راح الموتُ يرقبهُ
ذَهولاً هالهُ بطلٌ بهِ خاضا
ويثخنُ بالزنادقة اللئامِ دِماً
يطاوعهُ المهندُ أينما راضا
فلا تغريكَ فتوى القاعدِ الغافي
كديكٍ من طويلِ رضوخهِ باضا