|
لا تَكتُبي الـشِّعرَ إِنَّ الشِّعـرَ أَعْـذَبُـهُ |
|
|
فـي مُقْـلَتيكِ بكُلِّ الصِّدقِ قد كُـتِـبا |
وفـي حَـديثِكِ أَنْـغامٌ مُـغَـرِّدَةٌ |
|
|
ونَـبْرَةُ الصَّوتِ فيها السِّحـرُ قد سُكِـبا |
وفـي قَوامُكِ وَزْنُ الشِّعـرِ مُنْسجِمٌ |
|
|
وبينَ شَـطْرَيْهِ خَـصْرٌ مَـائِسٌ طَـرَبَـا |
كلُّ التَّفاعيلِ تَـشدو وهي راقِـصَةٌ |
|
|
إذا خَـطَوتِ وتَـغْدو فِـتْنَةً عَـجَبَـا |
وفـي جـمالِكِ شِعْـرٌ حين أُبْصِرُهُ |
|
|
أَظَلُّ أَلْـمَحُ فـيهِ الـجَمرَ مُـلْتَهِـبَـا |
ونارُ حُسْنِكِ لِلأَحْشاءِ مُحـْرِقَـةٌ |
|
|
وفـي سَمائِكِ يُبْدي القلبُ لـي سُحُبَـا |
والغَوثُ منكِ رَجاءٌ باتَ يُسعِدُنـي |
|
|
وبِـتُّ للبرقِ فـي الآفـاقِ مُـرتَقِـبَـا |
والغَوثُ عندَكِ نَـبْعٌ طابَ مَـورِدُهُ |
|
|
حِـسٌّ وذَوقٌ وظَـرْفٌ عانَـقَ الأَدَبَـا |
لا تَكتُبي الشِّعـرَ أَنتِ الشِّعـرُ مَصْدَرُهُ |
|
|
ولا يَـجوزُ شِـراءُ الـمَنْجَمِ الـذَّهَبَـا |
إِن كان يَشْرَبُ ذَوْبَ الكَرْمِ عاصِرُهُ |
|
|
فأَيـنَ يَـذهَـبُ ظَـمآنٌ إِذا طَـلَبَـا |
هذي الـقصيدَةُ جَـاءَتني مُـهَرْوِلـَةً |
|
|
وكلُّ لَـفْـظٍ من الأَعـماقِ قـد وثَـبَـا |
وكنتُ من زَمَـنٍ ما غَـازَلتْ قَـلَمي |
|
|
أبـياتُ شِـعـري وكانت أَمْعَـنَتْ هَـرَبـا |
وأَنتِ وَحْـدَكِ قد أَلْـهَـمْتِ قافِيَـتي |
|
|
وكان حُـسْنُكِ فـي إِبْـدَاعِـها السَّبَـبَـا |
تُـهْدَى إِلَيكِ وقد قالـتْ مُـعاتِـبَةً |
|
|
يـا .. كيف يُهْدَى إِلـى الوَهَّابِ ما وَهَـبَـا |
فقُلتُ إِنْ قَـبِلَتْ منِّي شَـكَرتُ لَـهَا |
|
|
وإِنْ تَـأَبَّـتْ أَتَـاهـا الشِّعـرُ مُـنْتَـحـبـا |
حَاولتُ أَكْـتُمُ شِعـري عنكِ مُـجتَهِداً |
|
|
فما اسْتَـطَعتُ وقَـلبي مَـزَّقَ الـحُـجُبَـا |
ماذا سَنَكتُبُ إِنْ أَصْـبَحتِ شاعِرَةً |
|
|
وكيف يُـرضيكِ ما نُـبْديهِ إِنْ عَـذُبَـا |
ومَن سَيُصْغي لِشعـرٍ فيكِ نُـنْشِدهُ |
|
|
ومَن إلـى هَـجَـرٍ يَستَصْحِبُ الـرُّطَبَـا |
لا تَكْتُبي الشِّعـرَ كُونـي وَرْدَ حانَتِهِ |
|
|
وزَيِّنيهـا وكُونـي الـرَّاحَ والـحَـبَـبَا |