ضاقتْ عليَّ إلى القصيدِ دُروبي★★فذَكَرْتُ شمسَ الشِّعر بعدَ غروبِ
وذكرتُ أمواجَ البحارِ وفلْكَها★★ونسيمَها في هَدْأةٍ وهبوبِ
أيَّامَ كانَ الشِّعر فسحةَ خاطرٍ★★وفصاحةً تُثْري لسانَ خطيبِ
أشتاقُ للأشعار في صوَرٍ وفي★★معنًى وفي لفْظٍ وفي تركيبِ
بحَنينِ مشتاقٍ يتوقُ لدارهِ★★تَوْقَ الحمام لعُشِّهِ المسْلُوبِ
للأهلِ للجيرانِ للأصحابِ للأيَّام في بشرٍ وفي ترحيبِ
وإلى حكايات الممالكِ والملوكِ وقصةِ المنصورِ والمغلوبِ
والعينُ قد تعْمى ولا تدري الذي★★يجري وتدرِكُهُ شغافُ قلوبِ
رسمَ القصيدُ ملاحمًا وملامحًا★★لمعاركٍ ومدائنٍ وشعوبِ
فتحسُّ نبضَ الناسِ في أيَّامهمْ★★ما بين أمجادٍ وبينَ خطوب
مثل القلادةِ كان نظْمُ قصيدةٍ★★قد رُصِّعَتْ باللُّـؤلُـؤِ المشْبوبِ
فكأنها يومَ التَّغَزُّل زهرةٌ★★ألقى بها المشتاقُ للمحبوبِ
وكأنها يوم الكريهة جمرةٌ★★أو ضربةٌ من صارمٍ مذْرُوبِ
وكأنها يومَ الرثاء مدامعٌ★★رقَّ الحزينُ لدمْعِها المسْكُوبِ
وكأنها يومَ المديحِ تحيَّةٌ★★تصفو بها نفسُ الفتى المكْرُوبِ
واليومَ أشعارُ الحديثِ كأنها★★قطعٌ بلا نسَقٍ ولا ترتيبِ *١
واللُّؤلُؤُ المْنضُودُ أبْهَى منظرًا ★★من غيرِهِ في قالَبٍ مقْلُوبِ
والزَّهْرَةُ البيْضاءُ يظهرُ حسنُها★★بينَ الزُّهورِ الحُمْـرِ عندَ مُصيبِ
فاجمعْ من الألفاظ أجْمـَـلَ بَـاقَـةٍ★★بِـلَبَـاقَـة ٍ واظْفرْ بنَشْـرِ الطِّيبِ
١*نقصد به الشعر الحر الذي خرج عن قواعد الخليل وشعر السطر فالشعر في نظري هو العمودي الخليلي رغم بعض محاولات على استحياء لممارسة الحديث ولكن فعلا لا طعم للشعر الحديث والشعر هو العمودي اذا سميت شعرا في رأيي