اختلاف الأديان واعتبارُ ذلك من آياته الله وسُننه ، لم يُستفد من آية الروم على وجه الحصر ، لقد تَقرّرَ بنصوص عديدة (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين )) فهو من أهداف النشأة والتكوين ، وهذه سُنّة هادفة وواعية ..
أمّا آية الروم فهي تُمثل لأنواع الاختلاف كالألسنة ، وكما نعلم أنّ الألسنة بدلالة التضمن تُومئُ إلى ما يُعبّرُ به كلُّ قوم عن مقاصدهم ، ومِن جملة مقاصدِهم أديانُهم ومذاهبُهم ، ولا سبيل إلى إدراك اختلاف الألسنة إلا بتباين النطق والمعاني ، لذلك جاء في الختام (( إنّ في ذلك لآيات للعالَمين )) بفتح اللام قرأ الجمهور ، فالآية لكل مَنْ على وجه الأرض ، المسلم وغير المسلم .
وعندما يقول الله تعلى (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )) فهذه أيضا تدل على أنّ الله جعلنا أديانا مختلفة ، ففي المقام الأول حسب الظاهر هو اختلاف الأعراق ، وفي المقام الثاني اختلاف الأديان بدلالة التضمن .
أمّا سؤالك عن المرجع أو المصدر ، فجوابه هو سؤال في غاية الأهمية :
هل فَسَّرَ النبي ص جميع القرآن الكريم ؟ ولماذا ؟