رأيت البخيل
رأيتُ البخيلَ غريبًا فَريدا
قريبًا من المالِ، عنَّا بعيدا
يدُ البخلِ تَطغى على مَنكبيهِ
لتُظهرَ أخلقَ ثوبٍ جديدا
ولم يعطِ سائلَهُ حقَهُ؛ بلْ
طغى ناهرًا، لاوياً منهُ جِيدا
إذا مات حتمًا ترى في ثراهُ
يدَ الموت فيها من البُخلِ عودا
أيجمعُ مالًا على رثِّ حالٍ
فكيف سيَقضي الحياة سعيدا؟
يعيش البخيلُ ككلبٍ عقورٍ
يرى العظمَ في الجوعِ لحمًا قديدا
يموتُ البخيلُ لدى كلِّ صَرفٍ
ويحيا إذا ازدادَ مالاً رصيدا
إذا المالُ لم يسعدِ المرءَ عيشا
فما كان إلاَّ ترابا زهيدا
سألتُ الكرامَ عن البخلِ، قالوا:
هو الداءُ يعدي ويُشقي صَعودا
توارثهُ الابن عن أبويهِ
وهل خلفَ الكلبُ صِيداً أُسودا؟!
فلا تسألنَّ البخيلَ عطاءً
ترَ الماء عند السرابات بِيدا
فدونكَ قومي إذا رُمتَ جُودا
كرامُ العطايا أناروا الوجودا
أبونا جوادٌ فما زال فينا
نديمَ الضيوفِ يُعدُّ الثريدا
قِرى ضيفنا كبشُ عجْلٍ حنيذٍ
به الضيفُ قد بات ليلاً سعيدا
بنيرانِ بِكْرٍ وإبداع شعرٍ
وتأمينِ ذعْرٍ رسَمنا الخلودا
-----