فرار إلى السلم
دعني بربك أقلي الهم والتعبا
واصطلي من ثراك القبح واللهبا
دعني بربك أمضي نحو نافذتي
واتقي البؤس من حربٍ بدت عَجَبَا
وأنت يا أنت يا نجوى تشاطرني
يمم مسارك ، لا تخش الذي وثبا
وافتح ذراعيك نحوي واصطحب أملاً
ينهال مني دعاءاً يمطر السحبا
دعني لطفل أداوي جرحه فعسى
يصير فذاً إذا ما عاش و اكتسبا
دعني ، فإني أرى في القلب بِي وطناً
يصافح السلم ، يصحو ضاحكاً طربا
دعني بربك فالأوجاع يحملها
شخص ضعيف ، يعاني الفقر والسَّغَبَا
دعني بربك يا شعباً يؤرقني
ولم أجد في فنائي عائناً صَحِبَا
يا موطنا لم يعد لي موطن وأنا
ليس اقتياتي إلا الهم والتعبا
مسراي نحو عديمي المال أرهقني
كأنه الغبن ، يجري داخلي شغبا
أحتاج حشداً لآتي غايتي وعصا
ومصحفا لأذود الغم والكُرَبَا
أحتاج عمرا كعمري كي أرى وطناً
ومثله كي أعيد الحرث والعنبا
أحتاج دمعا كدمع الأنبياء به
يهتز عرش إذا ما هلَّ أو سكبا
أحلامنا في رياض العمر طاردها
قبح مرير فما ولى ولا نضبا
والعابرون إلى الآمال يوقفهم
قيد كبير فيمسي الحلم مضطربا
فمن يعزي بنا شعبا بكى ألما
إذا الضمائر أضحى وجهها الجربا
ياسر المعبوش
البحر البسيط
الحديدة - 4/2/2017م